الكاتب:
نسيم يحيى امطير
“من لا يرى المخيمات، لا يرى فلسطين كلها”.
ليست مجرد عبارة، بل بوصلة وطنية، وجرس إنذار في لحظة يمر فيها المشروع الفلسطيني بحالة من الغموض والتراجع. المخيمات ليست هامشًا، ولا هي عبء، بل كانت وما زالت الملاذ الأخير للكرامة، والكتف الصلب للثورة، والنقطة التي لا تزال تشير إلى حق العودة كلما حاول العالم أن يطمسه.
زيارة الرئيس إلى لبنان… وماذا عن المخيمات؟
زيارة الرئيس محمود عباس إلى لبنان تحمل طابعًا رسميًا، تتعلق بالسيادة، والعلاقات الثنائية، وتأكيد “حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية”.
لكن السؤال الأهم الذي تطرحه المخيمات:
هل سمع أحد صوتنا في هذه الزيارة؟
هل نوقشت معاناة اللاجئين، ومصير جيل ثالث يعيش دون أفق، دون حقوق، دون حماية؟
المخيم ليس أمنًا فقط… بل كرامة وسياسة
التركيز في الإعلام الرسمي ينحصر في الملفات الأمنية، وكأن وجود المخيم الفلسطيني خطر يجب احتواؤه، لا طاقة وطنية يجب استثمارها.
نقولها بوضوح:
نزع سلاح المخيم لا يكون بإضعافه، بل بإشراكه. لا يكون بتجاهله، بل بالاستماع إليه.
من يريد استقرارًا حقيقيًا في لبنان، عليه أن يرى في المخيمات شريكًا في الصمود، لا قنبلة موقوتة. ومن يريد حماية القضية، عليه أن يُعيد الشتات إلى قلب القرار.
شباب المخيم: طاقة وطنية مُهمشة
نحن أبناء قلنديا، كما أبناء برج البراجنة وعين الحلوة، كبرنا على صوت القادة والشهداء، نحمل صور العودة في دفاترنا، وننتظر وطنًا وعدونا به.
لكننا نُقابل بالإقصاء، بالتجاهل، وبخطاب فوقي يعاملنا كتهديد وليس كقوة.
نريد تمثيلًا سياسيًا حقيقيًا. نريد أن نشارك في القرار الوطني. نريد أن نعيد الربط بين المخيم والمشروع الوطني، قبل أن تنقطع الخيوط الأخيرة.
دعوة إلى القيادة: لا تختصروا فلسطين بما تبقى من حدودها
زيارة الرئيس إلى لبنان يجب أن لا تمر كبروتوكول سياسي. هي فرصة – ربما الأخيرة – لإعادة بناء الثقة مع شعب المخيمات.
نحن لا نطلب صدقة، بل نُطالب بدور.
نريد أن نكون شركاء في معركة التحرر، لا مجرد أرقام في تقارير الوكالة.
الختام: المخيم قلب فلسطين
من لا يرى المخيمات، لا يرى فلسطين كلها.
من لا يسمع صوت شبابها، لا يسمع نبض الشارع الفلسطيني الحقيقي.
من لا يشركها في القرار، لا يصنع وطنًا لكل الفلسطينيين