الأحد: 16/06/2024 بتوقيت القدس الشريف

يا قاتلي ...

نشر بتاريخ: 22/05/2024 ( آخر تحديث: 22/05/2024 الساعة: 12:49 )

الكاتب: يونس العموري

يا قاتل أحلامي وغدي ويومي، هذه وصاياي إن تشأ فاسمعها واحفظها عن ظهر قلب.. اقتلني خلسة ولا تجاهر بالقتل ولا تجعل مني بطلا شهيدا، فالجمع قد أضحوا عبيدا عند جلال سلطانك، لكن أرجوك أن ترحم الشجر، وكما هي كلماتي في غابر الأزمان حينما كانت ثورتي على قياصرة روما الجدد.. لكنني أوصيك إن تشأ شنق الجميع أن ترحم الشجر، لا تقطع الجذوع كي تنصبها مشانق، لا تقطع الجذوع فربما يأتي الربيع والعام عام جوع....والقتل قد صار الطبيعي في ظل موازين معادلة القهر الراهنة، والجنايات الدولية من المُنتظر ان تساوي ما بين الضحية والجلاد، والجلاد يملئ الدنيا ضجيجا ليكون هو الضحية المقتولة والمُجبر على القتل، والحجة هنا معاداة السامية التي أضحت قميص عثمان ، وكأن سام ابن نوح قد اورثهم كل هذا الموروث القادم من تزوير التاريخ، ومن يكتب التاريخ منطق القوة والقوة متغيرة وفقا لمتغيرات القتل والذبح ، وهتلر كان ان كتب التاريخ يوما.

أيها القاتل ، هل تشاهد القتلى وكيفية قتلهم ..؟؟ وقد نكون نحن أيضا من يساعدك بالقتل ويمنحك حق القتل ، و( النحن) هنا يعني نحن عرب اقحاح والبعض ممن يتربصون بحلم مناطحة الشاة لسكين الذبح ..

أيها القاتل وبالعبرية ناطق تنحى قليلا ، ومن بالعربية متلعثم في حضرة قمة أصحاب الجلالة والفخامة تعالوا نتحاكم امام هذه اللحظة التي اصبحت مخزية وقد تكون مخجلة ومهينة ، تعالوا نحاور ذواتنا امام شجر الزيتون المقاوم في ظل الحقد على التين والزيتون وحكايا الجدات، تعالوا نرى المشهد من جديد، وتعالوا نعاود فهم ما يحدث، او بالأحرى محاولة استيعاب المفردات الجديدة بقواميس الإيمان المطلق لأمام العصر الجديد .... تعالوا ندقق النظر بعيون ذابلة ومحبطة بمشهد الفرار والهروب والجوع من وطن يُقال انه الوطن ...

أيها القتلة على مختلف لهجاتكم ولغاتكم وانتم الشركاء بالذبح،تعالوا نناجي الرب بحضرة الانكسار والظلم، وان كان القهر سيد الموقف، ولا داعي لأن نمارس خداع الكلام المعسول والممزوج بدبلوماسية الكذب والتكذيب، ولنصارح فقراء ارصفة الشوارع والجوع، ومن يجوبون الحواري بحثا عن حقيقة وجودهم، وهل باتت اسماءهم وكنى عائلاتهم من مرادفات ابليس الجديد ..؟؟ ... وعذرا لشاعر قال ما قال بحضرة الرب حينما ضاقت رقعة جغرافية الوطن عليه وولى الأدبار هاربا بعتمة ليل غاب القمر ليلتها ليكون فعل الهروب ممكنا وانشد مناجيا رب وطنه والاوطان متمنيا على ابواب سنته الجديدة ان يكون للوطن معنى وان يكون لإنسانيته حقيقة يفهمها الأخر، فحينما يصبح هذا الوطن سجنا والسجان رفيق الأمس، وحينما يتحول الوطن مرتعا لممارسة العهر في وضح النهار، ومملكة لأمراء المجون، يصير كل شيء مباح، وانهيار مداميك ما يسمى بالقيم والاخلاق والمحرمات فيه الكثير من وجهات النظر ... فنيرون احب روما واحرقها، والحجاج حفظ كلام الله وقصف الكعبة ... وانتم والجالسون بالقمم العربية وعلى رأسكم ذاك الناطق باسمنا .. تعالوا لنقول كلمتنا بوجه التنين ولمرة واحدة وليكن من بعد ذلك الطوفان، سئمنا التحليل والتعقل وممارسة اقصى درجات الضبط والحكمة ولربما يتطلب الموقف ان نصبح المجانين بوضح النهار، وجنون الجماهير فيه الكثير من التعقل حينما تعجز القيادات بليلها...

هي كلمة الجماهير الأن وهي كلمة من يجب ان يقول كلمته في ظل اشتداد الهجمة وانسداد الأفق فلا يمكن ان يتوقف سيل الدم الفلسطيني إلا حينما يدرك الشعب كل الشعب وبكل أطيافه السياسية والثقافية والدينية والاجتماعية ، بأنه حان الأوان لطردهم من بيوتنا ومن احلامنا ومن على موائدنا ...

هي كلمة للتاريخ وليغضب من يغضب، فلم يعد يهمنا غضب حفنة من الفاسدين والسماسرة وحفنة من الدراويش المتطرفين والعنصريين، فهم الحاقدون على الأفكار المبدعة المحلقة بعنان السماء ... وهم من يخافون من ان يصبح الوطن وطنا فعليا للكل ومن لا يرى الوطن الا بعيون لغة الدولار والبزنس، يرتعبون من الفكر الحر، يرتعبون من قصيدة حب ومن ظفيرة سمراء ترقب سويعات الغروب على شاطىء البحر المائج أو من قصيدة صوفية تحاول مناجاة الله بعيدا عن الشهوة والملذات بالعسل الموعود وحوريات العين ....

وهو التوقيت الصحيح للرحيل، او للهروب لم يعد هناك الكثير من الفرق ..... فإما ان يكون رحيلهم او يكون هروبنا ...