الأحد: 05/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل الانتخابات الفلسطينية لشرذمة القضية ؟؟

نشر بتاريخ: 04/10/2016 ( آخر تحديث: 04/10/2016 الساعة: 13:25 )

الكاتب: تمارا حداد

ان قرار محكمة العدل العليا القاضي بإجراء الانتخابات المحلية في الضفة الغربية دون قطاع غزة .سيعكس ازمة راهنة لواقع مرير بين فئات المجتمع الفلسطيني والذي سيدعم الانقسام السياسي والجغرافي والاجتماعي والاقتصادي . وسيعمق مفاهيم الفساد وإزالة الحقوق وسيلغي معايير الحريات الديمقراطية .
فهل هذا القرار يمثل الشعب الفلسطيني ورؤيته الوحدوية والوطنية ؟
ان الشعب الفلسطيني لا يمثله إلا قرارات الوحدة ولم الشمل الوطني والسياسي والجغرافي ، ولا يمثله قرارات الفرقة وقرارات زيادة فوهة الانقسام بين طرفي الوطن الفلسطيني .

ان هذا القرار يعني تفتيت عضد الشعب الفلسطيني ، وتهميش غالبية الشعب الفلسطيني ، وتعميق الكراهية بين فئاته وخيوطه المكونة لوجوده . ويعني ان فكرة الدولة الفلسطينية تلاشت وان القضية الفلسطينية ستذوب في ظل هذا القرار .
شعب قدم الكثير من التضحيات من شهداء واسرى وجرحى نتيجة الانقسام فكيف لهذا القرار ان يفي بتلك التضحيات ؟ فالشعب الفلسطيني لن يرضى بانقسامه وبأيدي فلسطينية . فيكفيه الانقسام الذي ولده الاحتلال ، والانقسام الذي ولدته الاجندات العربية التي قسمت الشعب الفلسطيني لهذا الفصيل وذاك الفصيل ، حتى تلاشت اشلائه في الشتات وفي قطاع غزة و48 والقدس .

وهذا القرار يعني ان خطة الشرق الاوسط الجديد بدأت تبرز انيابها بأن هناك دولة الخلافة الاسلامية في سيناء لصالح الاخوان المسلمين ومن ضمنهم جماعة الاخوان حماس . وهذا الرسم الذي رسمه ( لبرنارد لويس ) من اجل الحفاظ على امن اسرائيل .
هذا القرار يعني ان خطة ليبرمان لروابط القرى ستنفذ وبأيدي وتشريعات فلسطينية وان هذه الهيئات المحلية في الضفة الغربية ما هي إلا لتسير الشؤون الحياتية . فوهم الدولة الفلسطينية ضمن هذا القرار اصبح حقيقيا وبالفعل اصبحنا نراه في سراب الصحراء .

مع احترامنا لقرارات الحكومة ووزرائها الغير منبثقة عن مجلس تشريعي منتخب ، وقرارات محكمة العدل العليا إلا انها قرارات غير عادلة في ظل الاوضاع الراهنة والصعبة . وان حجة المحاكم الغير شرعية في غزة لا تمر على طفل لأنها ليست لها علاقة بالقانون ولا بالإنسانية ولا بالأخلاق التي تجمع شمل افراد العائلة الواحدة .
كان الاولى الغائها مطلقا لحين حل الاشكاليات بين فتح وحماس وليس فقط بينهما ، وإنما بين اواسط فتح نفسها فالشرذمة في حركة فتح لن تعطيها نتائج ايجابية للنجاح في هذه الانتخابات حتى لو كانت بالضفة الغربية . والأولى ان تصدر كل هذه القرارات من خلال استفتاء شعبي في حال تغيب كافة السلطات التشريعية والسياسية ، وعدم وجود مؤسسات فاعلة لمنظمة التحرير الفلسطينية . فيبقى القرار هو للشعب عن طريق الاستفتاء .

والأولى قبل اصدار مثل هذا القرار معرفة نتائجه السلبية على المجتمع الفلسطيني وعلى تماسك نسيجه الوحدوي والوطني . فهل مواطني قطاع غزة والقدس ، هم من مواطنين كوكب المريخ ام ان المريخ سيستضيفهم يوما ما اذا وجدت الحياة على هذا الكوكب .
ألا تكفيهم الخطط الصهيونية والأجندات العربية لتدمير القضية الفلسطينية . ليأتي ايدي فلسطينية لتذويب ما تبقى منها ولغربلة هوية حلم الشعب الفلسطيني بإيجاد كيانهم المستقل وحر .