الثلاثاء: 07/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

"المقتلة" السورية.... دور "الموم" في "المقتلة"

نشر بتاريخ: 16/08/2016 ( آخر تحديث: 16/08/2016 الساعة: 15:56 )

الكاتب: محمد مناصرة

بدأت غرفة عمليات "الموم" كمكتب ارتباط في تركيا أنشأه في البداية سعد الحريري منتصف العام 2012 وكلف بإدارته المدعو عقاب صقر عضو مجلس النواب اللبناني يساعده السوري لؤي مقداد وبعض المعاونين لتسهيل تمرير المال والسلاح عبر الحدود التركية الى سورية بالتنسيق والتعاون مع الجهات ذات العلاقة في نادي اصدقاء سورية وبشكل خاص مع الولايات المتحدة (اسرائيل بالطبع من وراء الزجاج المظلل) التي ارغمت الاطراف المنتجة للسلاح بفرض الحظر على تزويد الجيش الحر بالسلاح في حين سمحت وغضت الطرف عن تدفقه على جميع الجهات الاخرى وخاصة الجهادية التي كانت في بدايات تفريخها في حينه.

مكتب الارتباط الذي اطلق عليه لاحقا "غرفة عمليات الموم" كان يقدم للأطراف المانحة وخاصة للحكومات التركية والقطرية والسعودية والاميركية التقارير اولا بأول عن الصغيرة والكبيرة حيث تدفع اطراف عدة المال لتوزيعه او لدفع اثمان السلاح.

ولئن كانت الاموال والاسلحة تقدم مجانا للجماعات الجهادية والتكفيرية من قبل مكتب الارتباط فان الجيش الحر كان هو الجهة الوحيدة المستثناة من منح مكتب الارتباط المالية او المتعلقة بالأسلحة لذا لا غرابة بالاتهامات الموجه لغرفة التحكم "الموم" وبشخوصها نذير الحكيم وعقاب صقر ولؤي مقداد بانهم ابرز الادوات في جهود السعودية فكفكة الجيش الحر وتدمير هياكله وتصفيته وتغييبه عن الساحة في العديد من المحافظات السورية.

شروط تعجيزية امام الجيش الحر للحصول على السلاح:

بطلب وضغوط اسرائيلية على الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي تم اعتماد قرار حظر السلاح عن الجيش السوري الحر الذي لا يزال ساري المفعول حتى اليوم مع وجود بعض الخروقات لهذا القرار.

لذلك كان على الجيش الحر للحصول على السلاح والذخيرة التي يطلبها من اطراف "نادي اصدقاء سورية" ان يخضع لشروط تعجيزية للحصول سواء على المال او السلاح وعلى سبيل المثال كان على قادته منفردين حسب مناطقهم وليس باسم قيادة الجيش الحر التي كانت تتشكل في هذه المرحلة او تلك تقديم اقتراح بطلب منحة "Brobbosal Grant Application" (ولتقريب الصورة تماما كما تفعل المنظمات الأهلية الفلسطينية للحصول على منح مالية من الجهات المانحة) فيرفع الطلب من قيادة الجيش الحر في الموقع المعني (حتى لا تتوحد هياكل الجيش الحر) لمكتب الارتباط الهادف الى الهجوم على حاجز او اكثر لجيش السلطة في مكان ما، فعلى ويجب ان يوضح الاقتراح ما يلي:

- احداثيات الموقع المستهدف والصور الفوتوغرافية؟ وعدد الجنود فيه وعدد الاليات.

- ما هي الاهداف والاغراض المتوقع تحقيقها من الهجوم على الحاجز او الحواجز المقصودة .

لماذا هذا الحاجز دون غيره ما هي اهميته؟ لمن يتبع هذا الحاجز المستهدف لجيش النظام ام لميليشيات سورية او عراقية او ايرانية او تابعة لحزب الله.

ما هي الاسلحة وكمية الذخيرة المطلوبة للمهمة؟ وما هو حجم القوة البشرية المهاجمة للحاجز؟.

هذه التعقيدات والمصاعب وضعها "مكتب الارتباط" امام قادة الجيش الحر وبحسب توصيف جميع من قابلناهم من نشطاء كتائب والويه في الجيش الحر هو تطفيش المنتسبين للجيش الحر لعدم قدرته على تزويد افراد جيشه بالسلاح وترجمة للأوامر والتعليمات السعودية والقطرية والتركية بفرض الحصار على الجيش الحر واذا ما قبلت بعض الاطراف في نادي اصدقاء سورية تزويد الجيش الحر ببعض انواع الاسلحة كان على الجيش الحر دفع ثمنها وهذا بالذات ما يفسر تركيز غالبية قيادات الجيش الحر الهجوم على حيث توجد مراكز تخزين الاسلحة التي تخص جيش السلطة لاغتنامها والتسلح بها لضمان استمراريتهم على الارض.

وعلى الدوام كان نشطاء الجيش الحر يتساءلون لماذا يتم تقديم السلاح مجانا للجماعات الجهادية فيما هم ابناء البلد يقدم السلاح لهم مقابل دفعهم ثمنه وغالبا لم يتم تزويدهم يوما بالذي يحتاجونه!

كان المطلوب اميركيا واسرائيليا من غرفة "الموم" ان لا تصل اية اسلحة نوعية او فتاكة للداخل السوري وبشكل خاص للجيش الحر، وكان مكتب الارتباط وفيا ويحرص على التزامه بحظر السلاح على الجيش الحر تحديدا.

تقديم السلاح للجماعات الجهادية:

اهتم مكتب الارتباط منذ تأسيسه بان يصل المال السياسي والسلاح مجانا لأمراء الجماعات المسلحة الاسلاموية الجهادية واحيانا كانت مجموعات عسكرية محلية تجد نفسها امام الحاجة لاستمرارها بان توفد مندوبين من الداخل للسفر الى تركيا حيث مكتب الارتباط "الموم" بحثا عن المساعدة مال او سلاح فتقدم لهم غرفة الارتباط الاموال وقطع السلاح ولكن بعد انصياعهم للاشتراطات التي كانت تطلب منهم!

وهؤلاء الموفدين من الداخل تزايدوا للدرجة انه مع ولوج الثورة العام 2013 واذا بساحات المحافظات والبلدات تعج بعشرات الجماعات المسلحة التي لا يوجد أي علاقات او روابط بينها حسب اشتراطات المسئولين في "الموم" ولاحقا اصبح هؤلاء المندوبين قادة لمجموعات الجيش الحر بعد ان افلحوا في اقصاء القادة الحقيقيين المؤسسين للمجموعات المقاتلة كتائب الفاروق مثالا التي تم اقصاء قياداتها الثورية الحقيقية بهذه الطريقة تنفيذا لتعليمات غرفة "الموم" وتم احلال بدلا منها قيادات منتفعة من المال السياسي وتأتمر بأوامر غرفة "الموم" التي هي ذاتها عام 2012 هددت كتائب الفاروق التي حررت النقطة الحدودية باب الهوى على اخلاء الموقع وتسليمه لأحرار الشام المدعومين قطريا وتركيا.

العاملون في "الموم" وكما اشرنا اعلاه يطلعون الجهات المانحة اولا بأول على حجم المبالغ المالية المرسلة للداخل وتقديم قائمة بأسماء المنتفعين وكانت ترفع لهم قائمة بنوعية الاسلحة التي سيتم ادخالها للداخل السوري للتحقق من انها غير مشمولة بالحظر وبانها لا تذهب للجيش الحر والتصريح عن مصادرها للحصول على موافقة الولايات المتحدة تحديدا قبل ادخالها.

ان توضيح آلية عمل "غرفة العمليات الموم" تكشف الى حد بعيد دور الولايات المتحدة والسعودية وقطر تحديدا في تزويد جماعات الاسلام السياسي واصحاب اللحى بالسلاح والمال فيما كانت تمنع وصول المال او السلاح للجيش الحر في اطار خطة التخلص منه وفكفكته باعتباره جيش الثورة المنبثق من صلب الشعب .

ولاء وسطاء توزيع الاموال لغير سورية والسوريين:

كان عقاب صقر ولؤي مقداد المسئولان ظاهريا في مكتب الارتباط "الموم" ولكن المسئول الفعلي (العراب) هو السيد نذير الحكيم الذي يحوز على شبكة من الارتباطات مع مختلف الدوائر الاستخباراتية السعودية وقطر والامارات وتركيا ودوائر الاستخبارات البريطانية والالمانية والفرنسية والاميركية والايطالية وحتى الاسرائيلية.

وكانت "غرفة العمليات الموم" تحصل على السلاح من ليبيا او من اسرائيل او من روسيا ومن السوق السوداء خاصة من دول شرق اوروبا ولذا كان اهم الموردين للأسلحة هم ابرز تجار السلاح في العالم روس واسرائيليين.

وللتعريف بأهم وسطاء الحصول على المال السياسي العربي او الدولي وعلى السلاح لتوزيعه على مختلف المشاركين في "المقتلة" ومن كانوا الادوات فابرزهم مثالا وليس حصرا:

- نذير الحكيم شغل منصب القائد الاعلى للمعارضة السورية (وهو مسئول بارز في التنظيم الدولي للإخوان المسلمين مع انه يقدم نفسه كمستقل عن الاخوان) وهو منسق العلاقات مع مختلف دوائر الاستخبارات الاقليمية والدولية. وللدرجة اذا علق أي شخص سوري في أي مطار ما بتركيا او غيرها لن تحل عقدته الا بتدخل من نذير الحكيم او المدعو احمد رمضان الذي كان هو الاخر عضوا في المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري وحاليا عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني الذي اسسته قطر والسعودية بديلا عن المجلس الوطني تنفيذا للإرادة الاميركية بالتخلص من المجلس الوطني.

ولاحقا نذير الحكيم هو نفسه من اسس مكتب الارتباط الثاني الذي اطلق عليه "هيئة حماية الثورة" وبعضوية سهير الاتاسي واخرين شاركوا باسم الهيئة في المتاجرة بالسلاح وبيعه بدلا من توزيعه لمختلف الاطراف وكان يعطى لمن يدفع من المجموعات السورية المسلحة.

ونذير الحكيم هو ذاته وراء تشكيل مكتب الارتباط الثالث "هيئة حماية المدنيين" مع انه لم تترجم اية افعال لها علاقة باسم الهيئة اذ عملت على استيراد وتهريب السلاح لبيعه في الداخل السوري وقدم مجانا فقط للخريجين اصدقاء "صيدنايا" جيش الاسلام الذي تدعمه السعودية واحرار الشام (اخوان مسلمين) المدعوم من قطر وتركيا.

- عقاب صقر وهو سياسي وإعلامي لبناني معروف. عضوا في البرلمان اللبناني منذ العام 2009 بعد ان فاز بالمقعد الشيعي في دائرة زحلة "كتلة زحلة في القلب" التي هي جزء من تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري، ويشاع عنه في الاوساط السورية الثورية بانه متعدد الارتباطات الاستخباراتية ومن بينها اسرائيل.

وبحسب نشطاء الثوار من قادة الجيش الحر فان عقاب صقر نافس حزب الله واجهزة امن السلطة والدواعش والنصرة وجيش الاسلام واحرار الشام في تنفيذ الاغتيالات والتصفيات لقيادات الجيش الحر وصدرت عدة بيانات تدين دور عقاب صقر في استهداف الجيش الحر .

كان لعقاب صقر ومساعده لؤي مقداد دور بارز في التخطيط لتنفيذ عمليات الاغتيال والتصفية لقادة ونشطاء الجيش الحر الذين كانوا يسعون لتوحيد هياكل الجيش الحر ومن كانوا يعارضون التعاطي مع المال السياسي او من رفضوا بيع انفسهم وعارضوا تبعية الثورة وجماعات المعارضة عموما ل"غرفة عمليات الموم" ورفضوا التقيد باشتراطاتها وتدخلها في الثورة او حرضوا الاخرين على عدم الالتزام بالأوامر الصادرة عنها فتمت تصفيتهم.

وصرح لنا نشطاء في الجيش الحر ممن التقيناهم بان "غرفة العمليات الموم" من بداية تشكلها عام 2012 ولاحقا تشكيل "هيئة الاركان" وانشاء مكاتب الارتباط الاخرى "هيئة حماية الثورة" و"هيئة حماية المدنيين" وجميعها تأسست بمبادرة وقيادة الاخوان المسلمين كانت مخترقة منذ تأسيسها بالعملاء التابعين للسلطة الاسدية او عملاء لحزب الله فعقاب صقر متهم من قبل السوريين بعلاقات كشفتها اجهزة امن الثوار مع جهاز الأمن الخاص بحزب الله وأن عقاب صقر شارك بفعالية في تنفيذ الخطة الايرانية إلباس الثورة طربوش الأسلمة مستفيدا من الميل السعودي والقطري الاستراتيجي في تعزيز الاتجاه الاسلاموي الظلامي خصوصا ما بين الاعوام 2012 - 2014 عدا عن احداث الانقسامات في صفوف الثوار وشراء الذمم وصناعة تجار السلاح وامراء الحرب داخل سورية واشاعة الشللية والحرمنة والفساد.

- لؤي مقداد المعروف للثوار السوريين بانه رجل مخابرات سوري ويقال بانه ابن خالة محمد خلوف رئيس فرع فلسطين بشعبة المخابرات العسكرية سابقا ثم نائب مدير المخابرات العامة اللواء علي مملوك.

عمل لؤي مقداد كنصاب محترف في مجال الشيكات واعتقلته السلطة بدمشق بجريرة كتابة شيكات بدون رصيد وعقوبتها تصل الى 15 سنة سجن، ويوضع السجناء على شاكلته عادة في قسم خاص بالجرائم الاقتصادية.

لكن لؤي مقداد ونظرا لارتباطاته مع اجهزة الامن السورية اودع في قسم يسمونه في سورية "مهجع" للمعارضين السياسيين وكان من بينهم حين اعتقاله الكاتب وليد البني وكمال لبواني والمحامي هيثم المالح والشهيد الكردي العابر للطوائف والمذاهب والقوميات والأيدولوجيات المرحوم مشعل تمو الذي هاجم مقداد في السجن واتهمه امام المعتقلين جميعهم في القسم بانه جاسوس لصالح السلطة وضع بينهم.

قضى لؤي المقداد في السجن سبعة اشهر فقط من الحكم الصادر بحقه اعلن انشقاقه بعدها عن السلطة بذريعة ان ضباط اجهزة الامن اثناء زيارة والدته له في السجن عرضوها للإهانة فانضم للمعارضة وقام بتسويقه كمال لبواني وقدمه للاخوان المسلمين الذين وظفوه معتمدين على نفوذهم ناطقا اعلاميا باسم المعارضة!!! عدا عن انه اصبح لاحقا مسئولا عن وكالة "مسارات" الممولة من المخابرات البريطانية بحسب باحثين.

لؤي مقداد هو الاداة التنفيذية لعقاب صقر في تنفيذ الاعمال القذرة في صفوف الثوار الاغتيالات والتصفيات التي طالت الجيش الحر واشاعة الفساد والشللية في الثورة وتجنيد تجار سلاح لبيعه في الداخل السوري الذي يفترض بانه وصلهم لتوزيعه بالمجان على قوى المعارضة خاصة جيش الاسلام واحرار الشام ولواء التحرير وللجماعات الصغيرة التي انضوت وتوحدت في اطار هذه الالوية الكبيرة والرئيسة.

- بلال العطار (الملقب ابو عبدو) ومعه عبد الستار العطار الملقب (ابو المعتصم) وكانا من قادة "الوية الفاروق" (الاسم دوافعه لا علاقة لها بعمر بن الخطاب) بل قصد المؤسسون من التسمية انهم سيكونون من يحسم الفوارق بين الظلم والحق لصالح الشعب، والتي اسسها الضابط الشاب عبد الرزاق طلاس مع اخرين من النشطاء الثوريين وهو اول منشق برتبة ضابط عن جيش العائلة الاسدية.

وقد تم فصل كلا من بلال العطار وعبد الستار العطار في اواخر كانون اول 2013 من الوية الفاروق/ الجيش الحر بسبب اختلاسات مالية كبيرة ليخرجا الى تركيا ويواصلان عملهما كمساعدين لعقاب صقر ولؤي مقداد في تنفيذ المهام القذرة والمساعدة في الاتجار بالسلاح.
وبلال العطار استفاد ماليا ايضا من زواجه السري من ابنة السيدة سهير الاتاسي التي كانت ناشطة في مكتب الارتباط "هيئة حماية الثورة" فلم يترك وسيلة دون استخدامها لسرقة اموال الثورة.

- فاتح حسون وهو ايضا مساعد آخر لعقاب صقر ولؤي مقداد ومعروف في سورية بانه نفذ معارك وهمية تقاضى مقابلها 7 مليون دولار فيهرب لتركيا ويواصل عمله كمساعد لكل من عقاب صقر ولؤي مقداد في تنفيذ المهام القذرة ضد الثورة السورية من داخلها.

اميركا سيدة الحضور؟

يجتهد او يزعم البعض ان الولايات المتحدة الاميركية غائبة عما حدث ويحدث في سورية ومنسحبة من الواجهة وبانها تصرفت باعتبارها تاركة لمجريات الاحداث في سورية لروسيا وايران.

ان الوقائع تثبت بان هذه الأميركا لم تكن غائبة ولو دقيقة واحدة عما يحدث في سورية فلم تنفذ مهمة ايا كان شأنها على الصعيد المالي او على صعيد التسليح ولا حتى تلك المتعلقة بإجراءات الاغتيال والتصفيات واعمال فكفكة هياكل الثورة وجهود الباسها طربوش الأسلمة وكل محاولات تدمير الثورة من داخلها ومتى يجب فرض تقدم للمعارضة على الارض او اجبارها على الانسحاب من هذه المنطقة او تلك لصالح السلطة او العكس الا والولايات المتحدة على علم به وهي من توفر الضوء الاخضر لجميع الاطراف سواء اكانت مع السلطة او لمن هم ضدها، المحسوبين على الثورة، او المحسوبين على ايران وحزب الله والروس ايضا.

لقد كانت الولايات المتحدة على علم بالصغيرة والكبيرة فيما يتعلق بالمال او بالسلاح وعلى مصادرهما وعلى الطريقة التي سيجري فيها توزيع المال او توزيع السلاح ولأية جهات ولماذا؟. وتم اطلاعها والتشاور معها بواسطة "الموم" حول الهدف من كل تصرف لوجستي او مالي او تسليحي ولذا لم تكن الولايات المتحدة منسحبة وإن بدت ظاهريا غائبة عن الواجهة، لكنها موجودة على الدوام وهي سيدة الحضور ولو وافقت على اسقاط السلطة الاسدية لحسمت الامور منذ العام 2012 ولكنها كرست كل قدراتها الاستراتيجية من اجل سورنة الصراع واستمرار "المقتلة" للسوريين وعملت على ان لا تنتصر الثورة وان لا تسقط الاسدية وبان لا تهزم الثورة ولا تنتصر الاسدية.

اتجاهات المتن الشعبي للثورة تجاه الموم:

برغم كل الذي جرى ويجري للخلاص من الثورة من خارجها جيش السلطة والميليشيات الايرانية والافغانية والعراقية وميليشيات حزب الله والموت الذي تلقيه الطائرات الروسية على المدنيين العزل والذي جرى ويجري لإفسادها والباسها طربوش الأسلمة وفكفكة هياكل شقها العسكري ومحاولة تدميرها والغاء صفة الثورية عنها من داخلها سعوديا وقطريا وتركيا "دور الموم مثالا" الا ان المتن الشعبي للثورة والحراك المدني في كل القرى والبلدات والمدن استدام بثورته برغم المهر الكبير.

لقد ظل المتن الشعبي للثورة السورية وعلى مدى السنوات الخمس محتفظا بخطه الوطني العام ومتمسكا بالتزامه بهدف اسقاط السلطة وتحقيق الديمقراطية والحرية وانشاء دولة لمواطنيها في سورية رغم كل محاولات القتل والتدمير من خارجها ومحاولات تزويرها وحرفها وسرقتها وتشويه صورتها من داخلها بالباسها طربوش الاسلمة.

ومن اسطع الأمثلة على هذا التوصيف للثورة السورية هو المظاهرات الشعبية في في معرة النعمان لاكثر من 150 يوما متواصلة، وفي حمص وحماه ومدنهما وبلدات الغوطة بدمشق ومختلف بلدات ومدن ادلب حيث طرد المتن الشعبي للأدالبة جبهة النصرة الى خارج المنطقة نحو حلب بالحراك المدني ومؤخرا في منبج وحلب اللتين تم تحريرهما حيث فرض المتن الشعبي فيهما على العسكر واصحاب اللحى عدم التدخل في ادارة المنطقتين وتمكين المجالس المحلية من اداء دورها وتفويت الفرصة على انشاء المجالس الشرعية التي حاول اصحاب اللحى فرضها على البلدات الاخرى وفشلت فشلا ذريعا. وهذه الانباء والمنجزات لا تتحدث عنها لا فضائيات اصدقاء سورية ولا فضائيات اعدائها.

لم يشهد شعب في التاريخ كل هذا التآمر من الداخل والخارج لتدمير ثورته وانهائها كما هو عليه الحال في الثورة السورية ومع ذلك تستديم الثورة ولن تتوقف الا باسقاط الاستبداد وتحقيق الحرية وكنس وتنظيف الفضاء السوري من كل قوى الظلام الاسلاموي المسقطين على الارض السورية من خارجها.