الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

وعي شعبنا وقيادته للتصدي لفيروس كورونا ومخططات الاحتلال

نشر بتاريخ: 26/05/2020 ( آخر تحديث: 26/05/2020 الساعة: 21:06 )

الكاتب: ربحي دولة

لعل ما اتخذته الحكومة تعد خطوة جريئة بعد سلسلة من الاجراءات التي تلت إعلان الرئيس حالة الطوارئ لحماية ابناء شعبنا من خطر الاصابة بهذا الفايروس الذي لا نملك حياله سوى اتخاذ الاجراءات الوقائية، حيث ان القدرة الاستيعابية لمستشفياتنا لا يمكنها تحمل عدد كبير في حالة انتشار هذا الوباء وطال عدد كبير من المواطنين .. وقد نجحت الحكومة ومن خلال اجهزتها التنفيذية العاملة سواء طواقم الصحة او المحافظين والاجهزة الامنية والبلديات والمجالس القروية والتي أدارت جيشا من المتطوعين الذين عملوا على مدار الساعة من اجل الحفاظ على ابناء شعبنا، حيث بذل مجهود جبار من قبل المنظومة كاملة. وهنا أرى أن ما هو سلبي في هذه الحالة وبالتحديد هو حالة الضيق التي مر بها الالاف من ابناء شعبنا الذين فقدوا أشغالهم ومصادر رزقهم بفعل حالة الاغلاق التي تعرضت لها كل المنشآت التي كانوا يعملون بها، وعلى الرغم من بروز العديد من المبادرات الرسمية والاهلية من اجل اغاثة المتضررين، فيما شكلت الحكومة صندوق وقفة عز واستقبلت التبرعات من قبل القطاع الخاص واهل الخير والتي لم تكن كافية لتغطية كافة المتضررين من هذه الجائحة من ناحية العدد او الحجم، وعلى الرغم من وجود مبادرات خيرية في المدن والقرى الفلسطينية والتي بادرت البلديات والمجالس الى اطلاقها والتي لا ننكر انها قامت بتقديم متطلبات الحد الادنى للمتضررين، لكنها ابدا لم تكن بالحجم المطلوب وهذا يرجع الى تعدد الجهات التي تعمل في هذا المجال وعزوف بعض رؤوس الاموال عن تقديم ما هو كاف لتغطية الاحتياج والوضع المالي الصعب الذي تمر به السلطة الوطنية نتيجة القرصنة التي تمارسها حكومة الاحتلال على أموالنا لمنع السلطة من تقديم اي اموال لذوي الشهداء والاسرى، وايضا الحصار الخانق الذي تمارسه هذه الحكومة التي تتنكر لكل القوانين والاعراف الدولية ضاربة بها عرض الحائط متسلحة بالدعم الاعمى والمطلق التي تتلاقاه من رأس الاستعمار العالمي امريكا. ان هذه الخطوة الجريئة التي اتخذتها الحكومة وصادق عليها الرئيس من اجل التخفيف على المواطنين بعد العناء الكبير الذي عاناه شعبنا وبعد الجهد الجبار الذي بذل من كل مكونات الدولة، سواء الحكومة والمؤسسة الامنية ومنظومة الحكم المحلي وجيش المتطوعين والتي ساهمت في حالة التعافي التي وصلت اليها معظم الاصابات والتي لم يكن لنا ان نصلها لولا هذا الفعل الجبار الذي قام به جميع ما ذكرت وسرعة استجابة المصابين للعلاج وعودتهم الى بيوتهم، وكي لا نعود خطوة الى الوراء علينا أن نعي جيدا أننا لم نصل الى مرحلة خلو البلاد من هذا الفايروس، وان فرصة الاصابة به مازالت قائمة وهذا يتطلب منا جميعا جهات مسؤولة او مواطنين ان نبقى على حالة من الاستعداد التام لأي طارئ والابقاء على الاجراءات الوقائية التي تتمثل في التعقيم ولبس الكمامات والكفوف في الاماكن العامة كي نبقى نسير بخطى ثابتة نحو الخلاص الكامل من هذا الوباء ولكي نبقى قادرين على التفرغ للتصدي لمخططات الاحتلال وحكومة الضم التي تشكلت في هذه الفترة بالتحديد، حيث كان على رأس برنامجها الحكومي الذي اخذت مصادقة برلمانهم العنصري عليه ومن اجل الاستعداد لما بعد قرار القيادة الفلسطينية بانتهاء العمل بكل الاتفاقات مع هذه الحكومة الاستعمارية التوسعية ، حيث ستكون المنطقة معرضة لحالة مواجهة حتمية مع الاحتلال حتى انتزاع حقوقنا المشروعة وصولا الى الهدف الأوحد هو الحرية والاستقلال والعيش في ظل دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وهذا لن يتحقق الا بثباتنا على حقوقنا وتحمل تبعات ذلك من حصار وكل محاولات الضغط التي ستمارسها حكومة الاحتلال كي تثنينا عن مواصلة المشوار لتصفية قضيتنا، وهنا نعول على وعي شعبنا واصراره على الخلاص من الاحتلال ستمكننا من مواصلة المشوار وصولا الى الهدف المنشود بالحرية واقامة الدولة وعاصمتها الأبدية القدس الشريف. ٠ كاتب وسياسي/ رئيس بلدية بيتونيا