الأحد: 12/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

تابِعوا خِطاب السّيِّد الرئيس

نشر بتاريخ: 27/09/2018 ( آخر تحديث: 27/09/2018 الساعة: 15:22 )

الكاتب: أمجد جبران

تابِعوا؛ ليس فِعلُ أمْرٍ لجمعِ المُذَكّر السالِم؛ وإلّا لأتْبعته؛ تابِعْنَ، تابِعوا: هو فِعلُ نُصح للعقولِ السالِمة من نواقِص القدرات التفكيرية ومن كُلِّ قُصور، للعُقولِ الخاليات من الأوهام وخُرافات الشعارات، للعقول التي تمتلك إرادة التفكير ولا تؤجِّر تلك الإرادة لأجندات الغير؛ العقول الواثقة بسلامة أفكارِها والآراء.
لحماس: بما أَنَّكُم تختلفون مع البرنامج السياسي لمُنظمة التحرير الفلسطينية وترفضون تمثيلها لكم ولا تعترفون بقيادتها الشرعية {فخامة السيد الرئيس}، وإن كُنتُم تزعمون إمتلاك البديل -الذي أثبَتُّم فشله على مدار اثنتي عشر سنة من تفرّدكم بالحكم في غزة بالإغتصاب له- فمن الواجب عليكم أن تُتابِعوا الخِطاب وتدعون الشعب لمتابعة الخِطاب، كي تستخرجوا ومعكم الناس عيوب الخِطاب ونواقصه، لتُثْبِتوا صِحّة برنامجكم السياسي، وخيانة البرنامج السياسي للمنظمة على حدِّ زعمكم البَاطِل.
لن أسألكم لماذا تتساوقون مع الهجمة الصهيو أمريكية على خطاب الشرعية الفلسطينية، وهذه ليست المرّة الأولى التي تفعلونها؛ لأن المُتَتَبِّع لنشأة الإخوان المسلمين يعرف الإجابة من عهد بريطانيا إلى عصر وريثتها أمريكا، وهذا ينسحب على عموم مواقفكم من القومية العربية والوطنيات العربية الإقليمية، فلن تكون الوطنية الفلسطينية استثناءً من تساوقكم التاريخي مع أعداء الأمّة العربية الإسلامية وشعوبها، لٰكن لماذا كل هذا البطش لمنع الناس من مُتابعة الخِطاب في غزة؟؟؟!!!
الإجابة ساطِعة الوضوح لبساطتها؛ لأنّكم تخشون أن يتَّبِعه جميع الناس؛ بما فيهم أنصاركم من البُسطاء الذين أتخمتموهم بالشعارات الإيقاعيّة الجوفاء، ولم تُشْبعهم كوبوناتكم القليلة من فُتاتِ ما تسرقونه من المِنَح المُستجداة باسمهم، ومصيرها أرصدتكم المالية المُتضخِّمة، وكروشكم المُنتفِخة على جَشعٍ بعد جُوع، وعموم الناس في غزةَ جِياع.
للوطنيين من الأغلبية الغالِبة من شعبنا الفلسطيني: تابِعوا خِطاب السيد الرئيس بعقولكم وقلوبكم، لأن الوطنية ليست عقيدة فكرية واعتقادٌ إيماني بفكرتَي وجوب التحرير والبناء فقط؛ إنَّما هي ارتباطٌ وجداني بفكرتَي؛ الحُرية والإستقلال.
عنِّي؛ أنا سأتابِع الخِطاب وأتّبِعه، بالعقل والقلب معاً؛ أنا وأسرتي وأخوتي وأُسرهم، وَكُل مَن لي دالّة عليه بالأمل.