الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

السلطة الوطنية.. نواةُ بناء دولة فلسطين

نشر بتاريخ: 13/09/2022 ( آخر تحديث: 13/09/2022 الساعة: 19:05 )

الكاتب:  ربحي دولة

بقلم : ربحي دولـة

لعل ما بدأ يُروج له الاحتلال الاسرائيلي من خلال عدوانه المُستمر على شعبنا عن ضعف "السلطة الوطنيـة" وفقدان سيطرتها الأمنية في الضفة وخاصة في جنين ونابلس ، يندرج ضمن سياساته اىلقديمة الجديدة لإضعاف هذه السلطة ومعتقداً أن تكون هذه السُلطة يوماً من الأيام تعمل ضد مصالح شعبنا، فالسلطة الوطنية وجدت كنواة لبناء مؤسسات دولة فلسطين على كامل التراب الفلسطيني لتجسيد الاستقلال على الـأرض .

إن السُلطة الوطنية الفلسطينية، اول كيان فلسطيني يُقام على الأرض كنتيجة لنضال شعبنا العظيم الذي قدم الغالي والنفيس على مدار عقود من الزمن في مُقارعة المُحتل حتى وصلنا الى هذا المشروع والذي يُعتبر المرحلة الاولى من مراحل التحرير حتى الدولة المُستقلة، وبالتالي هي مشروع وطني فلسطيني بامتياز ولم يأتي بكرم من دولة الاحتلال او من اي جهة اخرى وإنما استعادة حقوق مسلوبة.

مُنذ إنشاء هذه السلطة والتزامها باستحقاقات دولية وما عليها من التزامات سياسية او اي التزامات تجاه ابناء شعبنا لتوفير كل متُطلبات الحياة الكريمة لهذا الشعب الذي عانى الكثير بفعل هذا المحتل الذي لا يعرف إلا لغُة القوة بدأت دولة الاحتلال بمُحاربة هذا المشروع بكل الطرق والوسائل من أجل اجهاض المشروع الأكبر وهو الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف كثمرة حقيقية لنضالات شعبنا وبالتالي عملت حكومات الاحتلال المُتعاقبة على إضعاف مؤسسات السلطة من خلال اولاً : التنصل من كافة الاتفاقات التي وقعتها مع منظمة التحرير الفلسطينية وكان سقفها الزمني خمس سنوات وبعدها قيام دولة فلسطينية مُستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشريف وقد اندلعت انتفاضة الاقصى كنتيجة طبيعية لرفض شعبنا لهذا النكران الصهيوني فيما استمرت عدة سنوات وقدم خلالها شعبنا خيرة ابنائه شهداء وجرحى وأسرى، وبعد التوصل الى عدة تفاهمات لوقف حال المواجهة العسكرية مع الاحتلال من أجل العودة الى طاولة المفاوضات التي يجب أن يحدد لها سقف زمني وإطار عام ينتهي باحقاق الحق الفلسطيني .

لقد استغل هذا المُحتل حالة الانقسام الفلسطيني بعد انقلاب "حماس" على نفسها وعلى شعبنا الفلسطيني وسيطرت على قطاع غزة بقوة السلاح، هذا العمل الذي أضعف جبهتنا الداخلية فانشغلنا في خلافاتنا واخذ جيش الاحتلال الذراع التنفيذي لدولة الكيان يُمعن في ممارساته بحق شعبنا فزاد من وتيرة الاعتقالات والاغتيالات ، وصعد من بناء المستوطنات عدداً وحجماً، وقطع أوصال المُدن الفلسطينية وتحويلها الى كانتونات .

هرول العرب نحو التطبيع المجاني مع دولة الاحتلال امتثالاً للتعليمات الأمريكية التي خلقت "بُعبُعاً " جديداً في المنطقة إسمه ايران الذي أقنعت دول الخليج لانه الخطر الحقيقي عليهم وعلى عروشهم وان دولة الكيان وامريكا القادرين وحدهم على حمايتهم من النظام المصطنع.

حوصرت السلطه ماليا من قبل امريكا ودولة الاحتلال ولحقها العرب الذين تخلوا عن التزاماتهم تجاه شعبنا وقيادته، بالاضافة الى عملية القرصنة على أموال المقاصة لثني قيادتنا عن دفع مُستحقات الأسرى والشهداء، هذه الممارسات أضعفت السلطة الوطنية وجعلتها في بعض المواقف ضعيفه امام تلبية احتياجات المواطنين بالشكل المطلوب.

إن هذا العدوان الذي تُمارسه دولة الاحتلال بحق شعبنا وقضيته وبحق سلطتنا الوطنية يهدف لإدخالها في حالة صراع ومواجهة مع أبناء شعبنا ناسين في الوقت نفسه أن من بنى هذه السلطة بدمه لا يمكن له التفريط بها تحت اي ذريعة لأن هذه السلطة هي سلطة الشعب الفلسطيني وهو صاحب الحق فيها وصاحب كلمة الفصل وهي ليست ملك فصيل او جهة مُعينة: نعم "فتح" تقود السُلطة لكنها لا تملكها لأن حركة فتح حركة جماهيرية وجُدت لتحقيق النصر وتحرير الأرض ليعيش الانسان الفلسطيني بحرية وكرامة.