الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

اضراب المعلمين .. مسؤولية الحكومة

نشر بتاريخ: 09/03/2016 ( آخر تحديث: 09/03/2016 الساعة: 14:51 )

الكاتب: بهاء رحال

منذ أن بدأ الاضراب وأنا احاول مسك قلمي الذي يصر ان يكتب عجز الحكومة في معالجة مشكلة اضراب المعلمين والذي تجاوز كل حدود التوقعات وبلغ مراحل خطيرة تهدد بشكل جدي مستقبل الطلبة في كافة المراحل الدراسية وفي مقدمتها المرحلة الثانوية وتحديدا طلبة التوجيهي الذين هم على ابواب الامتحانات النهائية التي تنتظرهم ، ورغم خطورة الوضع لا نزال نراوح مكاننا دون اية حلول حقيقية وسط عجز واضح من جانب الحكومة التي يتوجب عليها ايجاد حلاً لهذه المعضلة وان لا تلتزم الصمت وان لا تجلس مرتاحة في انتظار ما قد يثمر عنه الحوارات هنا او هناك ، فهي المسؤولة عن ايجاد الحلول المناسبة التي تضمن انتظام العملية التعليمية ، وقد بات واضحاً انه لا يمكن ان تنتظم العملية التعليمية إلا اذا عملت على انصاف المعلم في حقوقه التي يطالب بها ، وهذا تجلى واضحاً خلال الاسابيع الماضية ، حيث كل محاولات الترهيب والإكراه وحشد طاقات المجتمع لم تؤدي الى نتائج ملموسة بل افضت الى تعقيد الاوضاع اكثر والى تمترس المعلمين خلف مطالبهم وتركت الباب مفتوحاً وأصبح الفصل الدراسي في مهب الريح .

مشهد الاحتجاج بالأمس يستحق أن ننحني له اولاً ، خاصة وأنهم اعطوا صورة مشرقة بوقفتهم التي حافظت على اجمل وأروع انواع الاحتجاج والاعتصام التي تجلت صورتها في مشهد حضاري لا تجده إلا في البلاد الديمقراطية جداً وفي الدول الحضارية وقد لا تشبه اي احتجاجات اخرى على مستوى المنطقة برمتها ، وهذا مؤشر حقيقي اننا امام كوكبة المعلمين الذين اعطونا درساً جديداً في التظاهر كما اعطوناً ويعطونا دروساً في العلم والمعرفة والتربية والأخلاق الطيبة وهذا يتوجب على الكل الفلسطيني ان يلتفت لنظافة قلوبهم وسعيهم من اجل الحصول على حقوقهم فقط ، الامر الذي اسقط العديد من الشكوك والدعايات التي خرجت من هنا وهناك تتهم هذه الشريحة بمحاولة زعزعة الامن الداخلي والعمل لصالح اجندات بعضها داخلي وآخر خارجي ، وغيرها الكثير من الاقاويل التي لم تكن في مكانها الصحيح ولم تكن إلا اشاعات لها اهدافها الخبيثة التي لم تمر على هذه الشريحة الواعية والمتعلمة والقوية وما حدث بالأمس يعزز شهادتنا بها على انها بمستوى اعلى وأجمل من كل التوقعات وهي تقدم نفسها بهذا النموذج الواعي والمتماسك .

الاعتصام الذي حدث بالأمس اشهد بأنه اعطى صورة ايجابية كاملة لا غبار عليها ، كما ونشهد بان اللذين اعتصموا بهذا الخلق والنبل والقيم العالية هم الطليعة التي احتشدت بهذه الاعداد الكبيرة التي تعجز عنها في كثير من الاحيان الفصائل الكبيرة بهذا العدد والنظام والهدوء والرتابة في الموقف والشعار ، فكيف يمكن ان لا نسمع صوتها ، وكيف يمكننا ان نقف في وجهها وان نقول عنها كلاماً في غير موضعه وفي كل يوم يمر من عمر الاضراب يثبتون قوة تماسكهم ورتابة مواقفهم وصوتهم المتزن الذي يطالب بحق الكل اقر ويقر ويعترف لهم به ولكن دون ان يجدوا أي اجراء عملي من شأنه ان يوقف هذا الاضراب واللوم هنا يقع على عاتق الحكومة التي اخطأت منذ البداية في ادارتها للازمة ، ربما ظنت بأنها عاصفة وتمر وربما اعتقدت انها يومين او اسبوع وتنتهي ولكن بعد كل الوقت لم يعد امامنا الا دق ناقوس الخطر بشكل عال ، وان يتحمل الكل مسؤولياته تجاه وضع حلول لهذا الازمة التي لم تعد الحكومة قادرة على حلها ، لهذا فان من الضروري جداً تدخل السيد الرئيس بشكل عاجل وفوري وان يتخذ الخطوات الواجبة لعودة الدراسة وإنهاء الاضراب بما يرضي هذه الشريحة الكبيرة التي تحظى بكل احترام وتقدير من كافة فئات المجتمع .