السبت: 14/06/2025 بتوقيت القدس الشريف

حالة الطوارئ في القدس- الأقصى والقيامة مغلقان وأسواق خالية

نشر بتاريخ: 14/06/2025 ( آخر تحديث: 14/06/2025 الساعة: 00:03 )
حالة الطوارئ في القدس- الأقصى والقيامة مغلقان وأسواق خالية

القدس- معا- في مدينة القدس، التي اعتادت أن يعلو فيها صوت الأذان من مآذنها، وتصدح خطبة الجمعة في أزقة البلدة القديمة، وترتفع فيها أجراس الكنائس كل صباح جمعة، بدا هذا اليوم مختلفًا تمامًا؛ فمنذ ساعات الفجر، أُغلقت أبواب المسجد الأقصى وكنيسة القيامة أمام المصلين والحجاج، فيما خلت شوارع البلدة القديمة وأُغلقت أسواقها، جاء ذلك عقب إعلان حالة الطوارئ في البلاد، إثر الضربة الإيرانية، لتُفرغ الأماكن المقدسة من روّادها، وتتحول القدس إلى ثكنة عسكرية.

مشهد الأقصى المغلق، والقيامة الصامتة، أعاد إلى الأذهان أيام جائحة كورونا، حين فُرضت القيود على دخول المصلين والحجاج، كما استحضر مشاهد الأيام الأولى من الحرب على قطاع غزة، المستمرة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023. وبينما يسود الصمت المدينة، يسكن القلق كافة تفاصيلها.

وظهر اليوم، أقيمت صلاة الجمعة على عتبات المسجد الأقصى وأبواب البلدة القديمة، بعد منع الدخول إلى محيط الأقصى بالكامل.

على أبواب البلدة القديمة والأقصى، افترش المصلون الأرض، ورفعوا أيديهم بالدعاء، الحاج محيي الدين الصياد، 86 عامًا، قال وهو يجفف عرقه تحت أشعة الشمس: "من الطور حضرت كعادتي لتأدية صلاة الجمعة في الأقصى، لكنهم منعوني من الوصول. كل الطرق مغلقة، وكل باب عليه حواجز وقوات… ومع ذلك صليت عند العتبة، فهذا بيت الله ولن أرجع دون صلاة".

من الداخل الفلسطيني، شدّ عشرات المصلين الرحال إلى الأقصى منذ الفجر، لكنهم فوجئوا بإغلاق أبوابه. أحد المصلين من بئر السبع قال: "جئت مع عائلتي لصلاة الفجر والظهر في الأقصى، تم منعي عند باب الأسباط، بقينا في محيطه حتى جاءت قوة عسكرية وأبعدتنا، ثم جاءت قوة ثانية وأخرجتنا من داخل أسوار البلدة القديمة… ومع ذلك، لم أغادر. صليت الفجر والظهر والعصر على عتباته. لنا الأجر كما لو صلّينا داخله، فالأقصى عقيدة، ولن نتخلى عنه مهما كان."

وأوضح الشيخ عمر الكسواني، مدير المسجد الأقصى المبارك، في تصريح لوكالة معا تفاصيل ما جرى منذ ساعات الفجر، قائلًا:

"قبل صلاة الفجر اليوم الجمعة، تلقت دائرة الأوقاف الإسلامية اتصالًا من الشرطة، تم فيه إبلاغنا بإعلان حالة طوارئ، وبأنه لن يُسمح بدخول المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك. ورغم ذلك، تواجد في الساحات قرابة 1000 مصلٍ، وأدوا صلاة الفجر، قبل أن تُغلق جميع أبواب الأقصى عند الساعة السادسة والنصف صباحًا."

وأضاف الشيخ الكسواني: " صلاة الجمعة والخطبة أقيمت بوجود ـ150 مصليًا من موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية المتواجدين داخل الأقصى، سنستمر في إقامة كافة الشعائر والصلوات ، بمن يتواجد من موظفي الأوقاف، إلى أن تُرفع حالة الطوارئ."

ويشار إلى أن سلطات الاحتلال، ومنذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، تفرض قيودًا مشددة على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى، شهدت الأشهر الأولى القيود المشدد والسماح بدخول أعداد محدودة جدًا من المصلين اليه، معظمها من سكان البلدة القديمة، لأداء الصلوات فيه. واستمرت القيود والمنع إلى الجمعة الماضية (بمنع الشبان والفتية بشكل عشوائي من الدخول اليه)، قبل أن تعود الإجراءات إلى حالة الطوارئ الحالية، التي أغلقت الأقصى بالكامل أمام المصلين.