الخميس: 18/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

إسرائيل وأمريكا في مواجهة الجميع

نشر بتاريخ: 15/01/2020 ( آخر تحديث: 15/01/2020 الساعة: 17:10 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

لا شك ان اوروبا مثلا لن تكون يوما في حلف الشرق سواء العرب او الايرانيين او غيرهم ولن تكون الصين ولا اليابان ايضا في حلف الشرق والعرب والمسلمين، ربما يكونوا على الحياد او يستخدموا كما عودونا بعض الكلمات المقتبسة من الدبلوماسية الدولية على مدار عشرات السنوات منذ نشأت الامم المتحدة، وهو امر يحتم على العرب والمسلمون ان يفكروا من جديد في شىء يمكنهم من تقوية انفسهم لوحدهم دون الاستعانة باي احد لا في الشرق ولا في الغرب.
المواجهة الاخيرة بين امريكا وايران لم تكن في صالح العرب ولن تكون لانها فوق الارض العربية في كل الاحوال وهو امر تعودنا عليه منذ سقوط العراق في ايدي الامريكان ونهاية حقبة صدام حسين، وهو امر كان ربما في السابق ليس بجيد لكن وصل الامر بنا الى اسفل مقاعد التراجع والانهزام، وبقيت سوريا ودمشق مسرحا لغارات اسرائيلية متواصلة وامريكا تقصف ما تريد واينما تريد.
الحلف الذي لا يروق للبعض في غزة ولبنان وايران ربما هو الوحيد الذي اوصل الرسالة الاخيرة للاسرائيليين والامريكان وبدا الامريكان في الحساب التاريخي يفكرون في الخروج من المنطقة وهي نتاج رجل الاعمال ترامب الذي يفكر فقط في المصالح الاقتصادية وكيفية توفير فرصة للعاطلين في امريكا؟ وهو من شانه في ذلك ان ينال ولاية انتخابية اخرى لان الشعوب تفكر في احوالها والفرص المتاحة لها.
بالتالي الرسائل الاخيرة لن تكون اخرها في دمشق، وان البديهة عند الناس ان يحاربوا ما يؤثر في حياتهم، فقصف الصهاينة لدمشق قد لا يكون فيه الموقف مبشر لاسرائيل، لان اسرائيل اذا اعتقدت ان قصفها بهذا النحو وبهذا الشكل لسوريا والادعاء بقصف مواقع ايرانية سيكون مصيره فقط شهور او سنة او سنتين، وسيتحرك الجميع لايصال اخر الرسائل لاسرائيل وربما تكون قبل موعدها او بعده، بمعني ان رد ايران وان لم يكن بحجم العدو او العداء لكن كان رد من الناحية الاعلامية، واجبر امريكا على بلع ما ارسل لها وخاصة ترامب الذي اعتذر للايرانيين، لان عملية الاغتيال لم تكن سوى لجندي في الساحة في الوقت الذي يخرج فيه كل يوم مئات الجنود، فهل تصبر امريكا الى النهاية مع شريكتها في تل ابيب ام سيكون الامر على حافة انهاء حقبة منذ سنوات؟ وهي ان يبدا الحلفاء بقصف اسرائيل في الوقت الذي يكون فيه الفلسطينييون في الارض المحتلة مستعدون وبالتالي تجد اسرائيل نفسها خارج الخريطة، الايام القادمة ستكون محورية وتاريخية لان السلاح كبير والادوات متوفرة والمجانين كثر كما ليس في وقت او مكان اخر.