السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

سحب الاعتراف ببطرك الأرمن وقرار المساواة بالإرث انتصار للشعب

نشر بتاريخ: 12/05/2023 ( آخر تحديث: 12/05/2023 الساعة: 15:09 )

الكاتب: داوود كتاب

داود كُتّاب- ملح الأرض


تنافس حدثان ذات أهمية كبيرة في نشرتنا هذا الأسبوع. فمعظم الأسبوع كنا نحتفل بموافقة رؤساء الكنائس في الأردن على مطلب الشعب بضمان المساواة في توزيع الإرث العائلي بين الإناث والرجال دون تمييز. كما تسارعت الأخبار من القدس ابتداء بمعرفة قرار سحب الثوب الكهنوتي من النائب الأسبق للبطريرك الأرمني والذي قام الشبان بطرده من دير الأرمن في القدس القديمة ثم جاء الخبر الصاعق بقيام الأردن وفلسطين بصورة مشتركة بسحب الاعتراف بالبطريرك نورهان مانوغيان " وذلك بعد جهود ومحاولات عديدة لم تُفلح في تصويب تعامل البطريرك مع عقارات الحيّ الأرمني في البلدة القديمة في القدس، والذي يعد إرثًا حضاريًا وإنسانيًا، وجزءًا تاريخيًا من فسيفساء المدينة المقدسة".

من الواضح أن القاسم المشترك بين الخبرين هو دور الشعب أو الرعية أو ما ترغبون بتسميته في الضغط المتواصل على رؤساء كنائسهم لإجبارهم على التجاوب مع الطلبات في مجال الأحوال الشخصية في الأردن وفي المجال الوطني في القدس. في الأردن بادرت الفاضلة لينا نقل وغيرها ومنذ سنوات بالمطالبة الحثيثة للمساواة وقد عُقدت العشرات من الجلسات مع قانونيين وخبراء ورجال دين أسفرت في النهاية على نص مقبول من الجميع تم رفعه لمجلس الكنائس والذي وافق عليه. النشاط المجتمعي وإقرار الكنسي مهم للغاية، ولكن لا يزال هناك عدد من العقبات أهمها تردد عدد من النواب المسيحيين من الإقرار المطلب الشعبي والكنسي. وفي القدس استمر نشاط الأرمن ضد رؤساءهم الذين باعوا أراضي الكنيسة الموجودة في القدس منذ القرن الرابع وقد تم البيع من وراء الكواليس وفي غياب موافقة اخوية يعقوب للكنيسة الأرمنية وقد نتج عن الحراك الشبابي قرار بعزل نائب البطريرك ومدير العقارات السابق باريت ايتسريان ولكن الأخير وفي رسالة الرد على قرار العزل ورط البطريرك قائلا انه وقع على الصفقات البيع بمحض إرادته وهو الذي قرر إبقاء موضوع البيع سرا ولم يعرضه على المجلس الأعلى للبطريركية.

ورغم أن الموضوعان فتحا باب واسع والذي يحتاج إلى متابعة وتفعيل مكثفة لترجمة قرار المساواة بالإرث من المستوى القانون الكنسي إلى المستوى البرلماني والحكومي. وكذلك فإن موضوع الأراضي الأرمنية في البلدة القديمة من القدس التي تسربت لجهات معادية قد أثمر بسحب الاعتراف الأردني والفلسطيني بالبطرك مما سيصعب الأمور عليه.

تحية للنشطاء في الأردن وفي فلسطين والذي تزامن نجاح نضالهم هذا الأسبوع بنتائج ذات أهمية.