الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الانتخابات الاسرائيلية : النجاح المر

نشر بتاريخ: 19/03/2015 ( آخر تحديث: 19/03/2015 الساعة: 12:35 )

الكاتب: عوني المشني

الانتخابات الاسرائيلية : النجاح المر
رجال التنازلات : " حلو عنا "

نجح نتنياهو في الانتخابات وبشكل منقطع النظير ، لكن لربما يكون نجاحا مرا ، وامر من العلقم ، نجاحا ثقيلا ، نجاحا قلقا ، ونجاحا لحزب مقابل سقوط لدولة
نجح نتنياهو ليواجة ازمة مركبة مع الولايات المتحدة الامريكية ، ازمة مرشحة للتعمق اكثر والاتساع اكثر ، على اعتبار ان الفاشل ليس المعسكر الصهيوني لوحده وانما الادارة الامريكية ايضا ، وامريكيا عندما تخسر لا تملك روحا رياضية وتتصل بنتنياهو لتبارك له النجاح ، امريكيا ستتصل بايران لتبارك الاتفاق معها وستتصل بابي مازن لتقل له تستطيع ان تتوجه الى مجلس الامن من جديد وتطلب قرارا بدولة ، وستتصل ربما بايمن عودة وتقول له لن نسمح لنتنياهو باستمرار فاشيته اكثر وقد قالت هذا امس وان كان همسا عندما عبرت المتحدثة باسم البيت الابيض عن قلقها من تصريحات نتنياهو ضد الجمهور العربي
نجح نتنياهو ليواجه محكمة الجنايات الدولية وعشرات القضايا والتي ان لم تكن قاتلة فهي مربكة ومزعجة ، ومن يملك الجرأة ليقول لابو مازن لا تتصرف منفردا !!! من يملك بعد نجاح اليمين !!!
نجح نتنياهو ليواجه حلف ايراني يتعمق ويكبر ويمتد ، حلف راس حربته اكثر من مئة الف صاروخ في جنوب لبنان ، وعمقه سوريا والعراق واليمن ايضا ، ومحركة حكم الملالي في ايران الذي يكون حديثهم فتوى الهية
نجح نتنياهو ليواجه ازمة غزة ، ازمة صنعها بيديه واصبح ضحيتها ، لا يمتلك شرعية ذبح غزة وان امتلك القوة ، ولا يمتلك الرغبة بانهاء حكم حماس وان امتلك الامكانية ، يستطيع ان يحتل ولكن صعب عليه الخروج ،
نجح نتنياهو ليقع فريسة قوى اكثر يمينية منه ، ربما لا تستطيع ان تفرض عليه ما لا يريد ولكنها تستطيع ان تمنعه مما هو يريد ، سيكون في ائنلاف حكومي يجره نحو اليمين اكثر ولن يتذرع للتلكوء لا بيلفني ولا بلبيد ، ربما هذا يزيدة قوة ولكن سيدفعه لمغامرات غير محسوبة ،
نجح نتنياهو ليواجه ازمة المقاطعة الدولية المتزايدة ، لا يستطيع ان يعتدل ليجهضها ولا يستطيع ان يتواصل خوفا من تعزيزها ، هي مقاطعة متدحرجة تدفع اسرائيل الى زوايا العزلة ،
والاهم نجح نتنياهو وهو يدرك ان لا اجوبه لديه على اسئلة جوهرية لها علاقة بيهودية الدولة او الامن الفردي او القلق الوجودي
هو نجاح مدوي ، ونجاح غير مشكوك فيه ، لكنه نجاح مر ، نجاح مقلق ، نجاح بطعم العلقم
ربما ان اداءنا الفلسطيني هو الاهم في تحويل هذا النجاح الى نذير بؤس وشؤم ليس على نتنياهو فحسب ولكن على اليمين الفاشي ، نستطيع ، وبدون شك نستطيع ، دقة في الاداء ، استراتيجية واضحة ، عدم تقديم هدايا مجانية لنتنياهو مثل اعادة المفاوضات بشروطه ، والاهم التخلص من وهم البحث عن حلول معه ،لادراكنا انه لا يملك ولا يرغب بحلول .
لسنا في عجلة من امرنا ، اصر اننا يفترض ان لا نكون في عجلة من امرنا ، ازمتنا حادة ولكن مؤقتة ، ازمة اسرائيل هادئة ولكنها مزمنة واستراتيجية ، نجاح نتنياهو يعمق هذه الازمة ،
صحيح ان حل الدولتين قد كتبت شهادة وفاته بهذه النتائج ، وصحيح ان عشرون عاما مفاوضات ذهبت سدى ، ولكن صحيح ايضا ان شهادة ولادة لدولة واحدة لشعبين قد كتبت ايضا ، وصحيح ايضا ان عشرون عاما اوصلتنا لنكون نصف سكان هذه البلاد او اكثر قليلا .
ربما ان دولة ابارتهايد عنصرية اصبحت هي طريق الجلجلة المجبرين عبورها ، ممر اجباري لا مناص منه ، ولكنه في النهاية سيفضي الى دولة ديمقراطية ، هذا ليس وهم ، ولا حلم طوباوي ، ولو كان فيه من الاوهام والاحلام قليلا فان فيه اقل اوهاما من خيار الدولتين ، وفيه اكثر حقوقا من خيار الدولتين ، وفيه يتجسد الحلم باروع صوره
للهاربين من هذه النتيجة ، المحبطين حتى الاستسلام لها ، لهم نقول ، ليست الانتخابات الاسرائيلية هي من تحدد مسارنا النضالي وانما مسارنا النضالي هو من يحدد توجهات المجتمع الاسرائيلي ، لماذا لا ينجح نتنياهو ؟!!!!
اقل من عشرون عاما بقليل وهو يلعب بنا في مفاوضات وهمية ، اقل من عشرون عاما وهو يفرض اجندته علينا ، اقل من عشرون عاما وهو يشغلنا مقاولين لديه ، وهل يريد الجمهور الاسرائيلي افضل من هذا ؟!!!!
ان اعادة ترتيب الحالة الفلسطينية مدخل مهم لمواجهة الواقع ، ولكنه ترتيب على اسس جديدة مختلفة عن السابق ، لم لا ؟!!! رجال المفاوضات حتى النصر ان لهم ان يتنحو جانبا ، ان يتنحو نهائيا ، ان يتنحو والى الابد ، وان نبدأ
رجال التنازلات المجانية لهم ان يدعو شعبنا وشأنه ، شعبنا قادر ، وقادر جدا على ابداع حلول لازماته وقادر على المواصلة وقادر على حفظ حقوقه دونهم ، ودونهم بالكامل ودونهم الى غير عودة لهم ، ودونهم ودون تنازلاتهم المجانية. ، نتنياهو نجح اربعة سنين اضافية ، ورجال التنازلات المجانية من عشرون عاما ونيف ورغم سقوط كل نظرياتهم واوهامهم وسخافاتهم ما زالو على صدرنا جاثمين ،
سنسامحم على اهدار عشرون عاما من زمن شعب ، وسنسامحم على ما هدروه وسرقوه من مقدرات شعبنا ، لكن " حلو عنا " ، بالفم الملان وباعلى صوت " حلو عنا "