الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

عين على اللقاء وعين على المسؤول؟؟؟

نشر بتاريخ: 09/09/2016 ( آخر تحديث: 09/09/2016 الساعة: 09:21 )

الكاتب: د. سهير قاسم

يدور في المكان، يبحث عن مفقود، يلتفت يمينا وشمالا فيمربعه الصغير، بدت عليه علامات ارتباكعلى الرغم من اكتمال عناصر المشهد، راقبته عن بعد، فكرت وبحثت عن مسببات، عرضت المساعدة،وأجاب بالنفي وأن كل شيء على ما يرام، عجبت من أمره لكن مرور الزمان أجاب عن الأسئلة وأنهى حالة الاستغرابحيث مضت عقارب الساعةدون توقف وكشفت السرّ لشخص يحاور بجسده شارد الذهن وروحه تحلق في مكان آخر بعيد.

أشفقت عليه لكثرة مرات الاتصالمتنقلا في الموقعكأنه يبحث عن مفقود في لقاء موسّع قطع فيه الحضور المسافات وقد تشوقوا منذ سنوات. حدثتني نفسي، هل السبب عدم حضور المسؤول أم صاحب الشأن، صحيح أنه قد راج في مجتمعاتناعقدة المسؤول حتى طغت على العمل وأثقلته إلى درجة سادت على المضامين، فكانت المجاملة التي احتلت المكان على حساب القضايا المحورية ورانت على العقول. ناهيك عن الخلط في التقييم إذ يرتبط النجاح بقدوم المسؤول!

وعودةإلى ذلك المضطرب الذي يعاني من ضائقة دون معرفة مسبباتها إذ صار يبحث عن منقذ للموقف، تسابقت عيناه في البحث فتارة إلى الشارع الرئيس وأخرى إلى مقدمة المكان وكأنالوعد قادم وكأن سيارة المسؤول تقدمت بخطوات محسوبة، نعم حضر فزالت الغمة ليتحول الاضطراب إلى فرح ومرح وتحول كل شيء إلى نجاح، نعم ها هو النجاح قد قدم، وقد تغيرت الحركات والسكنات نعم قدم المسؤول فنجح اللقاء؟!

كان الفرج،فتألق المكان وصاحبه وقد توهجت عيناه بالمنقذ، الآن يوجد مسؤول ومؤكدا ستتبدل الأحوال وتتغير تحققت الأهداف ونجحالإعلام وضجّ وكان ما كان. أعرف أن عقدة المسؤول قد شاعت وذاعت وتأصلت في العقول، ولكن التساؤل المهم، أين تكمن العقدة وأين تكمن العيوب، هل المسؤول أم صاحب المكان أم في ذات صاحب المكان، ذلك يقودنا إلى تساؤل كبير، هل المشكلة الحقيقية كامنة لدى المضللين والمنافقين أم في المسؤول بعينه؟!

أظننا قد عدنا سنوات إلى الوراء، وربما هو نوع من التقدم المنشود، ربما يكون الواقع ليس على هذه الصورة وربما هناك صور مشرقة كثيرة، لكن علينا الانتباه والالتفات إلى أطفال ينظرون إلينا بأعين ناقدة مراقبة راغبة في التقليد حتى لا يضيع ما تبقى من ثقافة وقيم،وحتى لا تضل البوصلة عن مسارها أو نضل نحن الاتجاه، لا أعلم إن كنا قد أضعنا المضامين وقد دخلنا عصر القشور حتىماتت البذور! ولكن عاقد اللقاء ضج وثار على واقع خلا من المسؤول؟!