الخميس: 02/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

حل بريطاني للمعضلة الفلسطينية

نشر بتاريخ: 28/06/2016 ( آخر تحديث: 28/06/2016 الساعة: 15:45 )

الكاتب: أمجد الاحمد

بعد انتخاب الرجل المسلم صديق خان رئيسا لبلدية لندن وبعد الاستفتاء الذي تم حول بقائها في الاتحاد الاوروبي تكون بريطانيا سطرت درسا لكل من يصبوا الى حل مشاكله الداخلية، وهو العودة الى الشعب وما يقرره هذا الشعب، وهنا لا اريد ان ادخل في موضوع السلبيات والايجابيات لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي لاني مقتنع تمام الاقتناع ان قرار الشعب البريطاني هو الأفضل لها من أي شيء مفروض لكن ألا يصلح هذا الخيار لحل معضلة الانقسام الفلسطيني الذي بلغ عمره 30 عاما، وأقول 30 عاما لان الانقسام لم يبدأ منذ العام 2007 كما يعتقد البعض، بل منذ العام 1987 بعد تأسيس حماس ورفضها الانخراط في القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة، كيف لا والمادة الثانية من القانون الاساسي الفلسطيني تنص على ان "الشعب مصدر السلطات ويمارسها عن طريق السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية على اساس مبدأ الفصل بين السلطات على الوجه المبين في القانون الاساسي". نعم يستطيع الشعب الفلسطيني ان يخرج من هذا الكابوس الذي سموه الانقسام اذا انتهج ما قامت فيه بريطانيا وأعاد القرار الى الشعب وان يبتعد عن مبدأ مصلحة الحزب والدين والعشيرة والقبيلة والعصبية والعرق.

الى متى سنبقى متمسكين بهذا التخلف الذي اسمه المصلحة الوطنية على حساب مصلحة الشعب، واصلا من اوجد التعارض ما بين المصلحة الوطنية والمصلحة الشعبية، فالمصلحة الوطنية تتواءم وتتصالح مع المصلحة الشعبية، ومن يرسخ التعارض هو من يتبع المصلحة الحزبية او القبلية والعائلية والتي يتبعها المال غير الشرعي وعلى حساب الشعب والأمثلة كثيرة على ذلك من واقع حياتنا اليومية، وكل فرد فينا يلمس هذه المصالح.

ما الذي يمنع فتح وحماس ان تعلن استفتاء حول برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي فلسطيني، واعتماد نتائج هذا الاستفتاء لنهج حياة فلسطينية تم اختيارها من قبل الشعب بحيث يتحمل مسؤولية نتائج هذا الاستفتاء الشعب نفسه، وهناك طرق متعددة لضمان تنفيذ هذا البرنامج من قبل الشعب.
باختصار شديد ما يمنعهم من حذو بريطانيا في اجراء الاستفتاء هو عقلية البداوة والعشيرة وعقلية التخلف الحزبي والتخلف الديني، وهذه امراض اذا لم يتم معالجتها بطرق حضارية ديمقراطية بواسطة الشعب، سيبقى الشعب الفلسطيني اسيرا لهذه الامراض وسيبقى متخلفا عن ركب الحضارة والرقي، والأدهى والأمر سيبقى الاحتلال هو المستفيد الوحيد من هذه الامراض، لذلك ستبقى اسرائيل تغذي الانقسام وتمنع الانتخابات والاستفتاءات في الاراضي الفلسطينية، من اجل ايجاد امر واقع في الضفة الغربية يسمح بفسحة الى حكم اداري بإشراف اردني، وترسيخ مبدأ كيان غزاوي في قطاع غزة دون اعتراض على أي تسمية له من قبل اسرائيل سواء كان امارة او دولة او دويلة.

وللخروج من هذه الازمة على القيادة الفلسطينية ان تعيد للشعب هيبته وحقوقه في اختيار مصيره وان لا يبقى هذا المصير مرتبط بهذه الدولة او تلك ألإمارة وعليها حذو ما قامت فيه بريطانيا حتى لو كلف ذلك استقالة الرئيس اذا لم يستطع تنفيذ ما اختاره شعبه، لأنه اقسم ان يكون مخلصا للشعب وتراثه القومي ومصالحه.