الأحد: 05/05/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
قوات الاحتلال تطلق النار على فتاة بزعم محاولتها تنفيذ عملية طعن في البلدة القديمة بالقدس

المصالحة الفلسطينية بين الحلم والحقيقة

نشر بتاريخ: 28/09/2017 ( آخر تحديث: 28/09/2017 الساعة: 16:41 )

الكاتب: د. ياسر عبد الله

ما زال وفد حركة فتح ممثل بعضو اللجنة المركزية لحركة فتح "عزام الاحمد" ووفد حماس ممثل بنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يلتقيان من جولة الى اخرى تحت عنوان "لقاءات الحوار حول المصالحة الوطنية "، إلا أن هناك متغيرات طرأت على الصراع الحمساوي الفتحاوي والذي ارهق كاهل القيادة الفلسطينية، وتحول الى خلاف سكيولوجي يدمر النسيح الوطني في اوساط الشباب والاطفال النساء والشيوخ فتحولت القضية الفلسطينية الى صراع حمساوي فتحاوي داخلي، اضعف حضور القضية الفلسطينية على الساحة الاقليمية والدولية، ومن ناحية أخرى ادارة الصراع من مصر يعني حل الخلاف الفلسطيني الداخلي ليصبح أكثر شمولية من صراعٍ بين حماس وفتح لصراعٍ داخلي في فلسطيني، وحماس تجيد التلاعب على التناقضات وهي سوف توافق على المشروع المصري لحل الخلاف لأنها على قناعة ان حل الخلاف الفلسطيني الداخلي يعني مصالحة ايضا بين دحلان وقيادة فتح، وهذا قد يواجه بالرفض من قبل حركة فتح.
وفي رؤيتننا الى اللقاءات بين الطرفين استعرض امامكم لقاءات المصالحة خلال السنوات الماضية على النحو الآتي:
"2017" : "حماس تؤكد: سلاح المقاومة خارج كل المعادلات" ؟ ما علاقة المقاومة في المصالحة ؟
"2017" : "حل اللجنة الوزارية موافق عليها والاجواء ايجابية " ؟ هل ستمنح صلاحيات كاملة للحكومة ؟
وتصريحات ابو مرزوق الاخيرة، المقاومة خيار ليس للحوار. ماذا يعني هل المصالحة تتعارض مع المقاومة؟
"2015 ": أبومرزوق: لقاءات الدوحة مبشرة لكن قرار المصالحة بيد عباس"
لقاءات سرية كبيرة بين حماس وفتح بدعم من مشعل وعباس برعاية قطرية
" 2014 " : بأجواء إيجابية. لقاءات المصالحة الفلسطينية تنطلق في قطر
"2014": كانت حركتا فتح وحماس توصلتا لاتفاق ينهي الانقسام الداخلي
"2012" : لقاءات المصالحة تتواصل. الأحمد يلتقي مشعل وشحاته
"2011" : حماس وفتح تستأنفان لقاءات المصالحة.الاتفاق سيطبق بالتتابع
اخير العودة الى سياسة حماس في عرقلة المفاوضات ومحاولتها إرتداء ثوب المسكين والمغلوب على امره؛ فيأتي ابو مرزوق ليتحدث عن المقاومة، وهذه الادوار التي يلعبها أو تلعبها قيادة حماس في التصريحات الهادفة إلى افشال أي حوار حول الانقسام اصبحت مكشوفة، فهي تريد أن تحمل الفشل إلى فتح وقيادتها، وعلى المواطن أن يعرف أن ما يتغنى به أبو مرزوق من مقاومة لم يعد له عمل سوى حراسة الحدود الشرقية لقطاع غزة، حيث يقف بالمقابل جنود الاحتلال، وحراسة على الانفاق من اجل جلب المال لتمويل الامارة في غزة، اضافة إلى عتقال ابناء فتح والتجبر بهم وبعائلاتهم، وخلق معاناة جديدة لجزء رئيس من تركيبة الشعب الفلسطيني في قطاغ غزة وهم أبناء فتح، وللاسف قيادتهم تعي تماما ما يحصل ومن الواضح انها هي من توجه ذلك وتدعمه، فكيف لهؤلاء بأن يكونوا صناع حوار.
واما عن العودة للانتخابات فإن حماس لا تريد انتخابات في غزة ولا تريد الحوار مع فتح وانما هي لقاءات تريد منها حماس كسب الوقت حتى خروجها من أزمتها المالية، وهذا مرتبط بتداعيات ازمة قطر ومرتبط بالملف الايراني، كل هذا تدركه حماس وتعي تماماً انه مؤقت، لهذا هي تجلس للحوار من اجل كسب الوقت والمراوغة، وهي ليست الجولة الاولى التي تقوم بها حماس في لعب سياسة كسب الوقت والخروج من المفاوضات على انها راغبة وهي بالحقيقة متمنعة. وهناك تساؤلات ومعيقات؛ اوراق سوف تلعب بها حماس من خلال طرح جملة من التساؤلات: هل ستكون الانتخابات على كل المساحة الجغرافية في الضفة والقطاع والقدس؟ وهل ستكون هناك أي اشتراطات على الناخبين أو المنتخبين لاحقاً؟ وقال إن السؤال الأبرز هو هل سيتم التسليم بنتائج الانتخابات إن فازت حماس؟
وإنه ووفق الفلسفة الجدلية الفتحاوية؛ فإن الانقسام نتاج انقلاب حماس على الشرعية، فالانقسام نتاج اجندات خارجية تسعى الى ابقاء الشعب الفلسطيني في حالة انقسام، واما وفق الفلسفة الجدلية الحمساوية؛ فإن حركة فتح هي التي انقلبت على شرعية حماس وما حصل في غزة هو استعادة السلطة للشرعية.
وخلاصة القول لا حماس مقتنعة بسياسة فتح، ولا فتح مقتنعة بسياسة حماس، ولا حماس معترفة بشرعية فتح، ولا فتح معترفة بشرعية حماس، وهي حلقة مغلقة دائمة فيها الاتهامات ومستمرة الصراع، اعتقد انه وصلنا الى مراحل متقدمة من الفرقة والقطيعة، ولاستعادة الوضع الى ما كان عليه بحاجة الى اقصاء احد الطرفين للآخر؛ والاقصاء يكون اما بصراع دموي جديد تتغلب فيه فتح على حماس في غزة، او انتخابات تشريعية ورئاسية في الضفة والقطاع، مع ضمانات اقليمية تشرف على تطبيق مخرجات الانتخابات والتزام الطرف المهزوم بنتائج الانتخابات وتسليم السلطة كاملة في الضفة وغزة.
والحق يقال ان مقولة جمال عبد الناصر، وأقر بها الشهيد القائد صلاح خلف، ورفعها شعاراً الشهيد صدام حسين واخرون كثر بأن " ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة".
ويبقى الحوار والتفاهمات قائمة إلى اشعار اخر، فالطرفان اعلامياً يرغبان في التوصل الى اتفاق؛ ولكن الانقسام أصبح واقعاً وأصبح له تبعات وتراكمات ليس من السهل إزالتها بحوار هنا وهناك، وليس من السهل التنازل من طرف للاخر دون ضمانات ودون مقابل.
وفي النهاية الشعب يحلم بانهاء الانقسام ولعل هذه الجولة تكون صادقة وينتهي الانقسام ويتحول الحلم الى حقيقة وواقع يعيد الوحدة الوطنية الفلسطينية للوقوف بوجه التحديات القائمة.