الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

اسرى المقالة: 290 ألف مواطن مروا بتجربة الاعتقال منذ الانتفاضة الأولى

نشر بتاريخ: 08/12/2009 ( آخر تحديث: 08/12/2009 الساعة: 11:25 )
غزة- معا- كشفت وزارة شؤون الأسرى والمحررين في الحكومة المقالة اليوم الثلاثاء، ان ما يزيد عن 290 ألف مواطن فلسطيني مروا بتجربة الاعتقال في سجون الاحتلال منذ اندلاع الانتفاضة الأولى في الثامن من ديسمبر 1987.

واوضحت الوزارة في بيان وصل "معا"، أن 210 الف حالة اعتقلوا في بداية الانتفاضة حتى قدوم السلطة الفلسطينية في منتصف عام 1994، و10000 حالة اعتقال ما بين عام 1994 وحتى اندلاع انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من سبتمبر 2000، و70 ألف حالة اعتقال خلال سنوات انتفاضة الأقصى ولحتي الآن ليصل مجموع من ذاقوا مرارة الاعتقال في سجون الاحتلال 290 ألف مواطن من مختلف الأعمار والفئات والشرائح.

واعتبرت الوزارة في تقرير لها بمناسبة الذكرى الثانية والعشرين لاندلاع الانتفاضة الأولى (انتفاضة الحجارة) لجوء الاحتلال إلى استخدام سياسة الاعتقال ضد الفلسطينيين منذ احتلاله للأرض الفلسطينية عام 1967، بهدف إلى وقف مقاومة هذا الشعب المجاهد وكسر إرادته وإخضاعه لاملاءات الاحتلال وبث اليأس والخوف في صدور أبناء الشعب الفلسطيني بعد أن يسمع عن ممارسات الاحتلال بحق الأسرى في السجون.

واضافت أنه رغم الأعداد الهائلة التي اعتقلها الاحتلال والتي وصلت إلى ما يقارب من (750) ألف فلسطيني، يشكلون ما نسبته 20% من الشعب الفلسطيني، إلا أن الاحتلال فشل بشكل كامل فى تحقيق أهدافه من وراء تلك السياسة ولم يستطيع أن يوقف هذا الشعب عن مقاومته أو ثنيه عن طريق الجهاد والتضحية من اجل إنهاء الاحتلال استعاده حقوقه.

وقال رياض الأشقر مدير الدائرة الإعلامية بالوزارة المقالة "ان السحر انقلب على الساحر حيث أراد الاحتلال بالاعتقال القضاء على إرادة هذا الشعب، فحدث العكس حيث تحول الأسر والاعتقال إلى مصدر اعتزاز وفخر للشباب الفلسطيني، الذي يدافع عن أرضه ومقدساته".

واوضح الاشقر ان المعتقلين يخرجون من السجون أكثر وعيا وتمسكا بحقوقهم وأكثر إصرارا على مواصلة طريق المقاومة وخاض الأسرى المحررين غمار التصدي لمخططات الاحتلال، وقادوا العمل الوطني لسنوات طويلة وهذا دفع بأبناء الشعب الفلسطيني إلى سلوك نفس الطريق الذي سار عليه هؤلاء الأسرى.

وأضاف الأشقر ان أوضاع الأسرى خلال الانتفاضة الأولى كانت أسوء بكثير مما هي عليه الآن، وكانت السجون تفتقر إلى الحد الأدنى من شروط الحياة البسيطة، ولا يتوفر فيها العشرات من الأدوات والأجهزة التي تنتشر في السجون في الوقت الحالي كالتلفزيونات والراديو هات وبلاطات التسخين وغيرها.

وبين كان الطعام سئ كما ونوعا بشكل يفوق ما عليه الآن من السوء والقلة، ولا يوجد أغطيه أو فرشات أو ملابس، وكانت السجون تتكدس بالأسرى إلى حد ان ينام الأسير على جانبه لكي يفسح مجالا لغيره من الأسرى للنوم، كذلك كان العديد من السجون يمنع فيها الزيارات بشكل نهائي فسجن "كتسيعوت" في صحراء النقب مثلاً والذي افتتح في عام 1988 لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الأسرى الذين كانوا يعتقلون يوميا من مناطق الضفة والقطاع، لم يسمح بزيارة الأسرى فيه سوى في نهاية عام 1991.

واشار إلى أنه كان العنف الجسدي هو السائد في التعامل مع الأسرى، حيث استشهد نتيجة ممارسة أساليب التعذيب القاسية والمحرمة دوليا ضد الأسرى (23) أسيرا فلسطينيا، مقابل (5) شهداء من الأسرى سقطوا نتيجة التعذيب خلال انتفاضة الأقصى، وهذا لا يعتبر تغييرا نحو احترام القانون الدولي ولكن الاحتلال بدأ في السنوات الأخيرة يعتمد على أساليب التعذيب النفسي أكثر من التعذيب الجسدي الأمر الذي يفسر هذا العدد القليل من شهداء الحركة الأسيرة الذين سقطوا نتيجة التعذيب خلال انتفاضة الأقصى، في المقابل هناك ارتفاع في عدد الأسرى الذين استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي المتعمد.

وبين الأشقر أنه لا يزال في سجون الاحتلال (319) أسير معتقلين منذ الانتفاضة الأولى وقبلها وهم الأسرى القدامى الذين رفض الاحتلال الإفراج عنهم بعد اتفاق أوسلو، منهم ( 127 ) أسيرا من الضفة الغربية وأقدمهم وأقدم الأسرى جميعا الأسير (نائل البرغوتى) والمعتقل منذ4/4/1978، ومنهم (127) أسيراً من قطاع غزة وأقدمهم الأسير (سليم الكيال) والمعتقل منذ 1983.

واوضح أنه هناك ( 44 أسيرا ) من الأسرى القدامى من أبناء القدس وأقدمهم فؤاد الرازم المعتقل منذ1981، و(20 أسيرا) من أراضي 1948 وأقدمهم الأسير سامي خالد يونس ومعتقل منذ 1983، واسيرا واحدا من الأسرى العرب.

وقدمت الحركة الأسيرة خلال الانتفاضة الأولى (43) شهيدا، منهم (25) من الضفة، و(18) شهيدا من القطاع، وبينهم(23) شهيدا قضوا نتيجة التعذيب، و(11) أسيرا استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، و(2) من الشهداء استشهدا نتيجة إطلاق النار عليهما مباشرة، وكذلك استشهد (7) أسرى نتيجة القتل العمد بدم بارد بعد الاعتقال.

وأوضح التقرير أن الاحتلال اعتقل منذ 1967 ما يزيد عن (750) ألف فلسطيني لا يزال منهم (8300) أسير داخل سجون الاحتلال بينهم (370) من الأطفال وهو العدد المتبقي من أكثر من (7500) طفل اعتقلوا خلال انتفاضة الأقصى، وهناك (34) أسيرة لا يزلن رهن الاعتقال، وكذلك هناك (400) أسير يخضعون للاعتقال الإداري دون محاكمة أو تهمة تدينهم.

وبين أنه هناك (18) نائبا فى المجلس التشريعى مختطفين لدى الاحتلال، وأكثر من (1600) أسير مريض في ظل إهمال طبي متعمد ومقصود، كما وصل عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى (197) أسيرا شهيدا، منهم ( 70 ) أسيرا استشهدوا نتيجة التعذيب، و(50 أسيرا) سقطوا نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد و(70) استشهدوا نتيجة القتل العمد بعد الاعتقال، و(7) نتيجة إطلاق النار المباشر على الأسرى.

وأوضح الأشقر أن نسبة الاعتقالات خلال الانتفاضة الأولى كانت كبيرة جدا قياسا بالانتفاضة الثانية نظرا للاحتكاك المباشر بين المواطن الفلسطيني وقوات الاحتلال التي كانت تسيطر على الاراضى الفلسطينية بالكامل، لذلك لجأ الاحتلال إلى افتتاح سجون جديدة لاستيعاب هذا العدد الهائل من المعتقلين.

واشار إلى أنه من ابرز واكبر السجون الذي افتتحها الاحتلال خلال الانتفاضة الأولى (سجن النقب) واعتقل في هذا السجن ما يزيد عن (100) ألف أسير، وكانت تمارس فيه سلطات الاحتلال كافة أشكال الاهانة والتنكيل بالمعتقلين من اقتحام الأقسام والاعتداء على الأسرى بالضرب ورش الغاز السام، وهذا عدا عن عمليات الاقتحام بعد منتصف الليل بحجة العدد الأمني للمعتقلين.

واعتبر أن إدارة السجن لا تبالي بالأوضاع المناخية حيث يعتبر الجو الصحراوي من اشد المناطق برودة فى فصل الشتاء وأشدها حرا في الصيف مما يزيد من معاناة المعتقلين، بالإضافة إلى العدد اليومي لثلاث مرات والتنغيص على حياة الأسرى بالنقل والعزل والقمع وعدم السماح بزيارة المحامين والأهل، وعدم تقديم العلاج اللازم للمرضى، وكان العلاج الوحيد الذي يقدم للمرضى هو الماء، ثم تقدمت أساليب العلاج في السجن فكان العلاج السحري (حبة الاكامول) علاجا شافيا لكل الأمراض بما فيها الخطيرة، كذلك كانت هناك أوامر للسجانين بالتعامل مع الأسرى بكل بقسوة وعنف.

وبين أنه استشهد في هذا السجن وتحديدا في 16/8/1988 اثنين من الأسرى هما الأسير اسعد جبر الشوا من غزة والأسير بسام إبراهيم الصمودى من جنين نتيجة قيام حراس السجن بإطلاق النار المباشر عليهما من قبل حراس السجن.

وقد أغلق هذا السجن نتيجة تقلص عدد المعتقلين بعد اتفاق أوسلو الذي أفضى إلى إطلاق سراح عدة آلاف من الأسرى، وأعيد افتتاحه في عام 2002 لاستيعاب الإعداد الكبيرة من المعتقلين بعد اندلاع انتفاضة الأقصى، فى ظروف قاسية حيث عمدت إدارة السجن إلى إقامة جدران أسمنتية عازلة بين الأقسام يصل طولها إلى ثمانية أمتار لمنع التواصل بين المعتقلين وحجزهم في كانتونات الهدف منها مزيد من الضغط والقهر بحق الأسرى.

واضاف إدارة السجن تمارس أسلوب العدد المفاجئ بعد منتصف الليل والتفتيش العاري، كما تنتشر الحشرات والزواحف السامة في الأقسام ويمنع الأسرى من زيارة ذويهم لفترات طويلة، ويمنع أهالي الأسرى الذين يتمكنون من الزيارة بعد سفر طويل وإجراءات شاقة من إدخال الملابس والأغراض لأبنائهم الأسرى.

ووبين أنه خلال الانتفاضة الحالية ارتقى في سجن النقب ثلاثة شهداء اثنين منهم بسبب الإهمال الطبي المتعمد وهم جمال حسن السراحين من الخليل، والأسير جواد عادل ابو مغصيب من دير البلح بقطاع غزة ،بينما ارتقى الثالث وهو الشهيد محمد الأشقر نتيجة إطلاق النار الحى عليه مباشرة من قبل حراس السجن أثناء احتجاج سلمى على أوضاعهم المعيشة الصعبة.