الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

لماذا القضاء العشائري؟

نشر بتاريخ: 23/02/2015 ( آخر تحديث: 23/02/2015 الساعة: 14:16 )

الكاتب: أ. علاء الدين العكلوك

إن المجتمع الفلسطيني بطبيعته هو مجتمع عشائري له عاداته وتقاليده التي تربى عليها وتوارثها عن آبائه وأجداده فانتشر العرف العشائري في المجتمع الفلسطيني لمعالجة النزاعات والقضايا الخلافية حيث لبى حاجات أفراد المجتمع وطموحاتهم خير تلبية .

وإن ما يميز القضاء العشائري أنه يوفر درجة عالية من الحماية والأمن للمتخاصمين بوجود كفلاء العشائر، حيث يستطيع المتخاصم أن يختار قاضيه بنفسه، والقدرة على سرعة الحل في القضايا، وتوفير الوقت والجهد ، ويخرج المختصمون في نهاية المطاف ونفوسهم راضية ومطمئنة وتعود المودة والمحبة بينهم .

و إن رجال العرف العشائري أصحاب كفاءات وخبرات ويمتلكون القدرة على الإقناع لما لهم من أخلاق حميدة ومن ثقتهم بالله ثم الثقة التي يتمتعون بها من قبل المواطنين ومن خلال حرصهم الدائم على تطويق المشاجرات ومنع إراقة الدماء والتعامل مع الناس بالحلول الودية وإشاعة ثقافة التراضي بين أبناء المجتمع فإنهم يساهمون بشكل كبير في استتباب الحالة الأمنية للمجتمع.

وإذا تساءلنا هنا لماذا القضاء العشائري في ظل وجود شرطة نظامية تطبق القانون فإننا نقول أن مراكز الشرطة عندما تعجز عن حل القضايا الشائكة والمعقدة فإنها تقوم بتحويلها إلى القضاء العشائري فيقوم بدوره بحل تلك القضايا من جذورها على قاعدة الصلح المجتمعي وأحيانا يطلب المواطن إحالة قضيته من القضاء النظامي إلى القضاء العشائري وفي بعض الأحيان يقوم القضاء النظامي بإحالة بعض القضايا الي القضاء العشائري .

ومن الملاحظ أن الناس يلجأون لرجال القضاء العشائري في الحوادث وخاصة حوادث القتل لما لهم من دور ملموس وفاعل في تهدئة النفوس عند حصول حوادث القتل حيث يأخذوا ما يعرف بالعطوة من أجل تهدئة النفوس واستكمال حل القضية .

ولعل لجوء الأهالي الى القضاء العشائري دون غيره هو نابع من رغبتهم في إزالة الخلاف دون الرجوع الى المحاكم في ظل وجود رجال إصلاح ووجهاء مشهورين في المنطقة .

مما سبق يتضح لنا أن القضاء العشائري أصبح عرفا له مكانة لاتقل عن مكانة القانون المكتوب ويعتبر القضاء العشائري من أهم ركائزالإستقرار المساندة للقضاء المدني حيث لقيت جهود القضاء العشائري رضا وقبول المواطنين فأضحى يشكل الضمانة الرئيسية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية في تلافى وقوع نزاعات اجتماعية عشائرية خاصة في اللحظات الأولى لارتكاب جرائم القتل أو هتك العرض أو الاغتصاب أو الخطف .