السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

قمة جدة.. لم ينتصر العرب ولكن أمريكا هزمت نفسها وإسرائيل تموت بالكراهية

نشر بتاريخ: 20/05/2023 ( آخر تحديث: 20/05/2023 الساعة: 12:45 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام





دون الحاجة للتأكيد على أن هذه قمة الأمير محمد بن سلمان، الذي حارب بشراسة لإثبات انه حاكم قوي ويدخل إلى الساحات العربية والإقليمية والدولية بطموح عال. فإن القمة العربية في جدة كانت إشارة واضحة إلى أن السعودية تريد قيادة القرار العربي الجديد مع ظهور تراجع واضح على دور الدول الطامحة الأخرى.
السعودية الجديدة التي تخلّصت من الفكر الوهابي ومن الانغلاق الاجتماعي، لا تريد أن تغرق نفسها بالقضايا العربية، وانما عملت وحصلت على الشرعية العربية للانطلاق إقليميا ودوليا.
انا شخصيا لم أتوقع ما حدث في السعودية بدء من الاستقبال البارد للرئيس الأمريكي بايدين، ومرورا بالموقف من حرب أوكرانيا وصولا الى موضوع الديانة الامريكية الجديدة "ديانة ابراهام الصهيونية" وموقف السعودية من التطبيع.
وأرى أن دعوة الرئيس الاوكراني الصهيوني زيلنسكي الى القمة جاءت لامتصاص غضب أمريكا بعد دعوة الرئيس السوري بشار الأسد وعودته للجامعة العربية.
ولكن الأهم بالنسبة للعرب هو تجنب دفع فواتير الحروب والصراعات الداخلية الامريكية والإسرائيلية، والحروب التي تحدث في العالم ما بعد جائحة كورونا.
بعد كورونا. انتشرت أفكار القومية المنغلقة والعداء للأجانب وهو ما يتنافى تماما مع مصالح القوميات التي تعلن الكراهية للقوميات الأخرى . اول ما برزت هذه الكراهية عند الغرب وفي أوروبا تحديدا ، وسرعان ما تحوّلت الى حروب اقتصادية ثم عسكرية وسياسية وفكرية واجتماعية ، فصارت امراضا نفسية عند بعض الشعوب، ونرى مؤخرا بعض القوميات التي عاشت على خيرات العرب انها تجاهر بكراهيتها للعرب.
لا احد في أمريكا اللاتينية ولا في افريقيا أو اسيا يجاهر بكراهية العرب. لكن الدول التي احتلت العرب وسرقت خيرات العرب ودمرت ماضي وحاضر العرب هي التي تنتج كراهية العرب!!!

مفتاح النجاح او الفشل في المستقبل القريب يكمن في عدم الرهان على ما يحدث داخل أمريكا . فالمرشح الأول عجوز بالي صهيوني حاقد وقد دخل مرحلة الخرف ولا يستطيع المشي ، والمرشح الثاني ثور هائج مليء بالتفاهات وعدم احترام الشعوب الأخرى.
وكلما ابتعد العرب عن رهن قرارهم السياسي والاقتصادي بواشنطن وشركاتها وكارتيلاتها، كلما كانت الفرصة اكبر للتعاون مع شعوب وقوميات أخرى للتطور وحل مشاكل العصر.

اما إسرائيل فهي كائن طفيلي دخل الى حياة العرب بهدف مص دماء الشعوب وتحطيم مستقبل اجيالهم. ويكفي ان نشاهد وزراء وأعضاء كنيست يهتفون الموت للعرب في شوارع القدس، ويشتمون الأنبياء ويقتحمون الأقصى ويبصقون في وجه الرهبان حتى نعرف مضمون "ديانة ترامب وصهره الصهيوني كوشنير". فهو مضمون كراهية.
وإذ كان سكان تل ابيب يخرجون بمئات الاف للتظاهر كل أسبوع ضد حكومات إسرائيل، لانهم لا يقدرون على تحمّل حقدهم وسمومهم وكراهيتهم . فكيف للعواصم العربية ان تتحمل هؤلاء المجانين!!
فشلت جامعة الدول العربية في السياسة. وفشلت في الاقتصاد، وفي العلوم وفشلت في التكنولوجيا. فشلت امام الغزاة وامام الجماعات التكفيرية وامام أطماع الجيران، وفشلت امام قضايا الطفل والمرأة والحريات والتعليم والحدائق العامة والزراعة والهاي تيك.. فهل تنجح في تسليم مستقبل العرب للجيل القادم دون ان ترتكب اية حماقات أخرى؟