الخميس: 23/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

أنقذوا الأسرى المضربين عن الطعام من الموت

نشر بتاريخ: 28/11/2016 ( آخر تحديث: 28/11/2016 الساعة: 11:07 )

الكاتب: غسان مصطفى الشامي

تمر الأيام والساعات على أسرانا البواسل وهم يسطرون أسمى معاني التحدي والصبر والصمود، ويمتلكون إرادة صلبة في وجه السجان وظلمات السجون، وإن أسرانا البواسل في سجون الاحتلال الذين تتجاوز أعدادهم (5000) أسير يعيشون تجارب الصمود في زنازين القهر والتعذيب بتحدي وكبرياء لسياسات الاحتلال الإجرامية بحق أسرانا البواسل، ولن يرفعون يوما الرياء البيضاء ولن تهزمهم سياسات الاحتلال بحقهم.

إن تاريخ الحركة الفلسطينية الأسيرة في الإضرابات عن الطعام طويل، وهناك العشرات من الأسرى سجلوا أرقاما قياسية في الإضراب عن الطعام رفضا لسياسات الاحتلال الإجرامية العنصرية داخل السجون؛ رغم التاريخ النضالي ضد سياسات الاحتلال بالسجون إلا أن الاحتلال يواصل فرض سياسة الاعتقال الإداري ولم يوقفها ولازالت سيفا مسلطا على رقاب الأسرى، هذه السياسة التي لم يحدد مدتها الزمنية وقد يبقى الأسرى لأشهر طويلة دون محكمة وتحت مسمى معتقل إداري .

هذه الأيام يخوض أربعة أسرى أبطال إضرابا عن الطعام وهم الأسير أحمد أبو فارة والأسير أنس شديد يخوضون معركة الأمعاء الخاوية لأكثر من 65 يوما، وسط التردي الكبير لأوضاعهم الصحية، وهناك محاولات من الاحتلال لإجبارهم على التغذية قسريا، من أجل إنهاء إضرابهم عن الطعام؛ كما يخوض الأسير عمار إبراهيم حمور (27عاما) من قرية جبع جنوب جنين إضرابا مفتوحا عن الطعام في معتقل النقب الصحراوي لأكثر من سبعة أيام، احتجاجاً على تمديد اعتقاله الإداري بحقه، ويواصل الأسير نور الدين أعمر القابع في عزل سجن عسقلان إضرابه المفتوح عن الطعام منذ 21 يوما، احتجاجاً على عزله وحرمانه من زيارات الأهل؛ هؤلاء الأسرى الأبطال لم تضعف عزيمتهم وإرادتهم الصلبة ويواصلون الإضراب عن الطعام حتى تنتصر إرادتهم وتهزم السجان، أوجه له التحية الكبيرة على هذا الصمود وهذه الروح القتالية من أجل نيل حريتهم والانتصار على سياسات الاحتلال الإجرامية.

إن أسرانا البواسل في سجون الاحتلال معاركهم طويلة مع السجن، ويقفون بوجه عدو لا يعترف بالمعاهدات والقوانين الدولية التي تتحدث عن حقوق الأسرى، بل إن الاحتلال يمارس ضدهم أشد وسائل التعذيب بحق الأسرى؛ بل إن الأسرى يعيشون في السجون في أسوأ حال فيما يعتبرهم العدو حقل تجارب للأدوية لذلك كل الأسرى في سجون الاحتلال يعانون من أمراض مختلفة، بل إن هناك العشرات يعانون من أمراض مزمنة مثل السرطان والفشل الكلوي دون أن يتم توفير أدنى الرعاية الصحية لهم داخل السجون الصهيونية .

إن الأوضاع الصحية للأسرى المضربين عن الطعام و الأسيرين أنس شديد وأحمد أبو فارة تزداد سوء بحسب ما أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، فيما تم نقل الأسير شديد لقسم العانية المكثفة في مشفى (آساف هروفيه) الصهيوني حيث أن حالته في وضع خطير للغاية – حتى كتابة هذا المقال – كما أن أطباء المشفى والسجانون الصهاينة لا يتحدثون مع الأسيرين أبو فارة وشديد إلا بصيغة التهديد والعنف والقسوة، وقد حاولوا إعطائهم المدعمات بالقوة للالتفاف على إضرابهما، وقد قابل الأسيران ذلك بتهديد الامتناع عن شرب المياه، كما تم تهديد الأسيرين من قبل الأطباء الصهاينة بوضع كل منهما في غرفة منفصلة إن واصلا رفضهما القاطع لتناول المدعمات والأملاح والسكر.

أمام خطورة الأوضاع الصحية للأسيرين المضربين عن الطعام لابد من تكثيف الدعم والمساندة لهؤلاء الرجال، بل يجب العمل على تفعيل قضاياهم دوليا وامميا من خلال السفارات في الخارجية، بل يجب على مؤسسات منظمة التحرير وسفاراتها أن تأخذ دورها من أجل العمل على دعم ومساندة قضايا الأسرى وتقديمه في كافة المحافل الأممية، بل يجب إعداد تقارير أسبوعية مصورة عن الواقع الأليم لأسرانا البواسل في سجون الاحتلال، ولابد أيضا تكثيف التضامن والمساندة الداخلية من أجل دعم هؤلاء الأسرى البواسل وتقوية صمودهم .

رغم ما تمر به القضية الفلسطينية من مرحلة دقيقة وحساسة على الصعيد السياسي الداخلي إلا أنه يجب أن لا ننسى أن هناك في سجون الاحتلال أكثر من ( 5000) معتقل ويجب أن لا ننسى الأحوال الصعبة التي يحياها أسرانا البواسل داخل السجون الصهيونية .

إن أسرانا البواسل هم رموز القضية الفلسطينية، ويجب أن تبقى قضيتهم حية وتأخذ زخما أكبر في المشهد الفلسطينية، ولا بد أن نتجاوز هذه المرحلة الدقيقة خاصة أن الواقع العربي صعب وسط الحروب الداخلية المشتعلة في المنطقة والأوضاع الصعبة والمريرة التي تحياها الكثير من البلاد العربية، الأمر الذي يفرض على الفلسطينيين أنفسهم العمل بقوة من أجل دعم ومساندة أسرى ومن أجل الوقوف في وجه المخططات الصهيونية ضد أسرانا البواسل داخل السجون .

إن الأسرى المضربين عن الطعام والذين تزاد أحوالهم سوء هم بحاجة ماسة إلى تكثيف الدعم والمساندة والدعاء لهم أن يقويهم وأن يفرج كربهم، وأحوالهم تخاطب كل فلسطيني وأصحاب الضمائر الحية من أجل دعهم ومساندتهم والوقف في وجه السياسات العنصرية الإسرائيلية ووقف سياسة الاعتقال الإداري العنصرية والإفراج عنهم وإنقاذ باقي الأسرى البواسل من جرائم الاحتلال الصهيوني.