الخميس: 05/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

انتخاب ترامب لحل مشاكل أمريكا وليس لحل مشاكلنا .. كل قوم ينتخب رئيسه

نشر بتاريخ: 06/11/2024 ( آخر تحديث: 06/11/2024 الساعة: 10:17 )

الكاتب:

رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

قام مستشارو ترامب بتضليله حين قالوا له ان نقل السفارة من تل ابيب الى القدس لن يحدث أي رد فعل عند العرب والمسلمين ، السفير فريدمان والمستشار كوشنير ومثلهما اقنعاه ان العرب امة نائمة ومريضة وانه اذا استحوذت إسرائيل على المسجد الأقصى لن يفعل العرب شيئا ، ولكن بعد سنوات نستطيع القول ان ترامب هو السبب في 7 أكتوبر ، وان العملية التي قامت بها حماس اسمها ( طوفان الأقصى ) .

عبارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ( لو كنت انا رئيس أمريكا لما حصل السابع من أكتوبر ) تدل على ان مستشاريه يتلاعبون به ويضللونه . فمن دون حل سياسي عادل لا يمكن ان تتوقف الحروب ولا يمكن ان يترك العرب السلاح ولا يمكن للامة الإسلامية ان تسكت على ذلك لأجيال واجيال .

اليمين الإسرائيلي يحتفل بفوز ترامب ، لاعتقادهم انه لا يفهم في أصول الصراع ويمكن استغلاله بالشكل الذي يمكنهم من تحقيق مخططات بن غفير وأمثاله من العنصريين .

يلفت انتباهي كل مرة اهتمام العواصم العربية كثيرا بانتخابات الأمم الأخرى (غالبية الدول العربية لا تجري انتخابات أصلا وإن جرت لا تكون انتخابات ديموقراطية ولا رئيس عربي يذهب الى بيته بعد 4 سنوات ).

ليس من الحكمة ان تقوم الحكومات العربية بإقناع الناخب العربي والاعلام العربي ان شخص الرئيس الأمريكي هو الذي يقدر على حل مشاكل الامة الاقتصادية والسياسية والترفيه والنماء والاستدامة والحكم الرشيد .

لنفترض ان ترامب كان هذه المرة مختلفا \ ولنفترض انه كان مثل المرة السابقة يريد ان يعطي نتانياهو كل شيء وينكر حق الحياة على الشعب الفلسطيني وعلى العرب .

اذا كان هذه المرة مختلفا ( من مصادري ان الرئيس عباس فتح خطوطا معه قبل فوزه وان العلاقة بينهما افضل من علاقة الرئيس عباس مع بايدين ) فان نتانياهو يكون مكشوفا امامه ولن يتمكن من اللعب بالبيت الأبيض كما يريد .

واذا كان مثل المرة الماضية ومستباح سهل امام اليمين المتطرف في إسرائيل ، وقام بتسهيل ضم الضفة لإسرائيل وضم سيناء والجولان لتوسيع مساحة إسرائيل ، وإعادة تشكيل قطاع غزة ، فانه بذلك يكون انقذ شخص نتانياهو ولكنه في نفس الوقت انهى مفهوم الدولة اليهودية مرة والى الابد .

وقف حرب أوكرانيا ووقف حرب غزة ووقف الحرب على لبنان ثلاثة امتحانات مباشرة امام الرئيس الأمريكي الجديد . ولن يطول الامر بتاتا ، من هنا وحتى اخر السنة سوف يعرف العالم من هو ترامب الثاني .