الأحد: 28/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الانتخابات المحلية: حماس الكاسب الأكبر

نشر بتاريخ: 22/07/2016 ( آخر تحديث: 22/07/2016 الساعة: 12:25 )

الكاتب: حسام الدجني

بعد موافقة حركة حماس على إجراء الانتخابات البلدية لابد من تناول ثلاث مسائل بالغة الأهمية، وهي:
1- أثر إجراء الانتخابات المحلية على المصالحة الفلسطينية، وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وانتخابات المجلس الوطني.
2- حسابات الربح والخسارة لحركة حماس.
3- انعكاسات الانتخابات على واقع الحصار في قطاع غزة.

أولًا: أثر إجراء الانتخابات المحلية على المصالحة الفلسطينية وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وانتخابات المجلس الوطني:
في ظل حالة الانقسام إن الكثير من الفلسطينيين يتعاطون مع الديمقراطية وأداة الانتخاب من زاوية الفوز الذي يمكّن من إقصاء بل استئصال الطرف الآخر، وليس من باب تجسيد مبادئ الشراكة والمشاركة، ومسطرة القياس بين الأثرين الإيجابي والسلبي مرتبطة بنتائج الانتخابات ومسارات العملية الانتخابية، ويا للأسف!، كلها تدعم التأثير السلبي على المصالحة، كيف؟، ولماذا؟

نفترض عدة سيناريوهات:
1- أجريت الانتخابات المحلية، وانقسمت حركة فتح على نفسها (سيناريو محتمل)، هل سيقبل بعد ذلك الرئيس محمود عباس وحركة فتح الذهاب إلى انتخابات تشريعية ورئاسية؟، لا، بل ألف لا.
2- أجريت الانتخابات المحلية وهزمت حماس بفارق كبير، هل من الممكن أن تدخل المعترك الانتخابي بعد ذلك؟، لا، بل ألف لا.
3- أجريت الانتخابات ولم تفز فتح ولا حماس، هل سيقبل الطرفان الذهاب إلى انتخابات سياسية؟، لا.
إذًا الانتخابات دون إنهاء تبعات الانقسام، وتصفير المشاكل، وتعزيز الثقافة المدنية والوعي السياسي لدى الجماهير الفلسطينية ستزيد من المشكلة، ولن تكون هي الحل.

ثانيًا: حسابات الربح والخسارة لحركة حماس:
حركة حماس هي الكاسب الأكبر من قرار السماح بإجراء الانتخابات المحلية والمشاركة فيها بقوائم كفاءات، سواء أفازت بالانتخابات أم خسرت؛ ففوزها يعني صوابية منهجها وثبات حاضنتها، مع ما جرى ويجري لها من حصار واستنزاف، وخسارتها ليست نهاية المطاف، بل ستكون بمنزلة رسالة تحدٍّ لهياكلها التنظيمية واستنهاض لتقديم الأفضل، وأيضًا ستخفف عن كاهلها الكثير من المسئوليات، وتحديدًا في قطاع غزة.

ثالثًا: انعكاسات الانتخابات على واقع الحصار في قطاع غزة:
لاشك أن الانتخابات المحلية ستحرج الحكومة والمجتمع الدولي والمؤسسات والمنظمات المانحة في موضوع استئناف تقديم المساعدات للبلديات التي أنهكها الحصار؛ فلن يعد هناك ذرائع لبقاء الحصار في ظل مجالس بلدية منتخبة وتعبر عن الكل الوطني والإسلامي، وهذا سينعكس _دون شك_ إيجابًا على واقع الحياة المعيش في قطاع غزة على وجه الخصوص.