الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

بلا مبررات ولا فتاوى

نشر بتاريخ: 28/08/2017 ( آخر تحديث: 28/08/2017 الساعة: 17:11 )

الكاتب: زهران ابو قبيطة

إن ما يدور وراء الكواليس بين الدول العربية والكيان الصهيوني، هو النهج السياسي الممارس وليس التصريحات الجوفاء التي يطلقوها للدهماء، وبعض الوزراء يجاهر بموقفه الفاضح، وذلك ينم عن جهل بالتاريخ والجغرافيا، أن وزير الاستثمار السوداني، مبارك الفاضل المهدي، يقول في مقابلة معه إنه يدعم علناً تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين السودان وإسرائيل، بعد مرور أربعة أشهر فقط منذ بدء ممارسة مهامه، ويقول أيضاً إن الفلسطينيين طبعوا العلاقات مع إسرائيل، حتى حركة حماس تتحدث مع إسرائيل، ويحصل الفلسطينيون على أموال الضرائب من إسرائيل، والكهرباء من إسرائيل، يجلس الفلسطينيون مع إسرائيل، ويتحدثون مع الإسرائيليين، صحيح أن هناك "نزاع" بينهم، (( لكنهم يجلسون معهم)) وهذا ليس جهل بالقضية الفلسطينية بل مبررات واهية.
من عمقنا العربي من اجل التطبيع المعلن، وهناك تحالف مقدس بين الدول السنية والكيان الصهيوني، بذريعة مواجهة إيران وكان عدونا المركزي "إيران"، في عام 2015 قطع السودان علاقاته الدبلوماسية مع إيران وانضم إلى داعمي السعودية، والدول السنية منذ ذلك الحين، بدأ يظهر أحيانًا في مقابلات ومؤتمرات تطرقت إلى السياسة الخارجية، اهتمامًا بإقامة علاقات دبلوماسيّة مع الدولة الوحيدة التي يحظر على السودان دخولها وهي إسرائيل.
وقال رئيس حزب الوسط الإسلامي السوداني، يوسف الكودة، قبل بضعة أشهر إنّه لا مانع ديني في إقامة علاقات مع إسرائيل، إن هذه الفتاوى ليست الأولى ولا الأخيرة من هذه الأحزاب, أنهم يبحثوا عن مبررات من أجل ارتكاب خطيئة التطبيع مع العدو الصهيوني، قبل أقل من سنة، ووزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور قال إن تطبيع العلاقات مع إسرائيل هي قضية يمكن طرحها للنقاش فإن الكودة وغندور هما ليسا الوحيدين الذين يتحدثان هكذا من بين جهات مختلفة من الخارطة السياسية السودانية لا خطوط حمراء عند بعض السياسيين العرب.
هذه العلاقات، التي لا يتحدث عنها غالبًا السياسيون العرب في العلن عندما يتحدثون عن إسرائيل أو الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وان القيادة الإسرائيلية عندما تتحدث عن الدول العربية المعتدلة تعتبرها حليفة ضد إيران فإنّ الحديث عن إسرائيل في الدول السنية الأخرى أصبح جديًا، ويأخذ بعين الاعتبار إمكانية التعاون مع إسرائيل، حتى وإنْ لم يصل بعد إلى علاقات رسمية، إن تطبيع العلاقات مع إسرائيل آخذ بالازدياد بالتوازي مع عملية التقارب بين السودان والتيار المركزي السني الذي مازال لا يقيم معظمه علاقات دبلوماسيّة رسمية مع إسرائيل، فيما عدا في الأردن ومصر.
إذاً على الزعامات العربية والإسلامية أن تفيق وأن تصحوا لمواجهة الأخطار التي تحاك ضدها من أعداء الأمة ،وان تتحد لمواجهة الأخطار الحقيقية التي تستهدف كل الدول العربية وبدون استثناء.