الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

تحركات خارجية لفضح الاحتلال....ولكن

نشر بتاريخ: 12/09/2022 ( آخر تحديث: 12/09/2022 الساعة: 12:57 )

الكاتب:

معتز خليل

تابعت كثيرا من الدوائر السياسية الغربية التطورات الحاصلة والمتعلقة بالزيارة التي قام بها وفد من حركة حماس إلى موسكو ، وهي الزيارة التي كان على رأسها السيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة ومعه صالح العاروري وعدد من قيادات الحركة.

وقالت صحيفة العربي الجديد الفلسطينية الصادرة في لندن أن روسيا دعت عناصر الوفد للقاء عدد من كبار المسؤولين ، وعلى رأسهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

غير إنني وعبر هذا المنبر كم كنت أتمنى تنسيق الجهود بين الحركة والسلطة لاحتواء أي تحرك خارجي ، صحيح أن حركة حماس الآن باتت مكونا رئيسيا كبيرا على الساحة ، غير أن هناك دولة وسلطة وحكومة يجب التنسيق معها.

اللافت أيضا أن روسيا رحبت بزيارة الحركة ، ولا يخفى على أحد أن هذا الاستقبال الروسي قوبل بتحفظ لدى عدد من الدوائر الفلسطينية الرسمية ، وهو أمر يجب الالتفات إليه من قبل حماس ومراعاته.

عموما فإن من حق حركة حماس بناء أو تدشين أي علاقة مع أي طرف في أي موقع ، وهذا حقها الأصيل ، ولكن ليس على حساب السلطة وحساباتها ، والأهم منظومة العمل الخارجي الفلسطيني.

واشهد إنني قابلت دبلوماسيين من الشباب الفلسطيني في الخارج في قمة المهارة والاحتراف ، بل وغالبيتهم من الفتيات صغار السن ممن باتوا اوسمة على صدور الوطن ، وهو ما يشير إلى وجود دولة الجميع يحترمها ومظلة يجب معها التنسيق حتى لا يستغل أحد انقسام فصائل الوطن لتحقيق مصالحة الإقليمية.

والعالم يتابع الحرب الروسية الأوكرانية ، والعالم يعرف الموقف الفلسطيني الدولي منها ، ولا يوجد أي داع للقول بأن فصيل المقاومة الفلسطيني يدعم روسيا في هذه الحرب.

من ناحية أخرى أهتمت عدد من الصحف العربية هنا في لندن بهذه النقطة وتحديدا منظومة العلاقات الخارجية لحركة حماس ، وفي هذا الصدد أعيد نشر ما قاله الباحث والخبير السياسي أحمد بسيوني إن العلاقات الخارجية لحركة حماس تتطور ، حيث أخذت على عاتقها بناء علاقات واسعة، اعتمدت فيه على البعد الإيديولوجيّ مع بعض الدّول، وعلى البعد البراغماتيّ مع دولٍ أخرى، من أجلِ مواكبة التطوّرات السياسيّة، خصوصا بعد ثورات الربيع العربي. لربّما من الصّعب جدًا أن الحديث عن سياسة خارجيّة للحركة، ووصفها بالبراغماتيّة، لأنّنا بحاجة إلى دولة وخطاب سياسي حقيقي يجمع الرؤية الوطنيّة فوق أيِّ اعتباراتٍ أخرى، إلّا أنّ علاقة "حماس" مع الدّول والأنظمة، لربما لامست طرف الخيط في السياسة الخارجيّة، واعتمدت على محدّداتٍ واضحة في إثبات وجودها، كما فعلت منظّمة التحرير بعد حرب بيروت عام 1982.

وأضاف الكاتب في مقال له بصحيفة العربي الجديد الممولة قطريا إن "حماس" ركزت في بناء علاقاتها الخارجيّة على ثلاثة أبعاد: الأول، كان عسكريا بامتياز، وجمعها مع "محور الممانعة"، وتوصيل العتاد العسكري إلى قطاع غزّة.

الثاني، كان ماليًا، حيث كانت تبحث تمويلها من أجلِ تعزيز وجودِها، وزيادة قدراتها والمؤسّساتيّة. وهنا تبرز العلاقة التي جمعتها مع قطر وتركيا. وظهر هذا جليًا عبر الدعم الاقتصادي الذي قُدِّم للحركة بعد حرب عام 2014، واستمرار زيارات وزير رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، محمد العمادي، قطاع غزّة، وتقديمه الدعم المالي بقيمة 40 مليون دولار شهريًا لحكومة حماس.

وأخيرًا البعد الدبلوماسي، ولا يقل أهمية عن البعدين العسكري والاقتصادي، خصوصا وأنّ العلاقة التي تحتوي حركة حماس مع الدّولة المصريّة، وبالتّحديد تدخّل الأخيرة بقوّة في فرض حل نهائي للانقسام الفلسطيني، وأيضًا المطالبة بإجراء انتخابات فلسطينية برلمانيّة ورئاسيّة، يوضِّح مدى تمسّك حركة حماس بوجود مصر، حاضنة كانت وما زالت.