الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

حركة المستضعفين في غزة تكشف داعشية المشروع الصهيوني..

نشر بتاريخ: 11/04/2018 ( آخر تحديث: 11/04/2018 الساعة: 11:42 )

الكاتب: وليد الهودلي

المتتبع لحالة الاستنفار العسكري والرسمي والاعلامي للكيان الصهيوني يدرك حجم الخطر القادم اليهم من غزة، ويستشعرون أن مشروعهم الان يعود الى المربع الاول وان هذا التهديد هو تهديد وجود وليس مجرد هبّة او انتفاضة.. وذلك للاسباب التالية:
أولا : هذا الذي يحدث من حيث الكم والنوع في خاصرتهم الجنوبية هو اسلوب جديد من اساليب الاشتباك، هم درسوا سابقا جيدا الانتفاضة وأصبح لديهم الخبرة الكافية في مواجهة هذا الاسلوب من اساليب المواجهة، كذلك هم أعدوا أنفسهم للحرب القادمة قياسا على الحروب التي خاضوها والحرب سجال.. لكن هذا الاشتباك بهذه الطريقة فهو لا شك جديد عليهم.. بهذه الطريقة يتم توظيف المخزون الهائل من الذكريات المريعة التي صنعوها على مدار سني احتلالهم للبلاد والعباد ويجري كذلك مع هذه الذكريات الاشتباك الثقافي ببعده التاريخي والانساني والسياسي والاجتماعي والقيمي والاخلاقي.
وبما أن العالم تغير كثيرا ما بين النكبة عام ثمانية واربعين وهذه الايام من قوة الحضور الاعلامي والقدرة الهائلة للاتصالات بين ارجاء المعمورة فقد اصبحنا واياهم مكشوفين للعالم، وصناعة الصورة لاية دولة او أمة مهمة ضرورية فأية صورة يصنعونها لانفسهم عندما نعيد لحالة التطهير العرقي التي مارسوها في فلسطين الى مربعها الاول، عندما تنكشف عنصريتهم البغيضة وعندما يظهرون بما اجرموا وسرقوا وطغوا على هذه الارض، هؤلاء الناس المحاصرين من قبل هذا المحتل لهم وطن سليب، لهم ارض واسعة وحقول عامرة وكانت لهم مدن وقرى أخرجوا منها بطرق مريعة.
هذا الكيان وهذا المشروع الصهيوني مارس الارهاب ومارس ما يستنكره العالم اجمع، فعل فعل داعش واكثر قبل سبعين سنة وما زال مصرا على هذا الارهاب، اذا جاءت جماعة هذه الايام ووظفت الدين الاسلامي بطريقة شاذة قلبت دور هذا الدين من دين رحمة الى دين توحش وقتل.. اسم هذه الجماعة داعش.. وبنفس الوضوح جماعة وظفت الدين اليهودي ووصلت به الى التوحش والقتل وممارسة الارهاب على الذين يطالبون بحقوقهم بطريقة سلمية.. هذه الطريقة الجديدة في الاشتباك مع المحتل أظهر للعالم أجمع بأن هناك داعش ثانية وهي تقوم بنفس الافعال منذ سبعين سنة وما زالت تصر عليها وتدعي انها ديمقراطية بل واحة الديمقراطية في هذه المنطقة المقفرة .. داعش لم تدعي هذا كما فعلت دولة الكيان.
ثانيا : هذا الحراك الجماهيري يكشف كذب وافتراء القائمين على هذا المشروع الصهيوني وادعاءهم بأنه يحاربون منظمات ارهابية موجودة في غزة ويبررون للناس اقسى حصار عرفته البشرية، هذا الحراك يرد السحر على الساحر ويحبط كل ما فعلوا وقالوا .. أنتم من تمارسون الارهاب على شعب يعاني من احتلالكم منذ عشرات السنين .. أنتم بحصاركم الظالم أخرجتم الناس للاشتباك مع مشروعكم .. العالم اليوم أمام مشروعين : مشروع طاغ استبد وتجبر واذاق الناس صنوف العذاب بعد ان أخرجهم من ديارهم وأقام حياته على حساب حياة شعب آخر ..ومشوع ثان يريد ان يتحرر من هذا الاستبداد وييريد ان تعود اليه حقوقه المسلوبة، أولها مدنه وقراه التي هجر منها وثانيها التعويضات التي تتناسب مع حجم الاجرام والارهاب الذي لحق به من هذا المشروع الصهيوني الداعشي والذي اقام دولته بذات الطريقة المتوحشة قبل داعش اليوم بسبعين سنة.
ثالثا : بهذا الفعل المفاجىء بنوعه واسلوبه، فانه يقطع الطريق امام كل الصفقات التي باتت تلوح في الافق وتراهن على وهن الحالة الفلسطينية والعربية، كل الذين يراهنون على انهم قادرون على تمرير ما يريدون محلقين في افق الهزيمة التي تغرق بها دول في المنطقة لم تستقل بقرارها ولا تملك سيادة على ارضها وشعبها، هؤلاء الان يعيدون حساباتهم أمام الحالة الفلسطينية التي تعلو على المشهد المأزوم والمهزوم، بروح عالية تبدد ظلماتهم وتسطع بما تملك من قوة الحق وتجعل كل المتآمرين على حافة الهاوية ينتظرون ما لا يسرهم ولا يسر من والوهم .