الأربعاء: 08/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الصراع على السلطة

نشر بتاريخ: 25/08/2017 ( آخر تحديث: 25/08/2017 الساعة: 09:26 )

الكاتب: د.سعيد الصفطاوي

قبل الانتخابات التشريعية عام 2006 وشعبنا الفلسطيني يعيش حالة صراع مستمرة بدأت ذروتها في عام 2005 عندما انتشرت حالة الفلتان الأمني والاجتماعي في قطاع غزة.
بفعل فاعل شارك الجميع في حالة الفلتان سواء بقصد أو بغير قصد استمرت هذه المرحلة السيئة على شعبنا الفلسطيني لفترة طويلة والجميع يلهث خلف مصالحه الضيقة بعيداً عن مصلحة الوطن والمواطن.
شاركت جميع التنظيمات في حالة الفلتان عله يكون لهم نصيب من كعكة السلطة التي انتهت فعليا بقطاع غزة بعد إنتخابات 2006 حدث بعدها ما حدث من انقسام فلسطيني كان الاسوأ على تاريخ القضية الفلسطينية بحكم الاستفراد بالقرار من فصيل معين لإدارة شؤون قطاع غزة بقوة السلاح ولا يعلم من كان السبب في هذا الانقسام أنه سيجلب الويلات والمصائب لشعب شرد وطرد من أرضه على مدار 60 عاما.
توالت الأحداث وحكمت حركة حماس قطاع غزة على مدار 11 عاما وما زالت تحكم القطاع وقد ساعدت السلطة الوطنية الفلسطينية حركة حماس على حكمها بطرق مباشرة وغير مباشرة وسعت السلطة بكل الوسائل للمصالحة مع حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة ولكن كانت لا تملك الأوراق القوية ألتي تجبر حركة حماس على المصالحة الفلسطينية التي كانت ومآ زالت متمسكة بحكمها للقطاع الجريح.
مرت على أهلنا الويلات المتعاقبة بدأ من صيف العام 2007 حيث سجلت في كتاب تاريخ الوطن نكبة جديدة كان ابطالها من خرجوا من ذات صلب هذا الشعب فأرجعوا آلام المواطنين لنصف قرن ويزيد. لقد سيطروا على القطاع تحت ذريعة القضاء على الفساد وزمرة الفاسدين وذاق الشعب مرغما العلقم متمثلا بحروب كنا وأياكم وقوداً لها دمرت بنيتنا التحتية واقتصادنا وحتى احلامنا.
وفي حينها لم تتخل السلطة الوطنية عن التزاماتها تجاه قطاع غزة استمرت السلطة بمسئوليتها الوطنية والاخلاقية والانسانية تجاه قطاع غزة. لكن بعد كل هذه الاحداث شكلت حركة حماس لجنتها الادارية والتي اعتبرتها الحكومة الفلسطينية حكومة اخرى بقطاع غزة وبدأت التدخلات العربية والوساطات المحلية لوقف استمرار اللجنة ادارية وكل هذه المحاولات بائت بالفشل والضحية اهل القطاع المظلوم والمغلوب على أمره الذي امتهنت كرامته خلف لقمة العيش ولم يجدها بسبب التدخلات الاقليمية لتنفيذ اجندات خارجية دخيلة على شعبنا.
بعد تمسك حركة حماس بلجنتها الادارية لم نترك خيارا للسلطة الفلسطينية الا ان تفسح لها المجال بالوفاء بالتزاماتها تجاه قطاع غزة والذي تسيطر عليه حركة حماس عبر لجنتها الإدارية بعيدا عن سيطرة السلطة الرسمية المعترف بها عربيا ودوليا وقامت السلطة باتخاذ إجراءات قاسية تجاه موظفي قطاع غزة مما يزيد الوضع سوء على أهل القطاع بسبب عدم انصياع حركة حماس لطلب السلطة بحل لجنتها الإدارية.
فالمطلوب للخروج من الأزمة الراهنة التي يعيشها أهل القطاع وحدة القرار الفلسطيني وإنهاء حالة الانقسام البغيض عبر مصالحة وطنية حقيقية تعيد الكرامة لشعبنا والوقوف بجانب المواطن الفلسطيني وإعادة حقوقه وصولا لوطن كبير يشمل كافة الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية لتحقيق حلم الدولة عاصمتها القدس الشريف.