السبت: 26/04/2025 بتوقيت القدس الشريف

في جدل خروج حماس من المشهد .

نشر بتاريخ: 22/03/2025 ( آخر تحديث: 22/03/2025 الساعة: 22:16 )

الكاتب: محسن أبو رمضان


لم أكن أرغب بالكتابة بهذا الموضوع لان حركة حماس أصبحت مرتبطة بفكرة المقاومة التي هي حق مشروع وفق القانون الدولي .
ربما الجدل بأشكال المقاومة الانجع ذو طبيعة مشروعة في إطار هيئة وطنية موحدة تحدد أشكال النضال وقرارات الحرب والسلم ولكن علي قاعدة الحق بالمقاومة بكافة أشكالها بوصفها حق مشروع كفلتة المواثيق والقوانين الدولية.
الا ان ما دفعني لذلك هو تزايد وتصاعد الأصوات التي تطالب بخروج حماس من المشهد ليس فقط علي المستوي الإداري والذي أظهرت بة حماس مرونة كبيرة بمواففتها علي تشكيل لجنة تكنوقراط مهنية ولكن أيضا علي المستوي العسكري والميداني .
يأتي هذا الطرح في إطار تحميل حماس مسؤولية ماحدث من دمار لقطاع غزة متناسين ان سبب المآسي والنكبات يكمن بالاحتلال وافرازاتة من حصار واستيطان وتهويد وتميز عنصري وإقامة البانتوستانات والتنكيل بالاسري والعديد من الأمور المرتبطة بالمشروع الصهيوني الاحلالي والاستيطاني وقد تم ذلك قبل السابع من أكتوبر للعام 2023. علينا ان نستعيد مسار هذة الممارسات منذ نكبة عام 1948و حرب1967 وصولا الي ضرب المقاومة في بيروت عام 1982 وما تبعها من مجزرة صبرا وشاتيلا الي الان .
وبالمناسبة قامت دولة الاحتلال بكل الفظائع والجرائم المذكورة اعلاة وغيرها الكثير حيث لم تكن حماس متاسسة بالحالة الفلسطينية حيث تأسست بالعام 1987.
والسؤال هنا هل سيتوقف المشروع الصهيوني المبني علي خطة حسم الصراع تحت رعاية حكومة اليمين الفاشية والعنصرية اذا افترضنا جدلا ان حماس نفذت هذا المقترح المبني علي خروجها من المشهد اداريا وميدانيا وعسكريا؟
لا اعتقد ان دولة الاحتلال ستتوقف عن مخططاتها في هذة الحالة حيث انها انتقلت في إدارتها للملف الفلسطيني من سياسة القيود والتحكم والتميز العنصري الي سياسة التطهير العرقي بهدف التخلص من الكتلة الديموغرافية الفلسطينية التي تشكل المعيق الابرز للمشروع العنصري الصهيوني القائم علي معادلة الدولة اليهودية نقية العرق والذي تم التمهيد لة عبر قانون القومية الذي اقرة الكنيست الصهيوني بالعام 2018.
يقوم مقترح خروج حماس من المشهد علي فكرة نزع الذرائع ولكني اعتقد ان دولة الاحتلال عادة ما تخلق الذرائع لتبرير مخططاتها الرامية للتوسع والتهويد وصولا لتصفية القضية الوطنية وهذا لا يعني عدم العمل قدر الإمكان علي عدم اعطاء دولة الاحتلال الذرائع لتبرير ممارساتها الاستعمارية .
هناك قناعة تتعزز باوساط حكومة الاحتلال الفاشية ان اللحظة التاريخية أصبحت مؤاتية للتخلص من الكتلة الديمغرافية في غزة وبعد ذلك بالضفة وخاصة بعد اقتراحات الرئيس ترامب بهذا الصدد في إطار فكرة التهجير وتحويل القطاع الي ريفيرا الشرق الأوسط.
حاولت الخطة المصرية العربية التي تم اعتمادها بالقمة العرببة الطارئة افشال مقترحات ترامب حيث أصبحت ذو تايد دولي أيضا الا ان نتياهو وحكومتة أرادوا افشال هذة المساعي وذلك عبر العودة من جديد لاستئناف العدوان العسكري علي قطاع غزة بحجة استعادة الرهائن ورفض حماس لمقترح بيتكوف .
صحيح ان نتياهو يبحث عن مصالحة الشخصية في تجاوز للتشققات الداخلية والأبقاء علي الائتلاف الحكومي وتمرير مشروع الميزانية واستكمال خطة الانقلاب علي القضاء والسيطرة علي المؤسسة الأمنية ولكن الصحيح كذلك بأن نتياهو يعتقد انة يخوض حرب وجود ويسعي لحسم الصراع تجاة الشعب الفلسطيني وتأسيس شرق أوسط جديد تحت السيطرة الاسرائيلية .
وعلية فحتي لو استجابت حماس لمقترح بيتكوف بل اكثر من ذلك حتي لو وافقت علي الانسحاب من المشهد فإن نتياهو وحكومتة الفاشية سيستمرون في تنفيذ مخططاتهم اللاستئصالية بحق الشعب الفلسطيني تنفيذا للمقولة الصهيونية والتي تعتبر ان فلسطين ارض بلا شعب لشعب بلا ارض.
تكمن الخطورة في طرح مغادرة حماس وخروجها من المشهد انها تصب في مسار كي الوعي الوطني وتيئيس الشعب الفلسطيني من فكرة المقاومة وادانة الضحية بدلا من إدانة الجلاد وتبني الرواية الصهيونية وإلغاء الحق بالمقاومة .
ودعونا نستفيد من تجاربنا حيث تم تنفيذ مجزرة صبرا وشاتيلا بعد خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت علي اثر حصار لها لمدة ثمانين يوما وذلك بالرغم من تعهدات المبعوث الأمريكي انذاك فيليب حبيب.
ان دولة الاحتلال بنيت علي القهر والبطش والاضطهاد والابادة بحق الشعب الاصلاني وهي ترمي الي التوسع والسيطرة واخضاع المنطقة لحسابها وبدعم غير محدود من اميركا والتي هي زعيمة القوي الاستعمارية بالعالم .
وعلية فيجب سحب مقترح خروج حماس من المشهد لعلاج الازمة الراهنة وبدلا من ذلك فعلينا ان نبحث عن عناصر القوة لدينا ولدي العرب لمقاومة الاندفاعة الاستعمارية والتوسعية لحكومة اليمين الفاشي في دولة الاحتلال.
هناك أوراق قوة عديدة ذات أبعاد اقتصادية وسياسية وقانونية ود بلوماسية وتضامنية يجب استثمارها عربيا للضغط علي دولة الاحتلال لمقاومة مخططاتها ووضع حد لاطماعها بالمنطقة .
لا يعني ذلك عدم العمل باتجاة مراجعة التجربة وتقيمها واستخلاص النتائج والدروس والعبر ولكن دون الانجرار الي اشتراطات الاحتلال ونتياهو التي من خلالها يريد أن يحقق شعار(النصر المطلق ).
ويشار هنا ان المقاومة الشعبية التي انحاز لها واعتقد انها الوسيلة الأفضل للكفاح الوطني الفلسطيني كانت قد حققت إنجازات كبيرة عبر الانتفاضة الشعبية الكبري ولم تكن مسلحة بل كانت ذات طابع شعبي وجماهيري .
اننا بحاجة الي مراجعة تقيمية موضوعية تصون وحدة الحالة الوطنية ولا تقع في فخ إدانة المقاومة لان ذلك يشكل خطرا علي مستقبل الكفاح الوطني الفلسطيني والعربي.