الإثنين: 07/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

فشل السياسيين أشعل الحرب وبفشلهم تستمر حتى تندلع الحرب العالمية الثالثة

نشر بتاريخ: 16/01/2024 ( آخر تحديث: 16/01/2024 الساعة: 12:11 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام




منذ ثلاثينيات القرن الماضي لم تشهد الأرض أفشل من قادة العالم هذه الأيام . مجموعة من العجزة جسديا والمرضى عقليا ، وعصابات من اللصوص والفاسدين الجشعين سيطروا على الحكومات وعلى المجتمعات ما خلق نزاعات في كل قومية وفي كل بقعة من الجغرافيا . حتى البحار والمحيطات والبيئة لم تسلم منهم ومن فسادهم وفساد عائلاتهم وأمراضهم النفسية والعقلية .
بسبب هذه المخلوقات اندلعت الحرب العالمية الثانية التي أحرقت الأخضر واليابس وحولت أوروبا الى مقبرة جماعية . وبسبب هؤلاء نقف اليوم على عتبة حرب عالمية ثالثة بدأت من أوكرانيا وتحرق أوروبا والشرق الأوسط وتنتشر بباقي انحاء العالم ، والحبل على الجرار .

حين شاهدت ترامب يفوز بانتخابات الترشيح في ولاية ايوا ، وقارنته مع المومياء المتحركة بايدن . ومعي مليارات من البشر يفتحون شاشة التلفاز ويشاهدون هذا الفيروس ينتشر في بلادهم . كائنات منحطة وفاسدة تحكم بلادهم وتتحكم بمستقبل أطفالهم ،وعصابات تحكم وتتحكم بكل نواحي الحياة ، نعلم فورا انه وجب تغيير قواعد اللعبة فورا . وان لعبة الديمقراطية الراهنة لم تعد تضمن مستقبل الأجيال ولا بد من تدخل دستوري وقانوني وشرعي لمنع الكوارث القادمة من خلال تغيير نمط الانتخابات وتقليص دور الزعماء وتوسيع مشاركة البرلمانات لتصبح الحكومات برلمانية متعددة نحو الغاء النظام الرئاسي لأنه واهن ومريض ومخترق . واقولها حتى ينقطع النفس : النظام الرئاسي واي نظام رئاسي كان هو إهانة للبشرية وللعلوم وللحقوق العامة .
فلا يكفي ان يقوم أي جاهل او حاقد او منحط جبان ويرشح نفسه ويفوز بأصوات العشوائيين والسفهاء في الانتخابات ليصبح هو قدر الشعوب ويتحكم بمصيرهم ولا بد من لجام يوضع في فمه حتى لا يعض خلق الله ولا يأكل كل من يقف امامه.

امام علماء الاجتماع واحد من حلين :
اما تغيير الدستور ومفهوم الدولة والعقد الاجتماعي . ليصبح تعاقد المحكوم مع الحاكم بموجب الحكم البرلماني التعددي وليس الرئاسي في كل دولة عضو بالأمم المتحدة .
ولأن الخيار الأول صعب التحقيق وصعب المنال فورا . الاستعاضة عنه بالخيار الثاني وهو رفض المحكوم ( وهم مليارات ) لتسلط الحكام ( وهم افراد بالعشرات او المئات فقط ) . والتعبير عن هذا الرفض بعدم التعامل قدر الإمكان مع المؤسسة الرسمية نفسها . والتوجه نحو حياة من دون حاكم ليبقى الحاكم ورعيته الفاسدة لوحدهم مثل العنزة الجرباء .

الخيار الثاني هو عصيان مدني صامت ومستمر .. هو عزوف عن المكاره ودرء الأذى. قد يبدو صعبا في بادئ الامر ولكنه حقيقي ونافذ .
في الدول التي حطمتها أمريكا مثل العراق وليبيا وسوريا وفلسطين واليمن ولبنان وغيرها. نشأ (سوق الرصيف) وهو الرد الشعبي التلقائي على بورصة الحكام اللصوص . ونشأت السوق السوداء في كل دول العالم ، ونشأت موانئ الفقراء والسوق الحرة لليتامى وشاشات تعرض مباريات كرة القدم مجانا ، وهذا هو المستقبل الذي ينتظر كل الحكومات المتسلطة التي لا تحترم محدودي الدخل في بلادها .
لقد زرعوا فينا وهم ان المحكوم لا يستطيع ان يعيش من دون الحاكم . والصحيح ان الحكام لا يستطيع هو وعائلته وجماعته وحزبه ان يعيشوا من دون المحكومين .
لو اعطينا مثالا عن اية دولة عربية فاسدة سوف يجن جنون الذباب الالكتروني ويبدأ في الرد والدفاع عن اسياده . لذلك سوف نعطي مثالا عن إسرائيل ، وهكذا يكون الجميع " سعيدا " :
في إسرائيل جرت ست انتخابات ولكنها لم تخلق اية حكومة ديموقراطية مستقرة ، ولم تخلق اية عدالة . بل خلقت من نتانياهو الوضيع دكتاتورا أسوأ من الدكتاتوريات العربية والافريقية . وتسبب ذلك في قفز مجموعة من المتطرفين الملوثين بالعنصرية الى سدة الحكم واندلعت الحروب والكراهية في كل مكان .

مع مثل هؤلاء الزعماء في إسرائيل وفي العالم العربي . في أمريكا وأوروبا وافريقيا وفي الشرق وفي الغرب ، في بلاد المسلمين وفي بلاد غير المسلمين لا نسأل متى تنتهي الحرب !! بل بتنا نسأل متى تندلع الحروب ؟