الخميس: 16/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

غزة مرة أخرى

نشر بتاريخ: 05/04/2018 ( آخر تحديث: 05/04/2018 الساعة: 11:52 )

الكاتب: ماهر حسين

(المدينة التي تعادل تاريخ أمة و أكثر ).
كنت قد تابعت مسيرة العودة التي بدأت من غزة بإتجاه السياج الذي يفصل أبناء الشعب الفلسطيني في غزة عن قراهم وبلداتهم التاريخية والتي تعود جذورهم إليها حيث تم إنتزاع أبناء هذا الشعب المظلوم من أرضه وتحول أغلب هؤلاء الى لاجئين في دول أخرى .
بالتزامن مع يوم الأرض الخالد وبمناسبة يوم الأرض تم تنظيم مسيرة العودة وكنت أقول بأن عظمة مسيرة العودة في غزة بأنها سلمية وتعطي رسالة واضحه للعالم للقريب منهم قبل البعيد بأن الفلسطيني مصر على إستعادة حقه وبأن الفلسطيني لم ينس أصله وتاريخه.
تأتي هذه المسيرة كذلك لترد على بعض الأقلام التي تسعى لعزل الفلسطيني عن المكان والزمان حيث كتب البعض بشكل غير منطقي عن علاقة الفلسطيني بالأرض ومدى تمسك شعب فلسطين بالحق وتجاوز البعض وبحث في علاقة الفلسطيني بالمكــــان.
من المهم لنـــا أن نشير الى أن الواقع الحياتي في غزة صعب ومعقد ومُحبط ولكن وكما هو معتــــــــــاد دوما غزة قادرة عل صناعة الحدث دوما وتجاوز كل الأوضاع والصعوبات.
أكرر للتوضيح بأننا في غزة نعيش مرحلة إنقسام مؤلم وهناك إحباطات بخصوص المصالحة الوطنية وهناك صعوبات معيشيه كبيرة وهناك كارثة إقتصادية تعيشها غزة وهناك صعوبات في التنقل وبل هناك صعوبات في حق في التنقل للفلسطيني وهناك وللأسف منذ الإنقلاب سيطرة بالقوة على غزة بعيدا عن أي قانون وطبعا هناك محاولات إغتيالات وتصفيات داخلية وخلافات وتيارات في حمـــاس .
وبرغم كل ما سبق ...
هنـــاك من غزة وفقط من غزة ممكن أن تكون مسيرة العودة
أما الطريقة والوسيلة النضالية التي أستخدمهـــا أهل غزة في مسيرتهم للعودة فهي المقاومة الشعبية السلمية وهذا واضح ولا داعي للشك فيه .
يغضب البعض أو يرضى فلقد اختار أهل غزة طريقتهم هذه المرة فلم يعتمدوا على فصيل مــــا أو على سلاح أو على نفق أو على كتائب .
أختار أهل غزة الطريقة التي تناسبهم في النضال فلا يجب أن يزاود عليهم أحد فهم وفي الغالب فقط هم من دفع ويدفع كل يوم ثمن أي إشتباك بالسلاح مع إسرائيل .
أهل غزة فقط هم من يعانوا من أثار المعارك البطولية التي تتركهم بلا مساكن ولا مأوي تتركهم بلا شوارع ولا طعام وفي المقابل وعلى أنقاض الركام الفلسطيني في غزة يحتفل البعض بإنتصاره على دولة العدو وكأن النصر إحتفال فقط بسلامة هذا القائد أو ذاك .
اختار شعبنا الفلسطيني في غزة العمل المقاوم الشعبي السلمي وهذا خيار صحيح للتقليل من قدرة الإحتلال على إستخدام القوة ولتصل رسالتنـــا للعالم بشكل أفضل .
هذه المرة أهل غزة لم يطلقوا صواريخ، لم يطلقوا رصاص ولم يعلنوا الحرب على اليهود كل ما قرره أهل غزة الأبطال هو المسير للعودة الى بلداتهم وقراهم .
غزة في موقع الحدث والتأثير من جديد برغم المصاعب .
بالنسبة لي ...
مسيرة العودة فعل مقاوم شعبي سلمي عظيم وأصيل وعلى كل أحرار العالم التعلم من هذه التجربة النضالية التي تعود بها غزة الى دائرة الفعل والتأثير من جديد .

مسيرة العودة رسالة فلسطين وغزة للعالم بأننا أصحاب حق .

لننتظر القادم من غزة التي نتعلم منها دوما بأن هناك أمل وبأن المستحيل ممكن وبأن الأمال تتفجر من الآلام .

لننتظر القــادم من غزة ولنتعلم من غزة.

تحية الى غزة وأهلها الكرام .