الجمعة: 17/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

وعد قنام... الصورة الحقيقية للشاب الفلسطيني الواعي

نشر بتاريخ: 10/06/2016 ( آخر تحديث: 11/06/2016 الساعة: 04:14 )

بقلم: معاذ الطلاع
لعل تلك الصورة التي نُناضل من أجل الوصول إليها جميعاً كشباب فلسطيني من أجل أن تكون المُنطلق للرقي والنهوض بمجتمعنا الفلسطيني عبر مُشاركة الشباب في مراكز صنع القرار التي كادت أن تخلو من الشباب. فالشباب الفلسطيني كما يتوهم العديد من صانعي القرار عملياً بانهما غير قادرين على صناعة وإدارة القرار في المجتمع، بل أن هُناك نسبة كبيرة من الشباب الفلسطيني صاحب الوعي الحقيقي الذي بإمكانه تغيير وجهة وصورة المجتمع نحو عنفوان الشباب، ووعد قنان خيرُ مثال.

لم يكُن وعد شاباً مُشاركاً فقط في برنامج الرئيس المُنفذ من قبل شبكة معاً الاعلامية في فلسطين، بل هو شاب لديه مجموعة من البرامج الوطنية والسياسية والقانونية والاجتماعية والاقتصادية بنكهة شبابية مقدسية بروح وطنية خالصة، حيث تدرج ضمن سلم تلك البرامج عبر مراحل حياته المختلفة التي ساعدت في صقل شخصيته من اجل أن يكون واعياً ومُدركاُ للعديد من المواضيع والقضايا المُختلفة.

فذلك الشاب الفلسطيني المقدسي المحامي، طالب الدراسات العليا في برنامج القانون في جامعة بيرزيت؛ هو ابن مدينة القدس، تلك المدينة التي ولد فيها عام 1992م، ودرس في مدارسها ليلتحق بعد ذلك في جامعة القدس لدراسة درجة البكالوريوس في القانون فيها. فوعد ينتمي لعائلة فلسطيني هجرها الاحتلال من أرضه عام 1948م وعاشت في مخيم العروب للاجئين قبل أن ينتقل والعد إلى القدس والعيش فيها، والذي عمل فيها كطبيب عيون، في حين شغلت والدته سلوى هديب منصب وكيل وزارة في دولة فلسطين، وهو ما ساعد وعد في حياته السياسية منذ الصغر.

عُرف وعد في تواضعه، واحترامه، وأدبه، وأخلاقه العالية، وسلوكه المُنتظم، بين أصدقائه وجيرانه، فكانت له شبكة علاقات واسعة من الأصدقاء والزملاء من كافة المدن الفلسطينية. أحب القدس كثيرا، فهي لم تغب كثيراً عن كل حوار يتناوله في أي مجلس من مجالسه الرسمية والغير رسمية، وأيضا كان لقطاع غزة مساحة كبيرة في داخله، فأحب غزة كثيراً واظهر تضامنه كثيراً معها ومع أهلها المتواجدين في الضفة الغربية.

تعرفت على وعد في مدينة نابلس خلال برنامج تدريبي مع مؤسسة الرؤيا الفلسطينية، لفت انتباهي في إحدى أحاديثه الذي تحدثها، وكان دوما يتحدثها بلهجة الكل الفلسطيني، استمر في ذلك في كل أحاديثه وتبلورت العلاقة أكثر فأكثر كونه زميلي في برنامج الدراسات العُليا في جامعة بيرزيت.

لم تكن معرفتي به منذ فترة طويلة، لكن قرأت عنه الكثير، ورأيت فيه الكثير، فزادت علاقتنا به من خلال أصدقاءنا المُشتركين، وأصبحنا في كل جلسة من جلساتنا نتبادل العديد من الاحاديث، وفي أغلبيتها ترى الحس الوطني الجميل دوماُ يتكرر من خلال أحاديثه، وسلوكه.

وعد مثَل الشباب الفلسطيني الواعي عبر منبر شبكة معا، ونقل رسالة كبيرة وواضحة لكل صناع القرار الفلسطيني والغير فلسطيني، ان الشباب الفلسطيني واعي سياسياً بقضايا وطنه المختلفة، ومُتمسك في أحاديثه بثوابته الوطنية التي يعتبرها مُكون من مُكونات حياته اليومية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. تلك الرسالة التي أراد وعد أن يدرجها ليس في كون فوزه ببرنامج تُديره شبكة اخبارية رائعة كشبكة معا الاخبارية، بل بكون ذلك المنبر سمح للشباب الفلسطيني أن يقول صوته لكي يسمعه الاخرون ويحكمون عليه فيما بعد بصورة حقيقية، فالشباب الفلسطيني ليس متهوراً، بل واعياً وحريصاً على وطنه وأرضه.

كان للتعليم في حياته مساحة كبيرة، فاهتم في دراسته جيداً وفي اطلاعه وقراءته للعديد من الكتب والروايات التي تُحاكي قضايا شعبه الفلسطيني، وكانت دراسته القانون واستكماله في برنامج الدراسات العليا في جامعة بيرزيت من أجل الاطلاع على القوانين التي ستسمح له بالمستقبل من أجل الدفاع عن قضايا أبناء شعبه في وطنه.

كان لوعد أب وأم جميلين، شكلا بوعيهم مُنطلق قوي من أجل بناء وصقل شخصية وعد من أجل إبرازها بما كانت عليه اليوم، وهذا ما يؤكد دور الأسرة الكبير في صقل شخصية أفرادها من خلال سلوكهم الحياتي اليومي الذي يُساعدهم في تشكيل العديد من تصرفاتهم، ويعمل على بناء وعيهم الفكري لديهم.

أحبه أصدقاءه كثيراً بسبب تلك الطيبة والسلوك الجميل الذي يُلاصقه دائما، فلم يكن جامداً في تصرفاته، بل كان في العديد من تصرفاته مع أصدقاءه لطيفا مرناً في تعامله، تغلب الفكاهة على أحاديثه دوماً من أجل رسم تلك الابتسامة الجميلة على وجوه أصدقاءه، فكان خير مثالاً لذلك الشاب الاجتماعي الذي يُشاركك العديد من المناسبات الاجتماعية.

استمر وعد في سلوكه كما هو بعد فوزه في برنامج الرئيس الشاب، ونفذ العديد من الزيارات لمن حوله من عائلته وأصدقائه وشاركهم فرحته، وعزا ذلك إلى وقوفهم جنبه دوماً في كل المحطات. لعل وعد قنام شكل وسيشكل المُنطلق للعديد من الشباب الفلسطيني من أجل الاستمرار في بناء فكره ووعيه من أجل الرقي والنهوض بمجتمعه ووطنه.

واستمرت أيضا تلك الابتسامة الجميلة التي تراه على وجهه دائما كمصدر للتفاؤل للعديد ممن حول من أجل دعمهم بالأمل للاستمرار في طريقهم نحو المستقبل الجميل الذي نرغبه لوطننا ومجتمعنا وشعبنا.