السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

لو كان عرفات حياً...

نشر بتاريخ: 11/11/2015 ( آخر تحديث: 11/11/2015 الساعة: 10:07 )

الكاتب: حسام الدجني

رفع سماعة هاتفه واستدعى القيادي المفصول محمد دحلان لمقر المقاطعة، وبابتسامة الأب الحنون تصالح محمد دحلان مع أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، وعمت البشرى كل أنحاء فلسطين فخرجت جماهير الفتح مهللة ومكبرة ومحتفلة بيوم وحدتها ولم شملها.

وقبل أن يخرج أعضاء اللجنة المركزية من اجتماع الزعيم، طلب منهم تجهيز أنفسهم لأنه سيذهب إلى قطاع غزة فوراً، واتصل بخالد مشعل ورمضان شلح وطلب منهم التوجه فوراً للقاهرة حيث سيحضر برفقة وفد اللجنة المركزية ومعهم رئيس جهاز المخابرات العامة المصري لقطاع غزة لإنهاء الانقسام، وفعلاً في اليوم التالي دخل الرئيس ياسر عرفات والوفد المرافق له قطاع غزة من معبر رفح البري وكان في استقباله قادة فصائل العمل الوطني والاسلامي وعلى رأس المستقبلين السيد اسماعيل هنية، وعلى طول شارع صلاح الدين خرجت جموع غفيرة تستقبل القيادة الفلسطينية، ورفع الجميع العلم الفلسطيني، وفي غضون ساعات قليلة أعلن ياسر عرفات وخالد مشعل والوفد المرافق له انهاء الانقسام وتوحيد المؤسسات ودمج الموظفين، وتعويض العائلات التي تضررت من الانقسام، حيث اجتمعت القيادة الفلسطينية مع ذوي شهداء الانقسام، وكان اللقاء مؤثراً عندما غلب الجميع الوحدة الوطنية على حقوقهم الخاصة فتنازلوا عن دماء أبنائهم واحتسبوها عند الله.

أدت حكومة الوحدة الوطنية اليمين الدستورية امام الرئيس ياسر عرفات، وبدأت القيادة في صياغة الاستراتيجية الوطنية للتحرر من الاحتلال، وشارك الجميع في صياغتها، والتزموا في تطبيقها، ونجح عرفات في غضون أيام في اعادة الصورة القومية الناصعة للقضية الفلسطينية.

ما كتبته هو ما يدور على لسان محبي ياسر عرفات، ولكن يبقى السؤال الأهم: أليس بمقدور الرئيس محمود عباس أن يقدم على تلك الخطوات..؟ هل من الصعب في ذكرى عرفات أن يزف الرئيس بشرى اجراء مصالحة داخلية في حركة فتح..؟ ثم يذهب الى مصالحة حقيقية مع حركة حماس ويلعب فيها دور الأب الروحي للشعب الفلسطيني..؟

أعتقد أن الرئيس عباس قادر، فالشعب الفلسطيني من أطيب الشعوب، ويسامح سريعاً، ولكنه بحاجة إلى قائد بكاريزما عرفات، ندعو الله أن يكون الرئيس عباس كذلك، وان لا تكون ذكرى عرفات هو يوم لتجسيد الفرقة والانقسام، بل يوم يحتفل به الكل الفلسطيني، فعرفات رئيس وزعيم لكل الشعب بطوائفه والوانه السياسية المختلفة.

رحم الله الشهيد ياسر عرفات، ولكن في ذكراه لابد من التأكيد على ما يلي:

1- لابد من معرفة قاتل ياسر عرفات، ومن هي الأدوات التي شاركت اسرائيل في تنفيذ الجريمة، وما هي فرص مقاضاة اسرائيل دولياً.

2- تأتي هذه الذكرى في خضم اشتعال انتفاضة القدس، وهذا يدفعنا للعمل لأن يكون يوم الذكرى يوم لاشتعال الأرض تحت أقدام قاتل ياسر عرفات وهو الاحتلال الاسرائيلي.

3- السير على نهج عرفات يبدأ بإنجاز الوحدة الوطنية ومن هنا أدعو الرئيس محمود عباس للقدوم برفقة السيد خالد مشعل والدكتور رمضان شلح والقيادة المصرية لغزة وعدم الخروج منها دون انهاء الانقسام وتوحيد المؤسسات.