الثلاثاء: 07/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

ما الذي يجب فهمه أمام انتكاسة الليرة التركية؟

نشر بتاريخ: 26/08/2018 ( آخر تحديث: 26/08/2018 الساعة: 11:23 )

الكاتب: ناصر دمج

في ضوء الهزة العنيفة، التي تعرضت لها الليرة التركية مؤخراً، وإنشغال العالم بخلفيات ذلك وأسبابه وتداعياته على اقتصادها؛ وعلى اقتصاديات الدول المجاورة، قدم العديد من الخبراء ما لديهم من تحليلات قيمة للموضوع، لكن دورة التوضيح التي يحتاجها المتلقي والقارىء العربي لم تكتمل، لأنها جاءت مقتضبة وعاجلة بسبب الوقت التلفزيوني الذي تمنحه الفضائيات للمتحدثين.
لذا بقيت حاجته لمعرفة ما حدث دون درجتي الإشباع والاقناع، ومعرفة السر الذي يقف وراء تحكم الدولار بالاقتصاد العالمي، وارتباط صادرات وواردات غالبية الدول به، إلى ذلك يمكنني القول: بأنني عرفت مؤخراً معلومتان مهمتان عن (الدولار)، وهن:
الأولى :
أن البنك الفيدرالي الأمريكي، ليس أمريكي، و80% من ملاكه ليسوا أمريكيين وفقاً للتعبير الرسمي الأمريكي، وهذه حقيقية غالبية الشعب الأمريكي لا يعرفها.
الثانية:
أن البنك الفيدرالي الأمريكي، ليس مؤسسة حكومية تابعة لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية، إنما هو شركة خاصة مسجلة ضمن لائحة الشركات والمؤسسات الأمريكية الخاصة.
متابعة لذلك، استفدت كثيراً من ما قاله البرفسور "فالنتين كاتاسونوف" المسؤول السابق عن المشاريع الروسية لدى البنك الدولي، لبرنامج (رحلة في الذاكرة) الذي تبثة قناة روسيا اليوم، وكانت بعنوان " كيف سقطت الدولة الأمريكية ثم العالم بأسره أمام نظام الإحتياطي الفيدرالي ومن يقف وراءه ؟" ويمكن مشاهدة الحلقة المقصودة على الرابط التالي


ولإتمام حلقة الإلمام بهذا الموضوع وفهمه بشكل بناء، أدعو الجميع لقراءة كتاب (أحجار على رقعة الشطرنج) لمؤلفه "وليم جي كار - 2تموز 1859م إلى 2تشرين أول 1959م".
وهو ضابط سابق في سلاح البحرية الملكية البريطانية، ورث هذه المهنة عن والده الذي كان ضابطاً في السلاح نفسه.
كما عمل في وزارة الإعلام والاستخبارات البريطانيتان، وفي المكتب الإعلامي الصهيوني، وكان ملماً ومتقناً للغتين العربية والعبرية.
ومن الجدير ذكره إنه زار فلسطين أكثر من مرة بسبب عمله، ودرس في الجامعة (العبرية) في القدس المحتلة، كما زار مختلف مناطق المشرق العربي.
قام بكل ذلك قبل أن يستقر به المقام في كندا ويتفرغ فيها للبحث العلمي والعلوم (التوراتية) والآثار القديمة.
بعد ذلك بدأ بكتابة "أحجار على رقعة الشطرنج" في عام 1952م وعرض فيه ما لديه من معلومات عن حركة (النورانيين) وعن الصراع العربي الإسرائيلي، من مختلف جوانبه وأثبت بطلان المزاعم الإسرائيلية حول حق اليهود في فلسطين.
بتاريخ 2 تشرين أول 1959م توفي "وليم جي كار" في ظروف غامضة، وتعرضت المكتبات التي تبيع كتبه، للملاحقة من قبل جهات غامضة وغير معروفة، ما يؤشر إلى أن وفاته لم تكن طبيعا أبداً.
كتاب "أحجار على رقعة الشطرنج"
من المفيد المعرفة أن "وليم جي كار" أمضى أربعون عاماً وهو يجمع وثائق ومعطيات كتابه، أي من عام 1911م، إلى عام 1950م، مستفيداً من خزانة وثائق والده التي جمعها حول المواضيع نفسها، ويمكن القول: هي التي دفعته للقيام بما قام به، وعمقت اهتمامه بدور العائلات اليهودية الثرية في صياغة وبلورة الاقتصاد العالمي والتحكم به؛ سيما عائلتي روتشيلد وروكفلر، وهن من ملاك مصادر الثروة والنقد في العالم بما في ذلك استحواذهما على العديد من البنوك المركزية العالمية، ومنها البنك المركزي الانجليزي والبنك الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الألماني، ما يعني تحكمهما إن لم يكن ملكيتهما للبنوك المركزية لغالبية دول العالم؛ يعني ذلك إنهما تمتلكان 80 % من ثروات العالم، حسب التوضيح الذي قدمه البرفسور "فالنتين كاتاسونوف" و "وليم جي كار".

باحث ومؤرخ