الجمعة: 03/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

حماية القرار الفلسطينى المستقل

نشر بتاريخ: 08/11/2016 ( آخر تحديث: 08/11/2016 الساعة: 10:30 )

الكاتب: د. عماد أبو الجديان

استدعى المشهد الداخلي الفلسطيني غير المرتب مؤخراً تدخلاً من أطراف خارجية في القرار الداخلي الفلسطيني، وهو ما يعتبر مؤسفاً في ظل التحرك من أجل تخطى كافة العقبات والأزمات المرافقة نحو إنجاز المشروع الوطني الفلسطيني.
تخطط حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" إلى عقد المؤتمر العام السابع الذي سيعقد نهاية الشهر الجاري والذي يهدف إلى تجديد الشرعيات.
تأتي هذه الخطوات في ظل تدخل من عدد من الدول العربية والاسلامية والدول الصديقة والذي يعتبر تدخلاً منها فى الشئون الفلسطينية الداخلية أكثر من كونه دعماً للقرار الفلسطينى وحمايته والذي يعتبر حاملاً لمسوؤلياته تجاه السعب الفلسطيني ويقود الساحة الفلسطينية ومعبراً عن توجهات الشعب وصوت ضميره.

إن حركة فتح هي حركة أنشأت لتعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني، ولا تتلقى التعليمات من أية جهات اقليمية أو دولية، وأنها تعي جيداً خطط التآمر عليها من جهات مختلفة، في حين أنها تحرص على المصالح العليا للشعب وتتمسك بالثوابت الوطنية، وبالقرار الفلسطيني المستق، فهي تمتلك الاستراتيجيات التي تمكنها من التغلب على كل العقبات وإثبات حضورها في كافة الأطر والمحافل بما يخدم خططها في انجاز المشروع الوطني الفلسطيني.

من المعروف أن الفلسطنيين لا يقومون بالتدخل في الشؤون الداخلية للأخرين، فعلى الأخرين أن يكونوا كذلك، وأن يحترموا خصوصية القرار الداخلي للشأن الفلسطيني، وعدم التدخل فيه. فلا زال للفلسطينيين إرادة حكيمة قادرة على اتخاذ القرارات التي تخدم مصلحة الشأن الفلسطيني.
على الدول العربية والاسلامية والدول الصديقة حماية القيادة والشعب الفلسطيني من كل التهديدات الواقعة عليه، وتحسين الواقع الاقتصادي لمواجهة القرصنة والاشتراطات الاسرائيلية، وتعزيز النضال والصمود الوطني الفلسطيني، حمايةً للقرار الفلسطيني المستقل الذي دفع ثمنه آلالاف الفلسطينيون أرواحهم شهداء، وزالت معتقلات المحتل فيها الالاف الذين ضحوا من أجله.

إن هذا المشهد يستوجب على الفلسطينيين جميعاً التوحد ضد هذا التدخل الخارجي المفروض جملة وتفصيلاً، فأين كانت تلك الجهات الخارجية حين تعرض الفلسطينيين للاحتلال والهجرة وحروب الإبادة والحصار والتشتيت، والأسر؟؟
هذه رسالة للجميع ليكونوا جميعاً على قلب رجل واحد حتى قيام الدولة الفلسطينية، وألا يتم السماح للأخرين بفرض تأثيرهم على القرار الداخلي الفلسطيني، وأن نتذكر قول الشاعر الكبير:
ان عشت فعش حرا وان مت فمت كالاشجار وقوفاً