الجمعة: 03/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

كبار الكتاب الاسرائيليين يدعون تل ابيب لمفاوضة حماس - ستة اسباب تدعو اسرائيل للتعامل مع حماس

نشر بتاريخ: 19/03/2007 ( آخر تحديث: 19/03/2007 الساعة: 20:02 )
بيت لحم- تقرير معا - واصل الكتاب الاسرائيليون اجتهاداتهم وتحليلاتهم السياسية للاوضاع التي خلقها الاعلان عن حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية وطرق التعامل الاسرائيلي معها في ظل تصدع جدار الحصار الدولي وانفراد دول اوروبية مثل النرويج بموقف متقدم تجاوز تحفظات الاتحاد الاروربي واللجنة الرباعية وبادر الى الاعتراف بالحكومة الفلسطينية الجديدة ورفع الحصار المالي عنها لتسبق بذلك الكثير من دول العالم العربية منها وغير العربية مما وضع اسرائيل امام معضلة كبيرة تحتاج الى مواقف جديدة وحسن تدبير حتى لا تتجاوزها الاحداث ويجرفها تيار الاعتراف بالحكومة الفلسطينية والمتنامي والمتسارع ويتركها وحيدة على المقلب الاخر مع تأييد امريكي مرتبك وخجول خاصة بعد الاستعداد الامريكي للحوار مع بعض وزراء الحكومة الفلسطينية .

وفي هذا السياق دعا الكاتب والمحلل العسكري لصحيفة هآرتس زئيف شيف اسرائيل الى قبول اعلان اسماعيل هنية موافقته على تعزيز وتوسيع الهدنة الحالية .

وتساءل شيف في مقال تحليلي نشره على صدر الصحيفة هل يتوجب على اسرائيل قبول عرض وقف اطلاق النار خاصة وانه جاء من حكومة وحدة فلسطينية سواء كان لفترة طويلة ام قصيرة ؟ .

واجاب شيف على تساؤله بالقول: "من ناحية المنطق العسكري الصرف يجب على اسرائيل ان ترفض هذا الاقتراح لان حماس ستستغل وقف اطلاق النار لزيادة قوتها وتهريب الاسلحة حتى الى مناطق الضفة الغربية اما من ناحية المنطق السياسي يجب على اسرائيل ان تقبل هذا الاقتراح الذي ربما سيشكل فرصة لبداية تهدئة حقيقية ووقفا لسفك الدماء قد تستغله حماس في البحث عن حل وسط مع اسرائيل تحت وقع ضغط الشارع الفلسطيني الذي سينظر لوقف اطلاق النار كهبة قدمت له".

من ناحيته نشر الكاتب الاسرائيلي المعروف, " الوف بن", مقالا بعنوان ستة اسباب تدعو للحوار مع الحكومة الجدية جاء فيه ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت يصر بعناد على مقاطعة وزراء حماس بحجة عدم تلبية شروط اللجنة الرباعية التي ينظر اليها كأداة تهدم اسس برنامج حماس العقائدي في حال قبلتها وتعفيه من اي حوار سياسي معها فيما اذا رفضتها مستغلا حواراته مع الرئيس ابو مازن وما يقدمه له من وعود حول نية اسرائيل فتح قنوات الحوار السياسي كمخرج ينقذه من الضغوط الدولية ".

واضاف الوف بن " رغم وجود الاسباب الداعية لعدم الحوار مع حماس فهناك ستة اسباب منطقية تدعو حكومة اسرائيل الى فتح حوار معها اولها ضرورة الحوار مع الطرف الفلسطيني القوي وثانيها التزام حماس بوقف اطلاق النار حتى الان رغم عدم فرضها هذا الالتزام على منظمة الجهاد الاسلامي اما السبب الثالث فهو تراجع عدد القتلى الاسرائيليين منذ اعلان حماس وقف اطلاق النار قبل سنتين حيث قتل عدد يقل بكثير عن عدد القتلى في ظل حكومات فتح المتعاقبة اضافة الى اعتبار حركة حماس اكثر الحركات الفلسطينية تنظيما وانضباطا على عكس حركة فتح اما السبب الخامس للحوار مع حماس هو ان الاخيرة ستضايق اسرائيل بشكل اقل مما فعلته فتح بخصوص حقوق الانسان والحواجز العسكرية واقامة جدار الفصل .

واخيرا السبب السادس والاكثر اهمية حسب راي الكاتب وهو عدم وجود فوارق جوهرية كبيرة بين مواقف اولمرت ووزيرة الخارجية تسيفي ليفني والمواقف التي تطرحها حماس خاصة الهدنة طويلة المدى التي لا تختلف من حيث الجوهر عن الحل المرحلي الذي طرحه اولمرت ووزيرة خارجيته مما يجعلهم يشكلون مع اسماعيل هنية ثالوثا معارضا للحل الدائم الذي يحاول عباس تحقيقه وهنا يمكن لاولمرت ان يدعي بان ضغوطه الكبيرة هي من اجبرت حماس على الاعتدال .

واستطرد الكاتب قائلا " رغم هذه الاسباب الوجيهة للحوار فلا يوجد نقاش داخل المجتمع الاسرائيلي حول الحوار مع حماس خاصة وان اليسار الاسرائيلي الذي دعم الحوار مع م.ت.ف ملتزم اخلاقيا بدعم الرئيس محمود عباس اضافة الى مخاوف المؤسسة الامنية والسياسية الاسرائيلية من الحاق الضرر بالعلاقات مع مصر والاردن اللتين تحاربان جماعة الاخوان المسلمين ولا يمكن ان يتفهما شرعية اسرائيلية للجناح الفلسطيني من حركة الاخوان اللتين تحاربانها وتحاولان الحد من قوتها وتأثيرها اضافة الى عدم وجود ضغوط خارجية على رئيس الوزراء اولمرت تجبره على تغيير موقفه من حماس والدخول معها في حوار .

ودعت اسرة تحرير صحيفة هآرتس في كلمتها الافتتاحية الى ضرورة الحوار مع الحكومة الفلسطينة وقالت " حكومة اسرائيل تستطيع ويجب ان تحاور الحكومة الفلسطينية الجديدة رغم كل التناقضات التي احتواها برنامجها السياسي ويجب ان تحكم الاعمال والافعال علاقات اسرائيل بالحكومة الفلسطينية وليس البرنامج السياسي والصيغ المبهمة والمتناقضة رغم اهميتها ".

واضافت اسرة التحرير "يجب على اسرائيل عدم الانتظار لمعرفة اي من دول العالم تستعد لرفع الحصار عن الحكومة الفلسطينية رغم الشرعية الاخلاقية لهذا الحصار كون حماس لا تعترف باسرائيل لكن على اسرائيل ان تدرس افضليات الوضع الجديد ومميزاته خاصة منح حماس الرئيس الفلسطيني حق التفاوض والتباحث مع اسرائيل والتوصل الى تسوية سياسية معها".