الجمعة: 03/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الفلسطينيون يأملون في اتفاق فلسطيني- فلسطيني ينهي الخلافات ويرفع الحصار

نشر بتاريخ: 21/01/2007 ( آخر تحديث: 21/01/2007 الساعة: 13:07 )
نابلس- معا- محمود برهم- قلوب الفلسطينيين وعيونهم لا زالت تتجه الى العاصمة السورية "دمشق"، حيث اللقاء المرتقب بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، في أي لحظة للاعلان عن التوصل لاتفاق ينهي حالة التوتر بين حركتي فتح وحماس، وتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية تخرج الحالة الفلسطينية من المأزق التي فيه.

الشارع الفلسطيني بكافة شرائحة وألوانه السياسية ينظر بترقب ويد ضارعة الى الله تدعو بانجاز هذا الاتفاق والاعلان عنه خلال الساعات القليلة القادمة، واليد الاخرى على قلبه من تخوفات ومفاجآت قد تحدث بين الحين والاخر تقلب الطاولة وتعيد الطرفين للمربع الاول .

الحاج وديع 54 عاما، كان يبحث في احدى الصحف الفلسطينية عن اخبار لها علاقة بموضوع اللقاء، وقال:" هذه الفرصة الاخيرة ليثبت الرجلين انهما قائدين بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، فالوقت وقت الاتفاق لا وقت الخلاف" .

وأضاف الحاج وديع،" لا بد ان يعلن الرجلين الاتفاق على الملأ كي يفرح الشعب الفلسطيني، وينسى همومه وأحزانه، ولو لفترة من الزمان، فهذا الاتفاق لو تم سيكون أفضل مئة مرة من اتفاق فلسطيني اسرائيلي مهما كان" .

ولكن مراسلنا استمر في حوار الشارع النابلسي متأملا بنتائج ايجابية كما وجدها في عيون الناس، حيث التقى السيدة أم ربيع 43 عاما، وهي موظفة في احدى وزارات السلطة الوطنية،:" ننتظر اللحظة التي يتم الاعلان فيها عن اتفاق ينهي حالة الفوضى في الشارع الفلسطيني، ويخرجنا من الحصار المفروض علينا تحت حجج واهية بمشاركة عربية واسلامية ودولية"

أضافت ام ربيع، :"على الرئيس عباس وخالد مشعل ان يدركا أن كل الدول العربية والاسلامية لا يهمها لا القضية الفلسطينية، ولا الشعب الفلسطيني، والدليل على ذلك أننا كشعب فلسطيني لا نزال تحت الاحتلال الاسرائيلي، وعليهم ان يثبتوا للقاصي والداني أننا شعب حر وشريف وموحد تحت كل الظروف".

وحول سؤالها عن اي اتفاق تفضل، قالت:" ان الاتفاق بين الرجلين اهم بكثير من اتفاق فلسطيني - اسرائيلي، ولو خيروني أفضل اتفاق فلسطيني - فلسطيني على اي اتفاق اسرائيلي" .

اما سلطان برهم 20 عاما، احد طلبة جامعة النجاح الوطنية في نابلس، قال:" أن الجميع ينتظر بفارغ الصبر للاعلان عن الاتفاق في دمشق، وأن احتفالات في الشوارع ستخرج في كافة المدن الفلسطينية فور التوصل للاتفاق بين الجانبين" .

وأضاف برهم:" ان التوصل لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية أهم بكثير من أي اتفاق سياسي بين الفلسطينيين والاسرائيليين لانه سيكون اتفاق هزيل بكل المقاييس، اذا لم يكن الشعب الفلسطيني موحد وقوي" .

وينظر المراقبون الى اللقاء الذي تأجل من مساء أمس السبت الى اليوم الاحد الموافق 21 كانون ثاني، الى مفاوضات الساعة الاخيرة بين الجانبين، فشخصية كل من الرجلين ليست سهلة.

فخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" ، هو من مواليد بلدة سلواد قضاء رام الله (فلسطين) عام 1956م، هاجر في عام 1967 إلى الكويت، وبقي هناك حتى اندلاع أزمة الخليج عام 1990، درس الابتدائية في سلواد، وأكمل الإعدادية والثانوية والجامعية في الكويت، قاد التيار الإسلامي الفلسطيني في جامعة الكويت، وشارك في تأسيس كتلة الحق الإسلامية والتي نافست قوائم حركة (فتح) على قيادة الاتحاد العام لطلبة فلسطين في الكويت .

خالد مشعل حاصل على البكالوريوس في الفيزياء من جامعة الكويت، تزوج في عام 1981م، ولديه سبعة أبناء، ثلاث إناث وأربعة ذكور، عمل مدرساً للفيزياء طيلة وجوده في الكويت بالإضافة إلى عمله في خدمة القضية الفلسطينية، وقد تفرغ للعمل السياسي بعد قدومه إلى الأردن .

يعد مشعل من مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقد كان عضواً في المكتب السياسي لحماس منذ تأسيسه، وانتخب رئيساً له في عام 1996.

تعرض مشعل لمحاولة اغتيال يوم 25/9/1997، في العاصمة الأردنية على أيدي عملاء الموساد، وقد فشلت المحاولة حيث تمكن مرافقي مشعل من ملاحقة الموساد والقبض عليهم، وقد تم الإفراج عن الشيخ المؤسس أحمد ياسين نتيجة لفشل هذه المحاولة .

والرئيس محمود عباس من مواليد صفد حين كانت فلسطين لا تزال تحت الانتداب البريطاني عام 1935، وهو أحد مؤسسي حركة فتح - الفصيل السياسي الرئيسي في منظمة التحرير الفلسطينية - الذين لا يزالون على قيد الحياة.

وكان أبو مازن، قد درس القانون في مصر قبل أن يحصل على درجة الدكتوراة من جامعة روسية في موسكو، وله مؤلفات عديدة.

وساهم أبو مازن خلال وجوده بالمنفى في قطر في أواخر الخمسينيات في تجنيد مجموعة من الفلسطينيين، أصبحوا في السنوات اللاحقة شخصيات رئيسية في منظمة التحرير الفلسطينية.

دوره في جهاز الامن:
أسس أبو مازن الى جانب ياسر عرفات حركة فتح، ورافقه الى المنفى في الاردن ولبنان وتونس، وفي السنوات الاولى لنشأة الحركة أصبح ابو مازن شخصية تحظى بالاحترام بسبب بساطة عيشه ونظافة سجله.

وبقي أبو مازن على الدوام خلف الكواليس لكنه اقام أيضا شبكة اتصالات قوية مع قيادات عربية ورؤساء أجهزة الاستخبارات.

وتمكن أبو مازن بفضل ذلك أن يتحول بنجاح الى سفير فلسطيني يجمع التبرعات لمنظمة التحرير الفلسطينية. وقد تولى دورا امنيا هاما في مطلع السبعينيات قبل أن يعين مدير قسم العلاقات الوطنية والدولية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1980.

وينظر الى أبو مازن على أنه شخصية معتدلة، وكان من بين القيادات الفلسطينية الرئيسية التي فتحت حوارا مع الجناح اليساري اليهودي والحركات الداعية الى السلام في اسرائيل خلال السنوات العصيبة في السبعينيات قبل أن تنطلق المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين.

ويعتبر أبو مازن على نطاق واسع مهندس عملية اتفاقية اوسلو، ورافق ياسر عرفات في زيارته الى البيت الابيض عام 1993 للتوقيع على اتفاقية أوسلو.