الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

مشاهدات من مسيرة النكبة

نشر بتاريخ: 20/05/2019 ( آخر تحديث: 20/05/2019 الساعة: 10:47 )

الكاتب: رامي مهداوي

في مدينة رام الله اليوم الأربعاء الماضي شاركت بمسيرة الذكرى الحادية والسبعين لنكبة فلسطين، وسيراً على الأقدام ذهبت من وزارة العمل_مكان عملي_ الى ضريح الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات لتنطلق المسيرة من هناك، حمل المشاركون فيها لافتات تؤكد على حق العودة، ورايات سوداء وأعلام فلسطين، ولافتات تحمل أسماء القرى المهجرة، وكذلك مفاتيح العودة، تتقدمهم فرق كشفية.
وقبل وصولنا إلى ميدان الشهيد ياسر عرفات، انطلقت في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرًا صافرات الإنذار في الميادين العامة وعبر مكبرات الصوت في المساجد لمدة 71 ثانية بعدد سنوات النكبة، مقالي هذا عبارة عن مشاهدات رصدتها خلال المشاركة في هذه الفعالية، تتفق تختلف معي لكن هذا ما رصدته من مُشاهدات:
غياب المشاركة: من النظرة الأولى تجد بأن من شارك في المسيرة النسبة الأكبر من القطاع الحكومي والمؤسسات الأهلية التي تهتم في ملف اللاجئين والمخيمات الفلسطينية، ربما أكون مخطئ لكن كان حالة من العزوف وعدم المشاركة بالمسيرة، وهناك حالة من تراجع وتقلص اذا ما تم المقارنة مع السنوات الماضية، هذه الواقع يجب أن يدرس من أصحاب القرار والمسؤولين.
الشارع الفلسطيني: خارج سياق المسيرة كان الشارع الفلسطيني كلٌ يبحث عن عالمه الخاص واحتياجته، هناك من يتسوق وهناك من يعرض بضاعته للبيع، وما أكثر "البسطات" في شهر رمضان!! الشارع بحالة سباق مع ذاته ولم يعطي أي انتباه للمسيرة ومضمونها، لدرجة بأن عدد من المارة كانوا يسألون " شو في؟" "لشو المسيرة؟"
غياب القيادة وحضور الحكومة: على الرغم من مشاركة بعض القيادات إلاً إنه كان هناك غياب "للقيادة" بمختلف الوانهم ومشاربهم الفكرية ومواقعهم سواء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أو/و قادة الفصائل بمواقعهم التنظيمية المختلفة، وخصوصاً اذا ما تم مقارنة ذلك بمشاركة واضحة من قبل الحكومة الفلسطينية على مستوى رئيس الوزراء ووزرائه والهيئات العليا في الوزارة والموظفين بمختلف درجاتهم، على الرغم بأن هناك نسبة متوسطة من الموظفين قرروا التعامل مع هذا اليوم بأنه إجازة!!
د. اشتية: شاءت الصدفة بأن أكون في زاوية أستطيع متابعة تصرفات دولة رئيس الوزراء أثاء المسيرة وخروجه منها؛ يبتسم مع الناس ويصافحهم وفي بعض الأحيان يقف ويسلم على مجموعة ما ويتصور معهم دون أي حواجز كانت، لا شك بأنه يمتلك رصيد محترم لدى الشارع الفلسطيني، فهو يعلم كيف يتواصل معه وأقرب مثال ما قام به عشية ذكرى النكبة؛ فقد تجول في مخيم قلنديا وتناول وجبة الإفطار مع عائلة من عائلات المخيم وهي فاطمة الكسبة أم لثلاثة شهداء وزار عدد من عائلات الشهداء والأسرى.
هذا الرصيد من الحب والإحترام، سيجعله أمام استحقاقات عالية التوقعات لدى الشارع الفلسطيني الذي ينظر له بعين المُخلص، وعلى الرغم من هذا سيبدأ الشارع بإنتظار الإنجازات على أرض الواقع بعد إنتهاء شهر العسل.
السؤال الآن ما علاقة هذه المشاهدات ببعضها البعض؟ وما هي دلالاتها في ذكرى النكبة؟ ببساطة ودون فلسفة الأمور أعتقد_ وأتمنى أن أكون مخطئ في اعتقادي_ بأن جبهتنا الداخلية مرهقة وغير قادرة على مواجهة أي فعل قادم على صعيد السياسات الأمريكية تجاه قضيتنا بفرض الحلول واسقاطها علينا، ومعظم القيادات الفلسطينية في حالة اغتراب عن نبض الشارع واحتياجاته اليومية وأهمها لقمة العيش، أخشى ما أخشاه بأن تكون المؤسسة الفلسطينية في وادي وقضيتنا في وادي آخر والشارع الفلسطيني أصبح مُتفرج وما يريده سوى انجازات على أرض الواقع تحافظ على خُبز الأطفال وحليبهم ولن يرحم من يمُس بهما.