الأحد: 05/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

حرق الشاهد الوحيد حيًا

نشر بتاريخ: 21/03/2016 ( آخر تحديث: 21/03/2016 الساعة: 10:38 )

الكاتب: خالد معالي

ما الذي بجري مع عائلة دوابشه التي احرقها المستوطنون وهم أحياء، ولم يبقى إلا الطفل احمد؟! كيف تجرأ المستوطنون مرة أخرى على حرق منزل الشاهد الوحيد على حرق عائلة دوابشة؟! أسئلة يثيرها الشارع الفلسطيني ويريد أجوبة شافية عليها.

خطط جيدا لعملية الحرق؛ فقد تزامنت عملية الحرق فجر اليوم؛ مع انعقاد جلسة محاكمة "عميرام هلئيل" وهو المتهم الرئيس في حرق عائلة دوابشة؛ حيث يريد المستوطنون القول أن يدهم هي الطولى وبإمكانهم تكرار جرائمهم.

أسلوب العصابات المجرمة، ورجال المافيا بدا من خلال حرق منزل الشاهد الوحيد؛ وهكذا هم المستوطنون المستجلبون من الخارج؛ فطريقة تفكيرهم وفهمهم للحياة يقوم على البلطجة والقتل، وإلا كيف ارتضوا أن يحتلوا ويستوطنوا أرضا ليست لهم؟! وكيف ارتضوا أن يحرقوا منزل الشاهد الوحيد حيا وهو نائم! لثنيه عن الشهادة.

المستوطنون كانوا هم من يقفون خلف الجريمة السابقة التي راح ضحيتها الشهيد سعد دوابشة وزوجته ريهام وطفلهما الرضيع علي، وإصابة ابنهما أحمد الذي لا زال يخضع للعلاج؛ وأصابع الاتهام تتجه أيضا هذه المرة نحو المستوطنين؛ خاصة وأن المستهدف هو الشاهد الوحيد على الجريمة النكراء.

ساحة خالية للعب فيها لوحدهم في ظل حماية جيش الاحتلال؛ فالمستوطنون ألقوا زجاجة حارقة فجر الأحد 203 2016باتجاه منزل المواطن إبراهيم محمد دوابشة، وهو الشاهد الوحيد على جريمة حرق عائلة دوابشة قبل ثمانية أشهر على يد المستوطنين.

لوثات دينية تدفع المستوطنون للمزيد من الجرائم؛ كون الفلسطينين من "الغويم" من الناحية الدينية ويجوز قتلهم ما داموا مسخرين لشعب الله المختار وهم اليهود بحسب عقائدهم الفاسدة والباطلة.

ترى لو كانت المقاومة فعالة في الضفة الغربية؛ هل كان سيجرؤ المستوطنون على ارتكاب المزيد من جرائم القتل والمصادرة وطرد الفلسطينيين وحرقهم أحياء وهم في منازلهم وبيوتهم التي من المفترض أنهم فيها أمنين!؟

لن يتوقف المستوطنون عن جرائهم في المدى القريب، وسيكر روا جرائمهم بفعل حماية الجيش لهم؛ وعدم وجود رد فاعل وقوي ضدهم يمنعهم عن ارتكاب المزيد من الجرائم، ومن أمن العقاب أساء الأدب وواصل جرائمه.

لا شيء يردع المستوطنين مثل الرد السريع على جرائمهم؛ والرد السريع بحاجة لقرار فلسطيني موحد من مختلف القوى، وهو غير موجود حتى الآن؛ ومن هنا فان تكرار الجرائم قد يدفع القوى الفلسطينية للتوحد والقول بوجوب الرد؛ مع أن عمليات الطعن أوجدت نوع من الردع المعقول وبحسب مفكري الاحتلال؛ إلا انه بحاجة للتطوير.

استيطان مريح وغير مكلف كان باديا بقوة قبل انتفاضة القدس؛ ومع عمليات السكاكين والدهس وإطلاق النار؛ صارت تكلفة الاستيطان ترتفع شيئا فشيئا، ومن هنا فان المستوطنين لا يردعهم إلا ما يوجعهم، ووجع المستوطنين يكون اكبر وأقوى كونهم ظلمة وطغاة، إلى أن تحين ساعة زوالهم وطردهم بالقوة، "ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا".