بقلم توفيق رفيدي
سمعنا قبل أيام قليلة عن قرار عودة أبنائنا التدريجية للمدارس والمؤسسات التعليمية! أتساءل ان كان القرار عادل ام مجحف في حق كل من اطفالنا وطلابنا والمؤسسات والكوادر التعليمية واولياء الامور على حد سواء!!
لا يمكن الحكم على الموضوع ما لم نقوم بتشريح محاور العملية التعليمية ( الطلاب، المعلمين، الإدارة وأولياء الأمور) والأثار المترتبة عليها جرّاء تطبيق قرار العودة لمقاعد الدراسة والإمتحانات.
أولاً: على مستوى الهيئة التدريسية.
ان اردنا اخذ جزئية مدارس شرقي القدس نرى ان نسبة كبيرة من كادرها التعليمي والإداري مبني على تربويين وموظّفين من الضفّة الغربية الذين يتعذّر مجيئهم للقدس ما لم يتم تأهيل وإتخاذ جميع التدابير اللازمة من النواحي اللوجستية والصحية عالية المستوى وبحسب توصيات وزارة الصحّة من عدّة محاور:
١- من حيث تأمين إقامة كاملة (أماكن للسكن والمبيت وتوفير وجبات طعام..) لأكثر من٧٠٪ من المعلمين لمدة شهر ونصف الشهر.
٢- موضوع تأمين المواصلات من اجل تنقلات المعلمين في ظل صعوبة المواصلات العامة ووجود عدد معين من المسافرين في الحافلة.
٣- ضرورة توفير التأمينات الصحية الخاصّة لهذه الكوادر، حيث من الضروري توفير بوليصة تأمين خاصّة لهم تضمن تغطيتهم في حال انتقال العدوى لهم او تعرضهم لاي مكروه صحي آخر لا قدّر الله.
من سيتحمّل المسؤولية هنا؟؟
٤- كيفية التعامل مع المراقبين في الإمتحانات التجريبية او النهائية او حتى الوزارية ( من حيث آلية المراقبة وعدد المراقبين).
ثانياً: على مستوى الهيئة الإدارية
نعترف بأن جائحة الكورونا صعبة جدّاً، لكن من الواضح ان هذه الأزمة أثبتت تواضع مستوى التخطيط الإداري الإستراتيجي لعدد ليس بالبسيط للمدارس في شرقي القدس، ويتلخص ذلك في اربع نقاط أساسية:
أ- عدم تأهيل كادر تربوي مقدسي كافي ليكون جزء من المنظومة التعليمية المستمرّة.
ب- الإفتقار لوجود نظام طوارىء متكامل للتعامل مع الأزمات الطارئة إن كان على الصعيد المالي او اللوجستي.
ج- الإفتقار الى وسائل التعليم التكنولوجية الصحيحة وكيفية تقييمها وتقييم اداء الطلاب من خلالها، مع العلم أنّي مدرك تماماً مدى حجم المسؤولية والعبء الملقى على المعلمين والمعلمات، ومدى الجهد الكبير الذي بذلوه من أجل إفادة أبنائنا والحرص على المسيرة التعليمية. لكن يبقى السؤال، ما مدى جدّية الطلاب واستفادتهم من هذه الأعمال، وهل تم تحقيق الأهداف المرجوّة؟!!
د- عدم تشكيل لجان طوارىء للمتابعة والتحضير.
جميعنا يعلم حجم المسؤولية الملقاة على الكادر الإداري وما يعانيه من تحدّيات، لكن وجب الآن توجيه الإهتمام الى التخطيط بشكل أفضل وبطريقة أكثر فاعلة والتفكير في أسس التطوير على جميع المستويات وصرف النظر عن التغنّي بنتائج الثانوية العامة لنضيء بها سماء الفيس بوك ومواقع التواصل الإجتماعي.
وللرجوع الى موضوعنا عن استعداد الهيئة الإدارية لإستقبال الطلاب، فمن الضروري تأمين ما يأتي:
أ- ضرورة وجود مقاعد منفصلة للطلاب.
ب- المسافة الموصى بها وهي ٢ متر بين كل طالب وآخر.
ج- وجود قواطع شفّافة آمنة بين الطلاب.
د- يكمن العمل الناجح بمشاركة اللجان المساندة، فتجنيد لجان من مجالس أولياء الأمور لتنظيم عملية دخول الطلاب وخروجهم قبل وأثناء وبعد الدوام المدرسي له الأثر الأكبر في ضبط إنتشار العدوى.
ه- تنظيم الملاعب وعدم التجمهر وترتيب آلية الشراء من المقصف.
و- توفير كادر كبير من الموظفين لمتابعة أمور النظافة والتعقيم وتعقب استخدام الطلاب للمنشآت من اجل الحرص على التعقيم ومنع إنتقال العدوى.
ز- تجنيد لجان صحية لمراقبة ومتابعة الوضع الصحي لكل طالب.
ح- دور قسم الإرشاد النفسي والإجتماعي يجب ان ينال الحصة الأكبر في الموضوع.
ط- آلية التعامل مع إكتشاف حالة مصابة من الطلاب وجب ان يكون لها سيناريو خاص في كيفية العمل( عزل، تعويض دوام مدرسي، الغاء الدوام،...)!!
ي- توفير عدد كبير من الكمامات والمعقمات.
ق- هناك اعداد كبيرة من الطلاب في الصف الواحد، هل للمدارس القدرة الاستيعابية ( صفوف كافية) لتطبيق آلية فصل الطلاب بحسب وزارة التربية والتعليم؟
وان كان كذلك فهذا يستدعي إلى ميزانية ضخمة.
كل ذلك يحتاج لرصد ميزانيات هائلة في ظل تدهور الوضع الاقتصادي وعدم مقدرة عدد لا بأس به من العائلات في دفع رسوم الأقساط المدرسية. فهذا يستدعي إلى تظافر الجهود والبحث عن آلية في تأمين هذه الميزانيات مع المؤسسات التعليمية ومؤسسات المجتمع المحلي.
ثالثاً: على المستوى الطلاب:
أ- ما مدى استفادة الطلاب خلال شهر دراسي بعد إنقطاع شهرين عن الدراسة.
ب- هل ستقوم المدارس بالسيطرة على انضباط الطلاب في الدوام المدرسي خاصة بعد تخوف العديد من العائلات من هذه الفترة؟
ج- صيام الطلاب في شهر رمضان الكريم له الأثر الأكبر عليهم وعلى تركيزهم وأدائهم، فهل سيكون هناك تقييم حقيقي للطلاب؟؟ وهل سيكون عادلاً؟ !!
د- صعوبة التنقل والمواصلات العامة ستضع المدرسة في حالة فوضى خاصّة لسبب التأخير وعدم انتظام الطلاب في دوامهم الصباحي.
رابعاً: أولياء الأمور
١- توفير توعية والتدريب على آلية معيّنة في كيفية التعامل مع ابنائها عند رجوعهم من الدوام المدرسي.
٢- تغطية الفجوة بين التعليم عن بعد والتعليم الوجاهي.
٣- التعامل مع العبء المادي الإضافي من مصروف المواصلات ومصروف الجيب في ظل تدهور الوضع الإقتصادي في البلد وفقدان العديد لوظائفهم..
كل ما ذُكِر أعلاه ينطبق أيضاً على موضوع الإستعداد لعقد إمتحانات الثانوية العامّة في القدس !!!
الآن أترك لكم الحكم ...هل هو قرار مدروس وفعّال ام لا؟
وأنتم هل تؤيّدون رجوع أبنائكم لمقاعد الدراسة؟