الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

حتى دعايتهم على حسابنا

نشر بتاريخ: 23/02/2015 ( آخر تحديث: 23/02/2015 الساعة: 14:19 )

الكاتب: خالد معالي

تموج دولة الاحتلال هذه الأيام بحمى الدعاية الانتخابية "للكنيست"؛ والتي يدور محورها ونقطة الارتكاز فيها على الاستيطان، مثل مستوطنة "اريئيل" التي يوجد بها جامعة ومنطقة صناعية آخذة في الاتساع، ومعترف فيها كمدينة من قبل حكومة"نتنياهو".

الدعاية الانتخابية داخل دولة الاحتلال لا يوجد فيها طرح إعطاء الفلسطينيين حقوقهم؛ ولا برامج سياسية لدعم العملية السلمية، ونشر الأمان والسلام، ولا تحسين أوضاع المنطقة؛ بل المزيد من توتير وإشعال المنطقة، واستفزاز الفلسطينيين، وحجز أموالهم، ويجري المزايدة على من سيعمل أكثر على قتل وطرد وتهجير الفلسطينيين من أرضهم .

دعاية الانتخابات في دولة الاحتلال ليست كدعاية الانتخابات في الدول العربية؛ فالبرنامج الانتخابي يجري تطبيقه وليس لمجرد الضحك على جمهور الناخبين لشراء وسرقة أصواتهم؛ فعندما يقول ليبرمان أن مستوطنة "اريئيل" ل "اسرائيل" وأم الفحم للفلسطينيين؛ فهو ما سيقوم بفعله لاحقا في حالة نجاحه؛ وتشير التوقعات لفوز قادم له بعد الانتخابات.

الدعاية الانتخابية "للكنيست" هي على حساب الفلسطينيين، فالاستيطان أصابته حمى جعلت جميع مستوطنات الضفة الغربية في حالة توسع لا يتوقف وعلى مدار الساعة؛ وعلى مرأى ومسمع من العالم جميعا.

لن يخف الضغط على الفلسطينيين؛ لا قبل ولا بعد انتخابات الاحتلال؛ فخطط وأفكار وبرامج الأحزاب الرئيسية في دولة الاحتلال كلها متشابهة بشكل كبير، وتنهج نهجا خطيرا نحو طرد وتهجير الفلسطينيين، والتطرف وإشعال المنطقة والحروب الأهلية وتغذيتها.

ملامح الدعاية الانتخابية توضح لنا أن الناخب "الاسرائيلي" يريد المزيد من تغول الاستيطان، وضم أجزاء من الضفة، ووئد حلم الدولة الفلسطينية، وتسليم دفة القيادة للأكثر عداء وكراهية وغطرسة وحقدا على الفلسطينيين والعرب، ومن هو الأكثر مكرا وتخريبا؛ والإبقاء على حصار غزة ودعم من يدعمه من العرب.

سترسخ نتائج الانتخابات البرلمانية في دولة الاحتلال؛ فكرة تدهور الأمور نحو الأسوأ، وفي مختلف المستويات خاصة الفلسطينية منها؛ كون الحالة الفلسطينية تتأثر بشكل مباشر وسريع بما يجري في دولة الاحتلال، لأنها الحلقة الأضعف؛ ولو كانت الحالة الفلسطينية قوية؛ لخف وقل تأثير ما يجري فيها على الحالة الفلسطينية .

مخطأ من يظن أو ظن يوما أن للثعلب دينا؛ ومخطئ من يظن أن نتائج الانتخابات في دولة الانتخابات مهما كانت ستصب في صالح الشعب الفلسطيني أو دول المنطقة؛ وذلك يعود لسبب بسيط هو إن الضعيف لا يحترمه أحد؛ حتى لو كان صاحب حق، وواضح وضوح الشمس؛ و"نتنياهو" قالها بصراحة أن لا مكان للضعفاء في هذا العالم .

انتخابات دولة الاحتلال لن تأتي بجديد بالنسبة لنا كفلسطينيين٬ لان هناك خطوط عريضة لا يمكن الخروج عنها من قبل أي جهة حاكمة لدولة الاحتلال٬ ولكن بالمقابل يمكن أن يكون هناك تغيير في بعض الوسائل في التعامل مع القضية الفلسطينية٬ لا تغني ولا تسمن من جوع، ولذر الرماد في العيون.

من الخطأ الفادح فلسطينيا؛ التعويل على انتخابات الاحتلال؛ وبالتالي على قيادات الشعب الفلسطيني أن تعيد دراسة خياراتها من جديد، وان تفعل مصادر القوة لدى قوى الشعب المختلفة –ما أكثرها إن أجادو تفعيلها- لمواجهة مرحلة التغول والتطرف القادمة في دولة الاحتلال؛ وهذا يعني بالضرورة وقف كل ما من شأنه إضعاف الحالة الفلسطينية.

في كل الأحوال؛ فان قادة الاحتلال أيا كانوا؛ يحملون من أفكار وبرامج – تشابهت قلوبهم- لن يرحموا الشعب الفلسطيني، ولن يعطفوا عليه، ولن يمنوا عليه بدولة مستقلة، ولن يعطوا شيئا؛ بالمجان، وبدون ثمن. وما لم يملك الشعب الفلسطيني زمام أمره، وأوراق ضغط حقيقية وقوة ضاغطة، فلن ينالوا شيئا، وستبقى جهودهم تضيع هباء منثورا.