الأربعاء: 29/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

المؤتمر السابع لحركة فتح : أهميته في عقده

نشر بتاريخ: 15/11/2016 ( آخر تحديث: 15/11/2016 الساعة: 19:55 )

الكاتب: عوني المشني


ها هو المؤتمر السابع لحركة فتح قد اصبح على الأبواب ، المؤتمر مهم طبعا ، وككل المؤتمرات كانت مهمة في وقتها ، وككل الأحداث كانت مصيرية في وقتها ، الى الحد الذي لم نعد نعرف ان بقي شيئا غير مهم وغير مصيري ، السؤال أين تكمن أهمية المؤتمر ؟؟؟
في البداية يفترض الإشارة لما هو غير مهم : فليس مهما في هذا المؤتمر البرنامج السياسي ، نعم البرنامج السياسي ليس بالمهم ، لا يفغر بعضكم فاه من هول الصدمة ، البرنامج السياسي الذي سيصدر عن المؤتمر السابع ليس مهما لانه طالما لا يوجد متغير استراتيجي في البرنامج فانه سيكون استمرارا للبرنامج السابق بدون اَي تغيير يذكر ، لم تنضح الظروف بعد لتغيير استراتيجي عن برنامج يقوم على رؤية دولتين لشعبين ، رغم ان كل المعطيات المنظورة تقول ان شعار دولتين لشعبين قد انهار كليا بنجاح اليمين الاسرائيلي في اختطاف المجتمع الاسرائيلي ونجاح ترامب في اقتحام البيت الأبيض الامريكي ، والمتغيرات المتسارعة جدا على الارض والتي تعزز الاستيطان والتهويد وتمحو الخطوط الجغرافية والسياسية بين اسرائيل المفهوم العنصري التوسعي وإسرائيل الواقع العنصري التوسعي ، وبذلك تنهي اَي إمكانية لتقسيم البلاد الى دولتين ، رغم كل هذا لم تنضج الظروف لتغيير في البرنامج رغم نضوج الظروف الموضوعية لان ظرفنا الذاتي كحركة فتح وشعب فلسطين غير ناضج بعد .
كما ان برنامج الاستنهاض للحركة ليس بالأهمية التي تستحق عقد مؤتمر ، فما يمكن ان تحققه القيادة الفتحاوية بعد المؤتمر السابع يمكن ان تحققه القيادة الموجودة حاليا واختلاف الأشخاص لن يغير في الواقع كثير ، لماذا ؟؟؟؟ لان المتنافسين يحملون نفس المفاهيم ويطرحوا نفس المفاهيم ونهلو من ذات الثقافة ويستخدمو نفس الأدوات ، ولان البنية التنظيمية لحركة فتح وصلت لمرحلة انها استهلكت كل أفق التغيير ولَم يعد متسع الا بتغيير البنى ذاتها وهذا ما هو غير مطروح في هذا المؤتمر .
تنظيميا وسياسيا لا يتوقع تغيير يذكر وليس مهما ما سينتج في هذا المجال ، إذن ما هو المهم
المهم عقد المؤتمر ، عقد المؤتمر بعض النظر عن نتائجه مهم جدا ، سقطت ديكتاتورية الجغرافيا أصبحت فتح اكثر قدرة على عقد مؤتمرها ، لن تحول دكتاتورية الجغرافيا بيننا وبين المؤتمر وحتى لو ضاقت العواصم على مؤتمر فتح ففلسطين لا تضيق ، مهم عقد المؤتمر لثلاث أسباب : عدم الرضوخ للضغوط الخارجية ، وحتى لو كانت الضغوط عربية ، وحتى لو كانت تحت شعار الوحدة الفتحاوية ، وحتى لو كانت من رباعية نحترم أعضاءها ، فتح تنظيم سياسي ينطلق من رؤيته لمصالح الشعب الفلسطيني ، يحترم رؤية الآخرين ولكن له رؤيته التي تميزه . السبب الثاني لاهمية عقد المؤتمر هو توجيه رسالة ان اعادة صياغة الحركة وفق متطلبات المرحلة ممكن ومستعدين له حتى وان تحملنا ضغوط ، ما قبلناه في المؤتمر السادس على مضض وذلك تفهما لطبيعة المرحلة لن نقبله في المؤتمر السابع لان المرحلة تغيرت - والمعنى بين السطور - فتح تنظيم ينحني لالتقاط هدفه ولكنه لن يركع على ركبتيه ، يراعي متطلبات الآخرين ولكن في ظل تحقيق متطلباته ، فتح يقرأ الواقع وينطلق منه ولكن لن يصبح أسيرا لهذا الواقع ، للإيضاح ان حركة فتح ما زالت قوية للدرجة التي لا تتنازل فيها عن استقلاليتها وعن هدفها ، فتح قوية بما يكفي لتحقيق أهداف شعبها حتى وان تأخرت في ذلك ، فتح تؤكد على وحدة بنيتها على هدف وليس اَي وحدة وباي سبيل . اما السبب الأخير لاهمية عقد المؤتمر فهو لطي صفحة وفتح صفحة جديد ،بدون عقد المؤتمر ستبقى صفحة الشرذمة التنظيمية مفتوحة ويبقى القيل والقال ، المؤتمر بعقده ولو حتى بالسلام الوطني وكلمة الافتتاح والنصاب القانوني للانعقاد فقط يقفل صفحة ويفتح صفحة جديدة ، من تحت العباءة هو الحاضر ومن هو خارج العباءة سيبقى غائبا ل ، من تحت ظل الشرعية ومن خارجها ، ربما هذا سياق إجرائي محض ولكنه سياق مهم ومهم جدا وحتى ان كان ضرورة لفتح نقاش جديد بعيد المؤتمر فانه سيفتح على ارضية جديدة ومختلفة
لهذه كله عقد المؤتمر ولو بالافتتاح والسلام الوطني والنصاب فقط مهم ، وهو ربما الأهم من كل جدول الاعمال .
هل يوجد أهمية اخرى في المؤتمر ؟؟؟؟ نعم نعم يوجد
انتخاب الاطر القيادية
حتى لو لم يأتي الانتخاب بجديد من حيث البرامج فالاهمية انتخاب قيادة تتناسب مع المرحلة
قيادة ليست على مقاس تسوية فشلت
قيادة ليست قابلة للخضوع لضغوطات إقليمية
قيادة منفتحة على الأشياء الاخرى ، الأشياء هنا برامج ، افكار ،
قيادة لها طول نفس وتتفهم ان القضية الفلسطينية ليست حكرا على قيادة او جيل او تنظيم
قيادة فيها حكمة ولا تخلو من جنون ، فيها واقعية ولا تخلو من خيال
ربما التجديد هنا مهم ولكن حتى من يعاد انتخابهم يكون بمقدورهم الاستجابة لمتطلبات جديدة وبذلك يحققو التجديد
الانتخابات القيادية في هذا الموتمر مرحلة اخرى من مراحل تسليم الراية للاجيال القادمة ، المؤتمر السادس شكل نقلة أولى ، السابع نقلة اخرى على نفس الطريق ، والثامن النقلة الاخيرة ، لتبدأ بعدها عملية نقل للجيل الثالث
إذن عقد المؤتمر هو الأهمية القصوى ، والانتخابات هي الأهمية التالية وما تبقى تفاصيل ، لكنها تفاصيل مهمة في السياق
دورنا هنا يتمحور في انجاح عقد المؤتمر اولا ، والاصرار على هذا رغم الصعاب ، وفِي انتخابات اطر قيادية مقتدرة
وبعد ؟!!! سيكون المؤتمر درسا كبيرا وكبيرا جدا ، فتح هذا السهل الممتنع لا ننصح احدا ، اي احد ، من الداخل او الخارج ، لا ننصح احد اختبار استقلاليتها وقدرتها على الصمود ، ليتهم يتعلموا
ملاحظة : بعد المعارك المستترة والعلنية حول انعقاد المؤتمر السابع ، جاءني صديق احترم عقله وقال لي : الان فهمت جيدا لماذا ما زالت فتح ضرورة وطنية ، من يحفظ إستقلالية القرار الوطني بدون فتح ؟!!!!! قال ذلك ولَم ينتظر ان أرد عليه ومضى