الأربعاء: 08/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

المجلس الوطني ..تغيب مقصود.. وغياب للشباب

نشر بتاريخ: 07/05/2018 ( آخر تحديث: 07/05/2018 الساعة: 13:53 )

الكاتب: مراد حرفوش

عقدَ المجلس الوطني دورته 23 "القدس وحماية الشرعية الفلسطينية" على مدار 4 ايام متواصلة في قاعة "احمد الشقيري" في مدينة رام الله، الدورة لها وما عليها والتي جابها عواصف ورياح عاتية رافقها انعقاد سلسلة من الصولات والجولات ما بين القوى الوطنية الفلسطينية في عواصم عربية منها القاهرة وعمان وبيروت قادها قيادات حركة فتح هذه الجولات التي جرت، وكما جرت لقاءات عديدة مع قوى اخرى في مدينة رام الله ومع شخصيات مستقلة، وأصحاب الرأي والفكر والمشورة والاكاديميين من اجل المشاركة الكمية والنوعية في هذه الدورة التي مضى عن اخر جلسه لانعقاد المجلس 22 عاما، والغياب المعهود على انتظام عقد اجتماعات للمجلس الوطني منها اسباب خارجة عن الارادة ومنها كانت اسباب واهية ومقصودة، ورغم سماع كل فترة وحين على مدار الفترة الفائتة شعارات ونداءات بضرورة وأهمية عقد المجلس الوطني، وتفعيل مؤسسات م. ت. ف الا انها اغلب النداءات كانت تصدم بواقع مرير وخلافات عميقة ووجهات نظر متباينة وبعيدة عن الوفاق والتوافق، وكانت هناك وجهات نظر تقول عدم عقده استر واهون من انعقاده الذي لو عقد سيحدث شقاق وانشقاق اكثر ممن هو عليه من ترهل وضعف وغياب قاصد ومقصود نعرف بعضها، ولا نعرف ،وأحيانا لا نعلم لماذا ؟
المجلس الوطني عقد في ظل عدم مشاركة الجبهة الشعبية ثاني فصيل فلسطيني في م.ت. ف، رغم اللقاءات التي جرت بينها وبين حركة فتح في القاهرة التي استمرت 3 ايام وباءت نتائجها بالفشل، وأعلنت قرارها النهائي والمفاجئ بعدم المشاركة، وأوضح اكثر من قيادي من خلال التصريحات الصادرة عنهم اسباب اتخاذ هذا الموقف بعدم المشاركة، وليس الجبهة الشعبية التي لم تشارك فهناك عدد لا بأس في من شخصيات وطنية وثقافية لها وزنها الوطني وحضورها الثقافي العريقين اعلنت عدم مشاركتها، وهنا لا يتسع المقال بذكر الاسباب العديدة والمتعددة لعدم مشاركة كل شخصية وكلاً له اسبابه التي يجب ان نحترمها ونقدرها مهما كانت.
لكن المفاجئة المدوية كصاعقة وقعت على جمهور وقطاع الشباب كانت تغيب مقصود وغياب للشباب في المجلس او كلتاهما فهذا باعتقادي الراسخ ان له دلالتين يتحملهما اولا: الفصائل والتنظيمات الفلسطينية والتي انعكست دون ادنى شك، وبشكل واضح وجلي من خلال متوسط اعمار المشاركون ممثلو الفصائل سواء كانت ككوته وحصص فصائليه او ممثلوهم بالاتحادات والمنظمات الشعبية التي تتجاوز اعمارهم 55 عاما وهذا مؤشر ينبأ بان هناك ازمة بنيوية عندهم ، وتهميشيه بدور ومكانة الشباب في الهيئات القيادية عند كل التنظيمات دون استثناء يذكر، وازمة داخلية مقصودة عن سابق اصرار وترصد بعدم التجديد وضخ دماء شابه جديدة، والتي جاءت معاكسه الى ما نسمعه من خطابات وتصريحات التنظيمات وقادتها، وليس لدي أي علم او معلومة لماذا ارادت التنظيمات هالتغيب المفرط دون تمثيل الشباب في المجلس والمؤسسات الاخرى الى م. ت. ف وحتى لم يذكر في البيان الختامي شي حول قضايا الشباب او ضرورة واهمية اعادة تفعيل الاتحاد العام لطلبة فلسطين، وما نتاج عن اعمار اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي مؤشر على ما احتوى المجلس الوطني من اعمار وسنين كاهله وشايخه.
وهنا اردت ان اذكر ان نفع التذكير ان مسيرات العودة المستمرة من قام عليها ومن يشارك فيها اغلبيهم من جيل الشباب، وأود اذكر الامناء العامون ان الغالبية العظمى من الجرحى والأسرى هم شباب، والقسم الكبير من الشهداء هم شباب، وكذلك افضنكم بناءً على النتائج الاولية الى مركز الاحصاء الفلسطيني في تعداده لعام 2017 ان المجتمع الفلسطيني يتراوح اعمار ابناءه من 0-17 عام ما نسبته 47%، ومابين 18- 29عام ما يقارب 24.3%، والذين يمثلون 60 عاما فاكثر لا يتعدى نسبتهم 5.2% ، هل هذه النسب والمعدلات اطلعَ عليها قادة التنظيمات وأخذت بعين الاعتبار اما ارادوا صرف النظر عنها ومضوا قدما بان لا يوجد شباب، ونحن من نمثلهم ونعبر عن قضاياهم وهموهم وندرك ما هي اوجاعهم وقضاياهم العصرية والملحه .
والدلالة الثانية: هل فعلا الشباب غابوا عن المشهد ولا يريدونا المشاركة واعتبروا انعقاده من عدمه نفس الحالة والنتيجة، وان تنظيماتهم والمؤسسات العامة والشبابية لا تمثلهم، وهي بعيدا كل البعد عن قضاياهم ومشاكلهم، بحيث وصلت فيهم الحال والمحال بعدم الاكتراث والاهتمام، وأصبح الإحباط واليأس سيد المشهد والموقف، وبات الامر لا يعنيهم بشي، وتسلسل الى عروقهم وإصابتهم الرخوة واللامبالاه، لذلك أبوا الا يكون لهم صوت او ممثل واكتفوا بالتعليق والتندر على صفحات الفيس والتوتير وصفحات اخرى يرون فيها منبرهم وصوتهم الذي يعبر عنهم وعن قضاياهم، مع ازدياد معدلات الفقر والبطالة في صفوفهم الذي صار هاجسهم الكبير وتخوفهم العالي وكيفية التخلص من شبح ضياع مستقبلهم، مع صعوية وتشتت وتشبيك مع كل الظروف الأليمة واللئيمة التي تحدق بحاضرهم ومستقبلهم من كل حد وصوب .
الجدير بذكره بأنه ُعدت مذكرة باسم الاطر والاتحادات الشبابية لفصائل م.ت .ف وتشاورا فيها وعليها الشباب الفلسطينيون المتواجدون بالساحات المختلفة، وانبروا على مدار اسبوعا كاملاً على تعديل هنا وإضافة هناك، وبالنهاية اتفقوا وتوافقوا على نصوصها وبنودها، وكي تعتمد كورقة من اوراق جلسات المجلس وتلقى خلال الكلمات التي تلقى باسم الشباب وحتى لحظة كتاب المقال لم يذكر منها وعنها شي......