السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

استغباء ام غباء.. فالنتيجة واحدة وهي أن فتح بالصدارة

نشر بتاريخ: 08/01/2016 ( آخر تحديث: 08/01/2016 الساعة: 23:17 )

الكاتب: عبد الله كميل
كثيرا ما نسمع عن أن فتح تتغنى بماضيها، ومع أن الماضي أب للحاضر وأن من لا ماض مشرف له لا حاضر ولا مستقبل له الا أن فتح وبالرغم مما اعترض منهجيتها النضالية والكفاحية نتاج ظروف فرضت نفسها كون فتح تتصرف بمسؤولية الا أن الارقام تتحدث عن نفسها وترد على اولئك المستحمرين والمستغبين والجهلة ومن انساقوا على غفلة من امرهم خلف هؤلاء ونصبوا من انفسهم مقيمين للنضال ومن اختط طريق المقاومة ومارسها.. ففتح وبالارقام قدمت من ضمن 5000 شهيد في الانتفاضة الثانيه 2089 شهيد من الاجهزه الامنية والعسكرية ومن كافة الرتب بدئا من الجندي وحتى اللواء وقدمت كتائب الاقصى 632 شهيد و1178 شهيد من المدنيين.. وفتح الان تشكل بالسجون 62% من مجموع الاسرى وتشكل من مجموع المؤبدات حوالي 73% ..اما على صعيد الهبة الاخيرة فقد بلغ مجموع الشهداء المحسوبين على فتح في الضفة الفلسطينية 88 شهيدا من اصل 129.. والسؤال للمستغبين..اذا كانت هذه الارقام والتي تدلل على مدى تضحيات فتح وابناءها لا تصلح كمعيار لوطنيتها والتصاقها بجماهير شعبنا وهمومه فما الذي يصلح.. فاظهار فتح وكأنها لم تقدم فيه تعدي سافر على عقول الناس غباء او استغباء.. اقر واعترف بان فتح باتت غير قادرة على مجابهة بعض الخصوم على الصعيد الاعلامي وبالاحرى فانها لا تتقن الغوغاء الاعلامية التي تمكنها من السيطرة على عقول البعيدين عن وطنهم او اولئك الذين يرون الامور ويحددون اراءهم من خلال السطحيات والزخم الاعلامي القائم على قاعدة هتلر والتي تقول اكذب ثم اكذب يصدقك الاخرون، وبعد ان بات رأس فتح مطلوبا كقوة وطنية ذات بعد قومي من قبل العديد من الاطراف المتوافقة والمتناقضة زادت الهجمة الاعلامية عليها ومن مختلف الجهات ..ودعوني أقر بأن وضع فتح الداخلي بأمس الحاجة لاعادة المراجعة الداخلية لضمان وحدة الخطاب الاعلامي وكذلك وحدة الاداء التنظيمي وشموليته ما يضيق الهوة بين فتح وجماهير شعبنا التواقة لفتح القوية الواحدة المتماسكة.. فقضيتنا الفلسطينية تمر بمرحلة صعبة حيث تواجه تحديين رئيسيين اولها الاحتلال ومستوطنيه الذين يستغلون وجود التحدي الثاني الذي يواجه قضيتنا والمتمثل بالانقسام الذي تصر حماس على استمراره عبر وضع العقبات الكأداء امام طريق انهائه..فالاحتلال هو المستفيد الأوحد من استمرار هذا الانقسام ولا شك في ذلك ..والسؤال الكبير في الحالة هذه ما العمل؟؟
على فتح أن تعيد مراجعة الذات الفتحويه بهدف تصليب جبهتها الداخلية وتصويب مساراتها المختلفة وصولا الى فتح الواحدة المتماسكة والقوية وتفعيل كل طاقات كوادرها وامكاناتها في كل مكان في هذا العالم حيث ان فتح بهذه الصيغة تفرض اجندتها بكل بنودها المتعلقة بفرض الوحدة الوطنية وصولا الى انهاء الصراع بالنصر والتحرير ..فلا تنتظروا ان يأتيكم الآخرين صاغرين وحالكم كهذا الحال الذي تعيشه الحركة خاصة ان فتح بعجرها وببجرها متطلب وطني فهي الحركة الجماهيريه التي تستطيع قيادة الشعب في كل المراحل نظرا لبرغماتيتها وقدرتها الهائلة على الفعل وتغيير قواعد اللعبة في كل المراحل بالاتجاه المائل نحو الحرية والاستقلال ..ومع كل ما ذكر فتتح بالصدارة وستبقى كذلك لانها القدر الوطني القادر على ايصال شعبنا الى بر الامان ..ففتح وجدت لتبقى وتنتصر.