الأحد: 16/06/2024 بتوقيت القدس الشريف

عام 2017 وأفاق تغيير الواقع الحالي!

نشر بتاريخ: 02/01/2017 ( آخر تحديث: 02/01/2017 الساعة: 11:04 )

الكاتب: عقل أبو قرع

ينتهي عام 2016 ويبدأ عام 2017 مع احداث متلاحقه ومتراكمه بدون تغيير ملحوظ أو ملمس على ارض الواقع، ومن ضمن هذه الاحداث قرار مجلس الامن الدولي الاخير رقم 2334، والاعلان المفاجئ والمتأخر عن ما بات يعرف ب " مبادئ كيري"، والتحضيرات لمؤتمر باريس الدولي للسلام، والانتهاء من عقد المؤتمر السابع لحركة فتح، واقرار قانون " شرعنة الاستيطان" في الكنيست الاسرائيلي، وانتخاب دونالد ترامب وغير ذلك من الاحداث أو الامور التي تهمنا أو تؤثر علينا من قريب أو بعيد، وبدون تغيير ملموس بالمفهوم الايجابي على الارض.

واذا حدث وسألت الناس هذه الايام، سواء اكان ذلك في مدينة او في قرية او في مخيم، عن الوضع الحالي، أو عن الواقع الحالي، أو عن الامور الحالية، أو حتى عن كيف أو الى اين سوف تتجة اليه الامور ألحالية، الا وكانت الاجابة بالتشاؤم وبالقلق وبالخوف والغضب، وان الوضع معقد وان الافق مسدود وان الامور غير واضحة، وان الله سبحانة وتعالى وحدة هو الذي يعرف ما سوف يحدث بعد اسبوع او شهر او بعد عدة سنوات.
وما يقوله المواطن الفلسطيني العادي في الشارع أو في الحارة، يعكس الواقع الفلسطيني بكل صدق وموضوعية، بنواحية المتعددة، سواء أكانت النواحي السياسية أوالاقتصادية أوالاجتماعية ونواحي العمل والتعليم والمياة والبيئة والتنمية والبناء، وما يمكن ان يتبع ذلك من مجالات ترتبط بما يحدث على الارض، والاهم بما ما يتوقعة المواطن والناس ان يحدث، سواء اكان ذلك في المدى القصير او المتوسط، وما يعبر عنه المواطن الفلسطيني وبكل الم وغضب وخوف، يعكس الجمود الحالي في مجالات كثيرة، الذي هو امتداد لجمود الفترة ألماضية وتقلباتها، وما أنتج من وقائع ومن أمور على الارض وعلى الناس.

واذا حدث وسألت الناس عن ماذا سوف يحدث للناس على الارض، وهل ستكون هناك دولة فلسطينية مثلا، سواء أكانت دولة كاملة السيادة او حتى ناقصة او مقطعة الاوصال، فستكون الاجابة وبشكل عفوي بسيط، اين سوف تكون هذه الدولة، أي هل ستكون هذه الدولة في الضفة، او في بعض الضفة، وهل ستكون مع أو بدون القدس أو مع أو بدون غزة، ونحن نرى الاستيطان يتمدد وبهدوء وبثبات ووفق خطة ومنهج، سواء أكان ذلك باعلان أو بدون اعلان، ونحن نرى وبالاضافة الى توسع الاستيطان وزيادة الاعداد، نرى التصاعد في التصرفات، ونحن نرى تقطع الاوصال ومصادرة الثروات الطبيعية والتحكم في المياة فوق وتحت الارض، وكيف ونحن لا نستطيع التواصل وبسهولة بين مدن وقرى الضفة، كيف سوف نستطيع التواصل مع غزة في اطار الدولة العتيدة القادمة.
واذا سألت الناس ماذ سيحدث، قي ظل التهديد بتطبيق القانون الاسرائيلي على المستوطنات وضم مناطق، وفي ظل قلة الحيلة والامكانيات، وفي ظل تراكم البطالة وتكدس الشباب، وفي ظل الترهل الاقتصادي والاجتماعي، وفي ظل الجمود وبأنواعة، وفي ظل انتظار ما سوف يحدث في اموال المقاصة وفي تبرعات المانحين او في وصول منح بعض الدول، وفي ظل امور كثيرة اصبحت تتحكم في حياتنا وفي معيشتنا، اصبح الناس يتساؤلون ويسألون عن موضوع الوطن البديل أو الخيارات ألاخرى، وعن احتمالات الترحيل أو التبديل، في حالة من القلق ومن الخوف ومن الغضب.

وما يزيد من القلق ومن الغموض ومن التعقيد ومن الخوف، هو ما يحدث حولنا في المحيط العربي، من انهيار بكل النواحي، ومن دمار وغموض، ومن اختفاء معالم وحدود، ومن اعمال عنف وقتل ودم، سواء اكان ذلك ما يحدث في سوريا أو في العراق أو في أليمن أو في ليبيا، ومن التوقع بحدوث سيناريوهات، يمكن ان تؤدي الى ان تلخبط ، ليس المشهد العربي فقط، بل المشهد الاقليمي كله، ويمكن ان تؤدي الى اعادة صياغة او بناء التحالفات المبنية فقط على المصالح، وعلى مشهد او فرضية الحفاظ على البقاء أو على الحكم أو الكرسي، وكل هذه الاحداث الحالية والمتوقعة ليست في صالحنا، وعلى ما يبدو انها لن تكون في صالحنا، في المدى القصير أو حتى في المدى ألمتوسط على الاقل.

وفي ظل هذا التشاؤم والتعقيد والخوف والغضب وانسداد الافق في الوضع الفلسيطيني، وفي ظل الانهيار والتداعي والتشتت العربي ، ورغم التعاطف الدولي المعنوي الكبير الذي تمثل في قرار مجلس الامن الدولي رقم 2334، يبقى الامل في إحداث تغييرات عملية على الارض محدودا أو ضيقا، ويبقى الاعتماد الفلسطيني على الذات ومن خلال توافق فلسطيني، في كل اماكن التواجد، هو الرافعة التي يمكن ان تعيد التفاؤل او التعاضد او نوع من الامل، وان لم يكن ذلك في 2017، فأنه يمكن ان يكون بعد سنه أو سنوات أو اكثر من ذلك.