الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

كيف ترتقي مع نفسك وفي مخاطبة الذات

نشر بتاريخ: 26/04/2021 ( آخر تحديث: 26/04/2021 الساعة: 08:56 )

الكاتب:

بقلم د. سهيل الاحمد اجعل من نفسك وفي مخاطبة ذاتك لرقيك في الدارين الناسك العابد، والعادل الزاهد، وادع الله تعالى توفيقًا وتأملًا بأن يؤتيك فصاحة لسان، وبراعة بيان ونصاعة جنان، بتحليٍ ذلك كله بالفهم والحكمة والإحسان.

حتى إذا خالطت غيرك من الناس أو حدثته عن الشيء ترغيباً أو ترهيباً جعلته يفهمه ويعايشه كأنه يراه رأي العين، ويحس به إحساس المباشر له، الراغب في قبوله بتفان واحترام وفاعلية مؤثرة مطلوبة.

ثم اغتنم لحديثك جاعلاً إياه لا ينفصم عمن تخاطبه إلا وقد أقنعته بالحجة والدليل، وألبسته اليقين والقناعة بما تقول، ولا تقل أبدًا إلا خيراً ونصحاً، وأشهد لنفسك فيما تقول أو تكتب أو تؤلف وذلك باستيفاء الخطرات والخلجات والعبرات والنظرات أحسنها وأضبطها وأشملها.

ولتكن أنت في النصح لمن تخاطب أو تحاور الصاحب المحبب، والقائم بالعون والرعاية قيام صدق وخير، ويقين ومشاهدة وإصلاح وتيقن. وإذا ناجيت غيرك أو خاطبته أو حاججته؛ فلتكن ممن يفيد ويؤثر في غيره حباً وقرباً، وطلباً للرضا والفوز والخير والنجاح، ومستصحباً القصد الحسن والإخلاص ورجاء قبول العمل في كل ذلك، ومستذكرًا فضل العمل والقول والتفكر والتدبر.

ثم ولتبد من مناجاتك ومخاطبتك إشفاقك على المخاطب والمحاور من المفاسد والمضار والمصائب وأهوالها وأحوالها، وذلك فيما توليه له من نصحك ونقاشك، وتذكيرك ومواعظك ومحاوراتك.

ولتطل نفسك في الإقناع بما تدعو إلى فعله أو تركه كما يقع ذلك في إطالة الأب الرحيم الخائف الوجل على ولده من شدة العذاب وآثار مجانبة الصواب عند الفعل والقول والخطاب والمساءلة.

واستنفد كل وقتك في الخير ودرء الشر ومنعه إما تذكيراً أو تأليفاً أو تغييرًا، وإما عبادة بين يدي الله تعالى وذلك حتى لا يفوت نفسٌ من أنفاسك إلا وقد أديت مهمتك ووظيفتك من الخير والطاعة التي ترجو ثوابها عند الله عز وجل، في أقوالك وأفعالك وتصرفاتك المادية والمعنوية.

كل هذا اجعله من نفسك بفهمك ونصحك، وخلقك وتواضعك لتعين وتعان وتصون وتصان، وتنجو ولا تهان وتفوز بالخير، والفضل والارتقاء والرضوان، ولتحقق لنفسك الرقي في مخاطبة الذات وتكون لأجل ذلك أنجح إنسان.