الأحد: 01/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

غزة بين استدامة الهدنة او استمرار المحرقة

نشر بتاريخ: 27/11/2023 ( آخر تحديث: 27/11/2023 الساعة: 13:30 )

الكاتب: بسام زكارنه

نتنياهو و مجلس حربه اعلن اهداف العدوان على شعبنا منذ السابع من اكتوبر بانهاء حماس و اعادة المخطوفين ، و اعلن وزير حربه انه لن يسمح بالماء و الكهرباء و المساعدات الإنسانية لشعبنا في غزة قبل انهاء مهمة العدوان .
بعد 49 يوما تسقط كل الشعارات و التهديدات الإسرائيلية و تدخل إسرائيل باتفاقية و هدنة لمدة اربع ايام و تبادل اسرى لماذا ؟ .
السبب الرئيسي ان قادة الاحتلال قرروا اهدافهم وفق ردات فعل دون اي دراسة او تقييم للواقع حيث ان حجم المجازر و جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في 49 يوم تجاوزت كل الحدود بل وكانت بوصف العالم الجرائم التي لم تحدث في تاريخ البشرية دون تحقيق اي هدف ملموس مما تم ذكره ، مما جعل شعوب العالم تنتفض في وجه قادتهم النازيين الذي اعطوا اسرائيل الضوء الاخضر لذلك ، حيث خرجت المسيرات باسئلة هل حرق العائلات من اطفال و نساء و شيوخ في بيوتهم الامنة او في المدارس او في المساجد او الكنائس و المستشفيات دفاع عن النفس ؟
هل قطع الماء و الكهرباء والدواء و الغذاء و التي هي من الحقوق الاساسية للانسان دفاع عن النفس ؟ وهل قتل الصحفين و الاطباء و افراد الدفاع المدني دفاع عن النفس ؟ وهل مقبول القضاء على القانون الدولي و الإنساني وازدواجية المعايير في عالم يسعى للسلام و حماية المدنيين المسالمين ؟ لذلك دخلوا في هذه الهدنة.
الشارع الاسرائيلي الذي منح إسرائيل 49 يوم ولم تستطيع اعادة مخطوف ، بل وان تقرير شرطة الاحتلال اظهر ان غالبية المدنين الاسرائيلين الذين قتلوا في 7 اكتوبر قتلهم قادة إسرائيل من خلال تفعيل قانون هانيبال الذي يشرع قتل الخاطف و المخطوف ، فهل يسمح الشارع الاسرائيلي بهذا القصف العشوائي لغزة و الذي ظهر انه بدون اهداف محددة حيث سقطت اطنان المتفجرات على كل مكان و كل الضحايا اطفال و نساء و مستشفيات و جامعات و مساجد و كنائس ، وكان سؤالهم الكبير لقادة الجيش الاسرائيلي هل تعرفوا اماكن المخطوفين من أبناءنا و تتجنبوا قصفهم ؟! ام ان قانون هانيبال ساري ايضا عليهم و قد نستقبلهم قتلى كما حدث مع عدد منهم ، فكان الضغط للشارع و اهالي المخطوفين على قادة اسرائيل كبير ولذلك وافق مجلس الحرب على الهدنة.
الجيش الاسرائيلي بعد دخوله البري المحدود واجه مقاومة كبيرة و خسائر غير متوقعة من قتلى في ضباطه و جنوده و شعر في خطورة الاستمرار في العدوان و الحرب لذلك وافق على الهدنة .
اشتعال جبهة شمال فلسطين و التي يقودها حزب الله و التي أوقعت خسائر كبيرة في الجنود و الاليات و ادت لافراغ المستوطنات المحيطة ، و الطائرات المسيرة التي هاجمت ايلات من اليمن و الصواريخ ضد القواعد الامريكية في العراق و سوريا و التي تهدد في اشعال حرب اقليمية جعلت امريكا و العالم يضغط لنجاح هذه الهدنة .
الدول التي لها رعايا مخطوفين لدى حماس و تقلق على حياة رعاياهم ضغطت باتجاه نجاح الهدنة .
دول العالم وخاصة امريكا و بريطانيا و التي شهدت اكبر المسيرات ضد العدوان و جرائم الحرب في غزة ، بل و انقلاب الراي العام ضدهم و ضد اسرائيل ، حيث قالت احدى الفضائيات العالمية ان نسبة التأييد للفلسطينين بعد 7 أكتوبر زادت من 69% لتصبح 95% في مقابل التاييد لاسرائيل الذي ترجع من 31% ل 5% ، و بالاجماع الشعبي العالمي دُمغت إسرائيل للأبد كدولة نازية عنصرية ، و هذا جعلهم يضغطوا لانجاح الهدنة .
قادة اسرائيل المجرمين و الذي يتعلق مصيرهم باستمرار الحرب مثل نتنياهو و بن غفير سيسعون لاستمرار العدوان و الحرب خوفا من خسارتهم حياتهم السياسية و دخولهم السجن بسبب التهم المثبتة في المحاكم الإسرائيلية ضدهم ، فهل ضمن المعطيات التي تقول ان حجم المجازر سيتضاعف في حال زيادة التوغل الاسرائيلي بريا و قد يصل عدد القتلى المدنين ل خمسين الف منهم 25 الف طفل و 15 الف امراة و تدمير مشافي و مساجد و كنائس فهل يستوعب العالم ردات الفعل على ذلك ؟
وهل تستوعب إسرائيل حجم الخسائر بجيشها و اقتصادها الذي تحطم فقط ب 49 يوما ، فما بالهم اذا استمرت فترة اطول و توسعت الحرب في الجبهات الاخرى من لبنان و العراق و اليمن وايران و ليس غريبا دخول تركيا و مصر و غيرهم فهل تقبل امريكا ذلك حتى اذا قبلت إسرائيل ؟.
الهدنة وفق ما ذكرناه قد تتمدد مرة و ليس اكثر بحيث لا يتم الافراج عن اكثر من مئة من المخطوفين الاسرائيلين وخاصة ان المقاومة ادركت ان خطة إسرائيل تحريرهم عبر التبادل و بعدها حرق غزة و اعادة اعتقال الاسرى المفرج عنهم ، لذلك ستسعى المقاومة لحل سياسي مضمون في نهايته يتم تبييض السجون و الافراج عن المخطوفين ، و مجلس الحرب الاسرائيلي الذي يقوده متطرفون و متهمون بجرائم داخلية ايضا لن يقبلوا بسهولة دون ضغط داخلي و خارجي فوق العادة لوقف الحرب و العدوان و موقف امريكا غير الواضح سيكون بيضة القبان في حسم ذلك الجدل القائم.