الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

القدس الواحدة

نشر بتاريخ: 20/01/2020 ( آخر تحديث: 20/01/2020 الساعة: 22:30 )

الكاتب: المحامي امجد الشلة

أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية بزعامة الرئيس ترامب على إعلان إن القدس عاصمة لدولة إسرائيل و ما كان منها بعد ذلك إلا ان قامت بنقل سفارة بلادها إلى القدس و بهذا الإجراء أكدت الولايات المتحدة الأمريكية على أمرين ، الأول : أنها لا تعترف بدولة فلسطينية حتى على حدود الرابع من حزيران لعام ٦٧ و الأمر الثاني و ببساطة شديدة أن الادارة الأمريكية غيّرت توجهها ورؤيتها لما تسميه بحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال خطوات بدأت تعمل بها و تتخذها على الأرض .
ردت القيادة الفلسطينية بقطع العلاقات الفلسطينية مع الإدارة الأمريكية و اعتبرت أن أمريكا لم تعد وسيطا نزيها للعملية السلمية او لعملية التسوية و بدأت كل الأحزاب و التنظيمات بتصدير ردود فعل على قرار الإدارة الأمريكية و رفض هذا القرار و خرج القانونيون ليعتبروا أن مثل هذا القرار يخالف القرارات الدولية و قرارات الأمن المتحدة و مجلس الأمن و غيره و بقيت الفصائل و التنظيمات جميعها بدائرة رفض القرار الأمريكي و قطع العلاقات معها
كل هذا او كل هذه من إجراءات مطلوب و مطلوب تنفيذه فعلا على الارض و يجب أن تصل رسالة فلسطينية قوية إلى الولايات المتحدة الأمريكية و التأكيد على عروبة القدس ووطنيتها و ان القدس محتلة احتلال عسكريا من الكيان الصهيوني و على العالم أجمع ان يُلزم الولايات المتحدة الأمريكية بأن تعتبر و تلتزم بقرارات مجلس الأمن و الجمعية العمومية لهيئة الأمم المتحدة باعتبار ان القدس مدينة تخضع للإحتلال العسكري

ولكن الخطوة الأهم لماذا يبقى المسؤولون الفلسطينيون يتمسكون بقولهم فلسطين و عاصمتها القدس الشرقية ؟؟؟ هنا أقول أن القدس هي القدس و لا داعي لتقسيمها بعد اليوم فلا غربية و لا شرقية و لا شمالية و لا جنوبية فلنتمسك بعروبة القدس كما هي و ان الرد على القرارات الأمريكية يكون بالتمسك بعروبة القدس العاصمة الدائمة لفلسطين ، فإذا كان الإحتلال الصهيوني يرد بقوله ان عاصمة إسرائيل هي أورشليم القدس فردنا يجب أن يكون ببساطة بأن عاصمة فلسطين هي القدس فإذا التزم العالم بما فيه أمريكا للرجوع للمفاوضات حول أي قدس نتحاور و نتكلم ؟ حينها نقول لهم القدس هي القدس كما يراها الطرف الآخر بنظره ، فإذا كانت تل أبيب و حكومتها تنظر إلى أن القدس بالنسبة لهم هي كلها لا شرقية و لا غربية و دون أي تقسيمات فنحن أيضا نتمسك بأن العاصمة الفلسطينية العربية هي القدس و أن منظمة التحرير الفلسطينية تعتبر القدس عاصمة الدولة الفلسطينية ، أما ان نبقى نعطي شرعية للاحتلال الصهيوني بتمسكنا بعبارة القدس الشرقية و ان عاصمتهم هي القدس الغربية فهنا نضع أنفسنا امام فخ فانوني و سياسي بذات الوقت فإسرائيل أصبحت تستخدم مصطلح القدس الشرقية بالإشارة إلى بلدات القدس كأبوديس و السواحرة و العيزرية و حزما و الرام و تلعب بذلك بموجب خرائط جوية و مساحات و غيرها من الأمور الهندسية
لذلك الرد الطبيعي على القرارات الأمريكية و التصرفات الصهيونية اتجاه القدس هي " القدس الواحدة " عاصمة الدولة الفلسطينية
و من ثم على منظمة التحرير الفلسطينية أن تُعيد سيطرتها بشكل و بآخر داخل القدس من خلال دعم كل المؤسسات العربية داخل المدينة ( دعم القطاع الصحي و الطبي دعم شركة الكهرباء دعم الحرم القدسي و زوايا العلم و التعليم داخله دعم جامعة القدس دعم المراكز الثقافية دعم دور رعاية الأيتام دعم النوادي الشبابية دعم الكليات و المعاهد و كل ما له علاقة بعروبة القدس )