الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

تسقط ورشة المنامة !!!

نشر بتاريخ: 25/06/2019 ( آخر تحديث: 25/06/2019 الساعة: 14:07 )

الكاتب: د. شادي عيسى

ها هو الشعب الفلسطيني يهتف مرة أخرى لاسقاط مؤامرة جديدة...
على مر سني عمري اتذكر عندما هتف الشعب لإسقاط عدد من المؤامرات والاتفاقيات سواء خارجية او داخلية متفقين او منقسمين... من بينها مؤتمر مدريد واوسلو واتفاق باريس الاقتصادي والتنسيق الأمني وحصار ابوعمار وحصار غزة والانقسام حتى وصلنا الى إسقاط صفقة القرن وورشة المنامة.
أما من قبل... فهتف جيل ابي رحمة الله عليه وجيل اجدادي لاسقاط وعد بلفور وقرار التقسيم وقرارات الضم وضد روابط القرى وضد اجتياح لبنان وغيرها من المؤامرات... مع الأسف الشديد لم يسقط أي شيء، بل سقط شعبنا في الوحل وغرق في مخرجات أوسلو والانقسام.. فأصبحنا ضفة وغزة وفلسطينيو 48 والخارج ووو.. وفقدنا الخطاب الوطني الموحّد وتدهورت القيم الأخلاقية والنضالية ليس فقط للشعب الفلسطيني بل للامة العربية، وما يثير الضحك والألم متلازمين عندي عندما اسمع احدا لا زال يراهن على القيادات العربية بشيء او حتى على تنظيماتنا بعد ان أسقطنا منظمة التحرير بقصد أم بغير قصد...بالأمس سيادة الرئيس حفظه الله قال اننا لا نستطيع تغيير أي حرف بإتفاق باريس ولا اتفاق اوسلو الذي لا تعترف به إسرائيل ..
العرب ماضون في التطبيع مع إسرائيل لن ولم يشاورونا، والعالم سيمضي في هذه الصفقة المشؤومة، لم ولن يستمع لنا احد سوف نبقى نصرخ في شوارع فلسطين فلتسقط المؤامرة والصفقة سموها كما شئتم وأنا أدعو الله ان تسقط ولكن تقديري لن يسقط شيء كما لم يسقط او لم نُسقط أي مؤامرة من قبل، حتى ابوعمار عندما تآمروا عليه لم نستطع حمايته، الانقسام لم نستطع اسقاطه، وخوفا من الوقوع في الخطأ اعطونا مؤامرة استطعنا اسقاطها ؟؟؟
بعض المفصومين عن الواقع والحقيقية والتائهون في شيء ما.. يطلقون شعارات للمزايدة وربما لإخفاء خيانة او فساد او للتسحيج او فقط من باب الغباء والجهل ولا اعتقد انه غباء بحت انما غباء مبرمج مدروس مفيدٌ للبعض، قد يغضب البعض من وصفي ولكن هذا رأيي... ولو لم يكن كذلك.. فلماذا تستعملون ادوات الامس التي فشلت بالامس في علاج ذات القضايا اليوم..!!
آن الأوان أن نكون مبادرين وعلى قيادتنا من وجهة نظري التفكير خارج الصندوق وعليها ان تعترف بالواقع المرير ان العرب اسهل عليهم قتل الفلسطينيين من محاربة إسرائيل، حقيقة مؤلمة ولكنها الحقيقة... هذه المؤامرة تحاك في عاصمة عربية بمشاركة عربية ودعوة عربية أمريكية، تقديري هناك تقصير كبير يجب محاسبة الجميع عليه فبعد اكثر من عشرين عاما من أوسلو لا نزال نعتمد بشكل كبيرعلى أموال المقاصة ولم نستطع تأسيس اي مقومات صناعية او زراعية او إنتاجية اخرى .. ولا زلنا في علاجنا نعتمد على التحويلات وفي مأكلنا نعتمد على الاستيراد.. لم اسمع من اي فصيل فلسطيني قام بطرح خطة اقتصادية او إنتاجية او زراعية او حتى صحية وكل ما نسمعه هو فقط شعارات وليس اكثر، وما يثير شفقتي عندما أسمعهم يريدون إسقاط المؤامرة التي تحيكها امريكا كيف؟؟؟؟ كيف ستسقطها فصائل جزء كبير منها فشل في تطبيق برامجه الداخلية واصبحت ممالك من المستوزرين والباحثين عن مناصب.. كيف سيسقطون المؤامرة كيف .؟؟؟؟ حليب اطفالنا نستورده من امريكا .. أصبحت نسبة البطالة هي الأعلى في العالم و نسبة الفقر في ازدياد وأكثر من ربع القوة العاملة لا زلت تعتمد على إسرائيل في قوتها ومعيشتها والأدهى لم نستطع توفير بديل للعمال عن العمل في المستوطنات ولازال عمالنا يشيدون المستوطنات وقيادتنا تريد إسقاط الاستيطان وهم لم يوفروا أي بديل!!! كيف؟؟؟ كيف سوف نسقط المؤامرة وماذا فعلنا لإسقاطها غير الشعارات والرفض والبيانات.. هل هناك خطة واضحة لاسقاطها؟؟ وهل اعتمدتم آليات واضحة؟؟؟ هل ستسقط من خلال الهتافات؟؟؟ هل ستسقط من خلال الدعاء؟؟؟ هل سقطت مؤامرة قبلها بالهتافات والدعاء!!! كيف سنسقطها ونحن أصبحنا من الشعوب المتسولة حتى اصبح العرب ينظرون إلينا ان كل ما نحتاجه هو المال وحتى الأوروبين والشعوب الصديقة والداعمة ان بقي هناك أصدقاء وداعمين ...