الإثنين: 04/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اليوم العالمي لقمع الصحافة

نشر بتاريخ: 04/05/2016 ( آخر تحديث: 04/05/2016 الساعة: 10:20 )

الكاتب: خالد معالي

في اليوم العالمي لحرية الصحافة؛ والذي يصادف في الثالث من مايو (آيار) من كل عام، يحتفل الصحفيون في مختلف دول العالم بما أنجزوه وحققوه من حرية رأي وتعبير؛ إلا في فلسطين المحتلة؛ حيث يشير ازدياد أعداد الصحفيين المعتقلين والانتهاكات بحقهم؛ إلا أن يومهم استبدل بالقمع؛ بدل الحرية؛ بسبب كيان غاصب يدعي انه واحة الديمقراطية وسط غابة من الوحوش العرب.

ففي الوقت الذي يسرح ويمرح صحفيو الاحتلال في الضفة الغربية ويمنع المس بهم؛ مثلا؛ فان الصحفيين الفلسطينيين يمنعوا من دخول القدس المحتلة ومن دخول أل 48، ويعتقلوا ويضربوا وتصادر معداتهم ويذلوا على حواجز الاحتلال بشكل متعمد.

معروف أن إعلام الاحتلال ذكي وماكر وموجه بدقة متناهية ولا مصداقية له؛ فجميع وسائل الإعلام في كيان الاحتلال تتبع المخابرات والرقابة العسكرية، وهي مبرمجة بكل كلمة وحرف في سبيل الحرب النفسية الموجهة تجاه الفلسطينيين والعرب، لاحباطهم وعدم التفكير بمقاومة الاحتلال؛ وللأسف هناك من ينقل عنه؛ نسخ ولصق.

دولة تعتبر نفسها رابع أو خامس قوة في العالم؛ ترتعب وتخشى وتخاف من حرية الرأي التعبير، وتلاحق الكلمة؛ استمراراً لسلسلة جرائم الاحتلال التي لا تنتهي بحق حرية الصحافة في فلسطين المحتلة؛ من اعتقال أو جرح أو ملاحقة الصحفيين بالتهديد والوعيد؛ والتي تصاعدت بشكل خطير منذ اندلاع انتفاضة القدس، في محاولة يائسة لإخراس الصوت الفلسطيني الحر.

لو كانت دولة الاحتلال حقيقة قوية كما تزعم لما استهدفت الإعلام؛ ولكن ما جرى يرينا مدى هشاشة دولة الاحتلال واهتزاز صورتها المسكونة بالرعب والخوف، من الكلمة الحرة والصادقة التي تكشف ضعفه وعجزه وكذب رواياته المفضوحة والخادعة.

سلطات الاحتلال تستهدف الإعلام الفلسطيني بهدف طمس جرائمها؛ وعدم كشف ما تمارسه من جرائم بحق مختلف قطاعات الشعب الفلسطيني صباح مساء.

من وسائل وطرق استهداف الصحفيين إغلاق المؤسسات إلاعلامية بالقوة، وقمع الصحفيين بالقمع والرصاص والهراوات، واستشهاد وجرح عدد منهم، والتحقيق معهم بتهم التحريض على ال"فيسبوك".

جسد الأسير الصحفي والكاتب الحر محمد القيق نموذجًا مشرفًا للعمل الإعلامي المقاوم بانحيازه التام واللامحدود لقضايا شعبه ومظلوميته في وجه الاحتلال؛ وهو ما جعل الاحتلال يستشيط غضبا ولا يصبر على الكلمة الحرة وحرية الرأي والتعبير التي كفلتها كافة الشرائع والقوانين الدولية؛ ليعتقله ويخوض إضرابا عن الطعام مشرفا لنيل حقه في الحرية بعد أيام.

قرابة عشرون من الصحفيين يقبعون في سجون الاحتلال؛ وأكثر من (280) انتهاكا وقعت بحق الإعلاميين والصحفيين والمؤسسات الإعلامية منذ انطلاق انتفاضة القدس؛ من ملاحقات واعتداءات وقمع وتنكيل وإطلاق نار واقتحام ومصادرة معدات، وإغلاق واحتجاز واستدعاء واعتقال وتقييد حرية الحركة وغيرها.

بيانات الشجب والاستنكار التي لم تعد تجدي نفعا أمام استمرار تلك الجرائم؛ وهي أصلا تشجعه؛ كون الشجب والاستنكار لا يغني ولا يسمن من جوع لدى الصحفيين ولا لغيرهم من مختلف شرائح المجتمع الفلسطيني.

سبق وأغلق الاحتلال مؤسسات صحفية؛ وقتل صحفيين واعتقل آخرين، وجرح الكثيرين؛ فهل توقف الصحفيين الفلسطينيين المخلصين عن أداء رسالتهم؟!

مواصلة واستمرار الاعتداءات والملاحقات بحق الصحفيين؛ لم يثنيهم عن مواصلة دورهم وأداء رسالتهم السامية من خلال الانحياز لشعبهم وقضاياها العادلة؛ بل زادهم أيضا إصرارا على مواصلة أداء رسالتهم السامية بكشف وتعرية ممارسات الاحتلال وجرائمه؛ فهل يتعظ الاحتلال ويكف عن ظلمة وممارساته العدوانية بحق الصحفيين وبقية الشعب الفلسطيني؟!