الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل يلتقط سكان تل ابيب الصور التذكارية للمدينة قبل مسحها عن الوجود ؟

نشر بتاريخ: 09/11/2011 ( آخر تحديث: 09/11/2011 الساعة: 20:25 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

كتب رئيس التحرير - تراجعت اسرائيل عن " تهديداتها المعلنة" بضرب ايران ، وسارع اكثر من وزير اسرائيلي لتخفيض سقف التوقعات ، بل ان نتانياهو طلب من وزرائه عدم التعليق على تقرير منظمة الطاقة الدولية بشأن ايران . فنرى ان رئيس لجنة الخارجية والامن في الكنيست ووزير الجيش السابق شاؤول موفاز ورئيس الموساد السابق مئير داغان ورئيس الموساد السابق افرايم هليفي ومعهم كثيرون يدعون نتانياهو الى عدم ضرب ايران !! بل ان معظم القادة الامريكيين والاسرائيليين اصابهم (صحوة ضمير مفاجئة) ويدعون الى تأجيل الخيار العسكري واللجوء الى مناشدة " العالم " فرض عقوبات على ايران !!

فهل صحا ضمير اسرائيل وامريكا ام ان تقارير روسيا الاستخبارية اثبتت لهما ان ايران قد تمسح تل ابيب عن الخارطة فعلا ؟ وان ايران امتلكت فعلا قنابل غير تقليدية وامتلكت الصواريخ اللازمة لدك تل ابيب بها ما جعل اسرائيل تتراجع وتعرف حجمها في المنطقة .

ان ايران من اكثر الدول التي استفادت من انهيار الاتحاد السوفييتي ، وقد ابتاعت من السوق السوداء قنابل كافية في منتصف التسعينيات ، لكنها كانت تعاني من مشكلة " وصول " هذه القنابل الى تل ابيب ، وقبل سنوات تمكنت من تطوير صواريخ "شهاب " التي تحمل هذه الصواريخ مسافة 10 الاف كم متجاوزة بذلك مشكلة المواجهة ، ومن هنا ينبع تفسير التصريحات المتشددة من جانب ايران ضد امريكا واسرائيل .

اما تقرير منظمة الطاقة الدولية ، وهو تقرير مشكوك في نزاهته وفي اخلاقه المهنية ، لانها ذات المنظمة الكاذبة والمنافقة التي اعلنت وجود اسلحة دمار شامل في العراق وبثّت بالصور مفاعلات واسلحة في العراق ثم اتضح انها تقارير ملفقة من جانب السي اي ايه ووزارة الخارجية الامركية جرى فبركتها من اجل تمرير قرار الحرب على العراق .

تقرير منظمة الطاقة الذرية يقول ان ايران تملك كميات يورانيوم بمستوى منخفض وان تخصيب اليورانيوم في ايران وصل الى درجة 3.5% ما يكفي لتشغيل مفاعلين او ثلاثة .

ويبدو ان امريكا أعادت حساباتها كما فعلت مع كوريا الشمالية فطلبت في اللحظة الاخيرة من المنظمة الدولية تغيير التقرير والادعاء ان ايران لا تشكل خطرا محدقا راهنا على اسرائيل ، فجاء في التقرير : ان انجاز قنبلة ذرية مثل تلك التي ضربتها امريكا على مدينة هيروشيما تحتاج الى تخصيب 1600 كغم من اليورانيوم بقدرة تخصيب 90% واكثر اي ان عملية التخصيب يجب ان تطال 4 طن ونصف تقريبا لتشغيل المفاعلات النووية الايرانية الموجودة .

وجاء في التقرير انه ورغم ان ايران تملك العلماء والخبرة والقدرة واليورانيوم لتخصيب 70 كغم فقط من اليورانيوم بمستوى تخصيب يصل الى 20% ، فان ايران لم تكمل الجدول الزمني اللازم وان طريقها قصير جدا للوصل الى قدرة تخصيب 90% وانها تملك القدرة على تحقيق ذلك ان واصلت العمل في مفاعل ناتناز ومفاعل فوردو القريب من مدينة قم وان كل ما تحتاج اليه ايران هو سنة واحدة .

المحلل العسكري الاسرائيلي رون بن يشاي يعتقد ان فرض امريكا عقوبات وحصار على ايران افضل من الحرب وانه قد يرفع المدة اللازمة لتشغيل المفاعلات من سنة الى سنتين وبالتالي يدعو الى تأجيل الضربة العسكرية ، رغم انه نفسه كان دعا الى ضرب ايران قبل اقل من اسبوع !!!!

اذن ايران تحتاج الى 3 مفاعلات تعمل على التخصيب وتشغيل مفاعلات التفجير المسماة IMPLOSION اي نظام التفجير داخل المفاعل وان لدى ايران ثلثي " الكرة" اللازمة للعمل وهم يستخدمون بلوتونيوم كافي لعمل التفجير والاهم قدرة العلماء الفارسيين على العمل المطلوب .

وملخص الامر ، ان امريكا وبعد ان فشلت في اختلاق الربيع الايراني - قبل الربيع العربي - هدّدت ايران للمرة الثالثة بشن حرب ضارية ضدها لكنها سرعان ما تراجعت ، وان امريكا واسرائيل كانتا تنتظران تقرير منظمة الطاقة الدولية لشن الهجوم خلال اسبوعين ، الا ان وجود 3 عوامل قد يمنع الحرب على ايران :

اولا : توفر ارادة القتال عند الايرانيين وانهم مصمّمون على الرد وبقوة توازي قوة الضربة .

ثانيا : عدم قدرة امريكا واسرائيل على ضمان عدم وصول الصواريخ الايرانية تل ابيب وان نظام اية الله الذي يهزأون منه قد يضرب تل ابيب فعلا بقنبلة ذرية او وسخة ويمسحها عن الوجود حتى تعود الى حجارة يافا القديمة التي قامت على انقاضها قبل 60 عاما .

ثالثا : ان جنرالات اسرائيل الراغبون في استعادة قوة الردع بأي شكل قد يوجهوا طاقة القتال عندهم ضد غزة وضد الفلسطينيين للاستفراد بهم بعد ان يأسوا من قدرتهم على ضرب ايران او حزب الله .