الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأغوار قصة تحد وانتصار

نشر بتاريخ: 07/06/2020 ( آخر تحديث: 07/06/2020 الساعة: 11:50 )

الكاتب: م. احمد الفارس

ضم الاغوار وسيطرة الاحتلال عليها يهدف الي تقطيع اواصر الدولة الفلسطينية وعزلها عن عمقها العربي ووضعها بين المطرقة والسنديان (الأغوار شرقا والجدار غربا) كما وتعتبر عملية الضم الصهيونيه اكبر مشروع استيطاني بطول ١٢٥ كم( شمالا وجنوبا) وعرض ٢٠ كم (شرقا وغربا) ، وان مثل هكذا عملية قبيحه تعمل على زعزعة الاستقرار السياسي في المنطقة ونهب مقدرات الشعب الفلسطيني وخيرات الاغوار وليس هذا بغريب على الاحتلال فمنذ عام 1967 باشر حزب العمل الصهيوني بعملية المصادرة والاستيطان تحت مسمى مشروع (ناحل) ليأتي بعدها وزير العدل في حكومة الاحتلال (يغال الون) ويطلق مشروع الون الذي استهدف الاغوار متبعا سياسة فرض الامر الواقع والسيطرة على الاراضي المميزة لاغراض عسكرية استمرت لغاية عام 1979 وبعد ذلك استمر الاحتلال بالمصادرة بحجج اراض حكومية وتم بناء المستعمرات عليها وشُكلت ما يسمى بالمجالس الاقليمية وعلى اثرها وتم الاعلان عن تشكيل مجالس محلية للمستعمرات الاسرائيلية لتصبح الان (34) مستعمرة (11) منها في الاغوار الشمالية و(23) في الاغوار الوسطى والجنوبية ضم الاغوار يعني ان تخسر فلسطين ثلث مساحتها تقريبا (مليون وستمائة الف دنم ) من الاراضي السهلة الخصبة ذات القيمة الزراعية المرتفعة والتي تنتج محاصيل زراعية في اوقات مميزة ومنافسة محليا وعالميا وتنفرد في انتاج بعض المحاصيل الاستراتيجية الهامة مثل التمور والاعشاب الطبية والعطرية والعنب اللابذري والبطيخ والخضروات وغيرها . تعتبر الزراعة مصدر الدخل الاول والاهم في الاغوار حيث يُزرع فيها قرابة ٦٠ الف دونم منها ٢٨ الف دونم مزروعة بالنخيل والباقي مزروعة بمحاصيل اخرى هامة ، فلولا الاحتلال والمستوطنات لشكلت الاغوار البنية التحتية لاقتصاد فلسطيني مستقل. ضم الاغوار والسيطرة عليها من قبل حكومة الاحتلال يهدد مصير ٦٨ الف مواطن معظهم يعملون بالقطاع الزراعي كما ويهدد ٤٦ تجمعا بدويا يعتمدون على تربية الماشية الامر الذي يؤدي الي تدمير قطاع الثروة الحيوانية من خلال إغلاق مساحات شاسعة من الاراضي الرعوية اخرها اعلان الاحتلال عن 270 الف دونم من اراضي الاغوار المميزة والغنية بالمصادر المائية كمحميات طبيعية لمنع الوصول اليها وتغريم كل من يدخلها اضافة الى منع بناء الحظائر وهدم الموجود منها والتنكيل بمربي الثروة الحيوانية ومصادرة ممتلكاتهم من أغنام وجرارات زراعية وصهاريج .....وغيرها ، بحجة الدخول اليها ورعي الاغنام فيها وبالتالي يضطر مربو الاغنام الى شراء كميات مضاعفة من الاعلاف المركزة الامر الذي يزيد من تكلفة التربية عليهم ويضطرهم الى بيع اغنامهم ويتحول جزء منهم الى عمالة في المستعمرات المقامة على اراضي الاغوار وهذا ما يسعى اليه الاحتلال بشكل او بآخر أما في مايخص المياه فضم الاغوار يعني السيطرة الكاملة على الحوض الشرقي (ثاني اكبر حوض مائي) وسرقة مايزيد 300 عن مليون متر مكعب سنويا من حصصنا المائية وخاصة حصتنا من نهر الاردن وكما نعلم ان نهر اليرموك يلتقي مع نهر الاردن ويسير جنوبا بين الاردن وفلسطين تسرق اسرائيل مخصصاتنا الفلسطينية من المياه كأحد الدول المشاطئة لنهر الاردن والبالغ كميتها ٢٦٢ مليون متر مكعب حسب اتفاقيات اوسلو (٢) . يتذرع الإسرائيليون بالضم بحجج امنية والحدود مع الاردن ولكن هدفها الرئيس نهب خيرات الاغوار ونهب اراضي فلسطين ارض العسل واللبن .