الإثنين: 17/06/2024 بتوقيت القدس الشريف

وقفة عز وتضامن لمواجهة الأزمة

نشر بتاريخ: 29/04/2020 ( آخر تحديث: 29/04/2020 الساعة: 16:41 )

الكاتب: ربحي دولة



كثيرة هي الأزمات التي عايشها شعبنا وقضيته منذ الاحتلال البريطاني الذي مهد للاحتلال الصهيوني ليدمر مدننا وقرانا، ومنذ تلك اللحظة وشعبنا يواجه ويلات التشريد والتهجير في الخارج وصراع يومي في الداخل فيما كان شعبنا يعول دائما على صموده أمام كل التحديات ومحاولات التصفية للقضية على ثباته على ارضه وتمسكه بها وكان عنوان صمود شعبنا هي حالة التكافل والترابط الاجتماعي الذي يعيشه ، حيث لا يملك آبار بترول ولا مناجم ذهب والاحتلال يسيطر على معظم موارده الطبيعية ويتحكم بها، ويعد ما يسيطر عليه هو شيء بسيط لا يكفي من اجل احداث تنمية حقيقية، لكن دائمًا شعبنا يعول على ارادته العالية وإيمانه بحقه في الوجود على ارضه والتحرر من كل قيود الاحتلال، ولعل أبرز معززات صمود شعبنا هو العطاء الدائم لابنائه ووقوفا إلى جانب بعضنا لنسد حاجاتنا ، وكلنا عاش الحصار تلو الحصار الذي مارسه الاحتلال بحقنا وحالات الإغلاق ومنع التجوال، الا ان حالة التكاتف التي ميزت شعبنا ساعدته في تخطي كل المحن. كيف لا يصمد هذا الشعب وفيه الخير وحب العطاء والتضحية وهل أعظم من التضحية بالروح من اجل القضية ومن اجل حياة كريمة لغيره، ومن منا لم يشاهد ويتابع كيف كانت القرى والمدن والمخيمات وحدة واحدة لنصرة بعضهم فكانت تهب جميعها لفك الحصار عن غيرها وكسره وتجهيز المعونات لمنحها للمحاصرين من اجل تعزيز صمودهم، فيما تجلت هذه الصورة في الانتفاضة الأولى التي هب فيها الشعب عن بكرة ابيه، شيبها وشبابها رجالها ونسائها في وجه الظلم والطغيان من اجل هدف واحد هو الخلاص من هذا الاحتلال والى الأبد. وبعد تأسيس السلطة الوطنية واندلاع انتفاضة الأقصى التي خاضها شعبنا بكل فئاته وتشكيلاته العسكرية ردًا على تدنيس الهالك شارون للمسجد الأقصى أيضا استمرت مسيرة العطاء وكانت مواقف العز التي وقفها شعبنا مدعاة للفخر والاعتزاز بعظمة هذا الشعب وكان دائما شعار شعبنا نعم للجوع والف لا للركوع فلم يركع هذا الشعب الا لله ولم يجوع أيضا برغم محاولات الاحتلال تجويعه بفعل مسيرة العطاء لدى شعبنا العظيم، حيث كان يتقاسم لقمة عيشه من اجل سد حاجته بنفسه وها نحن اليوم نعيش هذه الجائحة التي اصابت العالم اجمع بسبب تفشي فايروس كورونا شاهدنا كيف تحركت كل المدن والقرى والمخيمات في مبادرات الخير لإسناد ابناء شعبنا الذين تضرروا بفعل حالة الطوارئ وما نتج عنها من إغلاقات للعديد من المشاريع والمحال وفقدان الآلاف لمصدر رزقهم، وقد انشات حكومتنا صندوق وقفة عز لجمع الأموال من المقتدرين من أبناء شعبنا ومن القطاع الخاص والعام في نفس الوقت فعنوان هذه المبادرة مستوحاه من مواقف عز كبيرة سطرها شعبنا على مدار عشرات السنين ومعولين على حجم عطائه الذي لا يتوقف، وهنا لا بد من الإشارة الى وجوب توحيد كل الجهود من اجل جمع اكبر كمية من الأموال لسد العجز الذي احدثته هذه الجائحة وتحديد بدقه الاسر التي تضررت نتيجة هذه الظروف من خلال مسوحات اجتماعية دقيقه لان هناك الكثير من الذين تضرروا بنسب متفاوتة، و صحيح ان هناك الآلاف فقدوا مصدر رزقهم لكن البعض من كان مدخر بعض الشيء ويستطيع ان يعيش بما لديه ولكن هناك من كان يعتمد على دخله اليومي لتوفير قوت يومه ، وبالتالي يجب ان نقسم المتضررين الى فئات و التعامل مع كل فئة حسب حجم الضرر وحجم الحاجة، و في نفس الوقت مما سيمكننا من الصمود اكثر في هذه الظروف ان امتدت طويلا ويساعدنا في الخلاص من الفايروس بوقت اسرع لنضيف الى قاموس شعبنا وقفة عز جديدة الى جانب وقفات العز الطويلة خلال عشرات السنين، وتبقى قيادتنت الحكيمة برئاسة السيد الرئيس السد المنيع الذي وقف في وجه اعتى دولة في العالم وانحاز دوما الى شعبه سيبقى دوما بنظرته الحكيمة للامور لنصل الى بر الامان مجتمعين على هدف واحد هو دحر الاحتلال والصلاة في المسجد الاقصى والخلاص من جائحة الكورونا التي اجتاحت العالم.

* كاتب وسياسي/ رئيس بلدية بيتونيا